علم التلاوة والتجويد يمتد لكثير من التفرعات فتلاوة القرآن الكريم عبادة، قال تعالى: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ” (آل عمران: 191)، فالمدُّ في القرآن الكريم علم مُتسِع ومتفرع، وله أنواع متعددة مثل المد اللازم والمد المنفصل والمتصل، ومد العوض ومد الروم وغيرها، وقليل من قراء القرآن الكريم من عامة الناس يكون لديهم معرفةٌ بها أو متمكنين من إتقانها، وسنتطرق في هذا المقال للحديث عن مد العدل.
تعريف مد العدل
هو أن يأتي بعد حرف المد حرف مُسكن مُدغم، وأطلق عليه مد العدل لأنه متساوي عند جميع القراء في المد؛ ولأنه يعدل حركة كما في قوله تعالى: “الطَّآمَّةُ“، ومقدار مدّه ست حركات عند جميع القراء لا يزيد عليها أو ينقص عنها حركة.
أمثلة على مد العدل في القرآن الكريم
1- “الطَّآمَّةُ” من قوله تعالى: “فَإِذَا جَاءَتِ الطَّآمَّةُ الْكُبْرَى” (سورة النازعات : 34).
2- “دَآبَّةٍ” من قوله تعالى: “وَكَأَيِّنْ مِنْ دَآبَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (سورة العنكبوت :60).
3- “ٱلحَآقَّةُ ” قوله تعالى: “ٱلحَآقَّةُ (1) مَا ٱلحَآقَّةُ(2) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلحَآقَّةُ(3)” (سورة الحاقة: 1-3).
4- “الصَّآخَّةُ ” من قوله تعالى: “فَإِذَا جَاءَتِ الصَّآخَّةُ” (سورة عبس: 33).
5- “أَتُحَاجُّونِّي” من قوله تعالى: “وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (سورة الأنعام: 80).
6-“ تَأۡمُرُوۤنِّیۤ” من قوله تعالى: “قُلۡ أَفَغَیۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوۤنِّیۤ أَعۡبُدُ أَیُّهَا ٱلۡجَـٰهِلُونَ” (سورة الزمر :64).
فأصلُ هذه الكلمات هي: الطاممة، داببة، الحاققة، الصاخخة، أتحاجونني، وتأمرونني، لكنها أُدغمت ببعضها وأصبحت مشددة بسبب أن الحرف الأول ساكن والثاني متحرك، وهذا المد هو قسم من أقسام المد اللازم الكلمي المثقل، وهو بأن يأتي حرف المد والسكون واقعين في كلمة واحدة.
في الختام تعلُم أحكام المد أمر هام لما فيه من بيان لمعاني ومفردات الكتاب العزيز، وفيه إعطاء لكل حرف حقه ومستحقه، وهو جزء لا يتجزأ من أحكام التجويد التي بحاجة لها كل قارئ وكل متعلم لكتاب الله سبحانه وتعالى، ويتوجب علينا عدم الوقوف عن البحث والتقصي عن المد وعن غيره من أمور التلاوة والتجويد، ويجب علينا أن نتابع مسيرة من قبلنا بالبحث والتقصي وتعليم أجيالنا القادمة على جميع هذه الأمور.