قصة الصحابي الذي أوصى بثلث ماله للنبي

اقرأ في هذا المقال


قصص الصحابة كثيرة ورائعة وكل واحدة منها تتميز بروعة أحداثها، وكما ونعلم بأنَّ الصحابة رضوان الله عليهم يتمتعون بحبهم لسيدنا محمد عليه الصلام والسلام، حيث أنَّه كانوا يفدونه بأمهم وأبيهم وأموالهم وكل ما يمتلكونه، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن قصة الصحابي الذي أوصى بثلث ماله للنبي عليه السلام.

ما هي قصة الصحابي الذي أوصى بثلث ماله للنبي

البراء بن معرور بن صخر الأنصاري الخزرجي السلمي، المعروف بأبو بشر، أحد صحابة رسول الله عليهم رضوان الله الذي قد بايع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بيعة العقبة الأولى وهذا عندما لقي سبعين من الأنصار سيدنا محمد عليه السلام فبايعوه حيث أنَّه أول من تكلَّم يومها، حيث أنَّه قد حمد الله تعالى وأثنى عليه حينها، حيث قال آنذاك: “الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وجاءنا به، وكان أول من أجاب، وآخر من دعا، فأجبنا الله عزَّ وجل وسمعنا وأطعنا، يا معشر الأوس والخزرج قد أكرمكم الله بدينه، فإن أخذتم السمع والطاعة والمؤازرة بالشكر فأطيعوا الله ورسوله”، ثم جلس رضي الله عنه.

كما ويعتبر أول من بايع في قول ابن اسحاق أيضاً، ويعرف بأنَّه هو أول من استقبل القبلة أيضاً، وأخيراً أول من أوصى بثلث ماله رضي الله عنه، ويُذكر بأنَّ البراء كان نقيب قومه بني سلمة، ويقول ابن حجر في الإصابة أيضاً:” وكان أول من ضرب على يد الرسول البراء بن معرور”.

عندما شهد كعب بيعة العقبة الأولى وعمد إلى مُبايعة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، قال حينها: بمعنى قوله بأنَّهم قد خرجوا في حجاج قومنا المشركين، وقال أنَّهم عمدوا أيضاً إلى الصلاة والتفقيه، وكان معهم آنذاك البراء بن معرور رضي الله عنه الذي هو سيدنا وكبيرنا.

وعندما توجهوا لسفرهم وخرجوا من المدينة المنورة قال لهم البراء بن معرور رضي الله عنه آنذاك: “يا هؤلاء إني قد رأيت رأياً، فوالله ما أدري أتوافقونني عليه، أم لا؟ فقالوا له: ما ذاك؟ فقال لهم البراء رضي الله عنه: “قد رأيت أن لا أدع ههذه البنية مني بظهر؛ وكان يُعني الكعبة المشرفة، وأن أصلي بها”، فقالوا له: والله ما بلغنا أن نبينا يُصلي إلّا إلى الشام، وما نُريد أن نُخالفه”، فقال:” إني لمصلِ إليها، ثم قالوا له: لكنَّا لا نفعل.

فقال بمعنى كلامه أنَّه إذا جاء وقت الصلاة قد صلينا باتجاه الشام، وصلى إلى الكعبة، إلى أن قدمنا مكة المكرمة، حيث قال كعب أنَّنا قد عِبنا عليه ما فعل وأبى إلّا أن يقيم على ذلك الأمر، وعندما جئنا إلى مكّة المكرمة فقال لكعب يا ابن أخي اذهب بنا إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهذا بغية أن نسأله عن الذي صعنته في سفري هذا، وقال:” إنَّه والله لقد وقع في نفسي منه شيء، لما رأيت من خلافكم إياي فيه”.

فقال كعب أنَّهم قد عمدوا للذهاب إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا حتى نسأله عن ذاك الأمر، وكانوا لا يعرفونه، وكانوا أيضاً لم يروه من ذي قبل، وحين ذهابها لقيا رجلاً من أهل مكة المكرمة فسألوه عن النبي عليه السلام، فقال لهم: هل تعرفانه؟، فأجابوه حينها قائلين: ” لا”، فقال لهم الرجل: فهل تعرفان العباس بن عبدالمطلب عمه؟ فقالوا له: نعم، قال لقد كُنَّا نعرف العباس، وكان لا يزال يقدم علينا تاجراً؛ أي أنَّهم يعرفونه لأنَّه كان يأتي إليهم كتاجر يريد التجارة، فقال لهم الرجل آنذاك بمعنى كلامه أنَّه إذا دخلتما المسجد فوجدتما العباس بن عبدالمطلب فهو الرجل الذي يجلس معه.

قال كعب حينها: ولما دخلنا إلى المسجد فإذا بالعباس بن عبدالمطلب جالس، وكان النبي يجلس معه حينها، فسلمنا عليهم ومن ثم عمدنا إلى الجلوس، فقال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للعباس عمه آنذاك: “هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ فقال له العباس نعم، وقال له بأنَّ هذا البراء بن معرور، سيد قومه والآخر هو كعب بن مالك.

فيقول كعب بن مالك رضي الله عنه أنَّه والله لم أنسَ ما قال النبي حينها، حيث أنَّه قال الشاعر؟، فقال العباس: نعم، وقال البراء بن معرور له حينها: يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله للإسلام، فرأيتُ أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر، فصليت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء، فماذا ترى يا رسول الله؟

فقال له سيدنا محمد عليه السلام: “قد كنت على قِبلة لو صبرت عليها”، وعندها رجع البراء بن معرور إلى قبلة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وصلى معهم إلى الشام ، وقال كعب بن مالك: “وأهله يزعمون أنَّه صلى إلى الكعبة حتى مات، وليس ذلك كما قالوا، نحن أعلم به منهم”

أمَّا بالنسبة للوصية التي تركها البراء بن معرور رضي الله عنه أنَّها قد احتوت على توزيع ماله على ثلاثة فروع أو أقسام، الأول كان لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، والقسم الثاني كان قد جعله رضي الله عنه في سبيل الله تعالى، أمَّا بالنسبة للقسم الثالث لابنه.

وعندما علم سيدنا محمد عليه السلام بهذا الأمر وأنَّ البراء قد أوصى بثلث ماله له وهذا عندما جاء إلى المدينة المنورة، عمد سينا محمد بردِّ المال وهذا إلى الورثة، وسأل حينها النبي عن مكان قبر البراء بن معرور رضي الله عنه، فجاء إليه النبي عليه السلام وكبَّر حينها وقال: “اللهم اغفر له وارحمه وأدخله الجنَّة”.

حيث أنَّ البراء بن معرور رضي الله عنه الصحابي الجليل قد تبنى زمام المُبادرة وهذا عندما عمد إلى توصية ثلث ماله لله وللنبي عليه الصلاة والسلام، ولم يكن رضي الله عنه الذي يتبرع بماله لله ولرسوله، حيث لحق به العديد من الصحابة والرجال الآخرين، ومن بينهم الصحابي سعد بن معاذ.

وعندما توفي الصحابي البراء بن معرور رضي الله عنه وصى بأن يتم حفر قبره وهذا باتجاه الكعبة المشرَّفة، وقبيل كتابته للوصية قد وقف وكبَّر أربعة مرَّات وحمد الله تعالى وأثنى عليه منهياً حياته، وهذا على الرغم من قصر فترة حياته عندما أسلم إلّا أنَّ تلك الفترة كانت عظيمة ومجيدة كما وقد انتهت بأنَّ الرسول عليه السلام قد دعا له بالدخول إلى الجنة والرحمة والمغفرة.

المصدر: رجال حول الرسول، خالد محمد خالد، 1968م. صور من حياة الصحابة، عبدالرحمن رأفت باشا، 1992م.فضائل الصحابة، الإمام أحمد بن حنبل، 1983م. أُسد الغابة في معرفة الصحابة، الإمام ابن الأثير، 1994م


شارك المقالة: