تعريف الأمن الدولي:
يتكون الأمن الدولي أو الأمن العالمي من سلسلة من الإجراءات التي تتخذها الدول والمنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ لضمان استمرار الأمن والسلام المتبادل. وتشمل هذه الإجراءات العمليات العسكرية والتصديقات الدبلوماسية، مثل المعاهدات الدولية والاتفاقيات. وفي جميع الأحوال، يرتبط الأمن القومي ارتباطًا وثيقًا بالأمن الدولي، حيث يمثل الأمن القومي نفسه على المسرح الدولي.
وبعد الحرب العالمية الثانية، ظهر موضوع بحث أكاديمي جديد في مجال الأمن الدولي ظهر الموضوع لأول مرة كمجال بحثي منفصل، لكنه أصبح فيما بعد حقلاً فرعياً للعلاقات الدولية، حيث احتلت أبحاث الأمن الدولي مكانة رائدة منذ إنشائها في مجال العلاقات الدولية في الخمسينيات من القرن الماضي. ويغطي هذا الموضوع عناوين فرعية متعددة، مثل: (البحث الأمني والبحث الاستراتيجي وأبحاث السلام).
وعلى مر السنين، استمر محتوى الأمن الدولي في التوسع والتطور، ويغطي هذا المفهوم حاليًا العديد من القضايا المترابطة المتعلقة بالبقاء في العالم. وهي تتراوح من حالة القوات العسكرية التقليدية وأسباب ونتائج الحروب بين الدول والقوة الاقتصادية والصراعات الدولية الدينية والعرقية والأيديولوجية، والنزاعات التجارية والاقتصادية وموارد الطاقة والتكنولوجيا والغذاء باستثناء التدهور البيئي والأمراض المعدية، بالإضافة إلى التهديدات التي يتعرض لها الأمن البشري والاستقرار الوطني، مثل أنشطة الجهات الفاعلة غير الحكومية، فإن النظرة الأوسع للأمن الدولي تعتبر كل القضايا الأمنية التي تتعلق بالدول، بينما تركز الآراء التقليدية على القضايا العسكرية فقط.
تعريف الأمن الدولي التقليدي:
يشير نموذج الأمن التقليدي إلى النظرية الأمنية الفعلية التي تضع الأمن القومي في المقام الأول، حيث بلغ انتشار هذه النظرية ذروته خلال الحرب الباردة من نصف قرن، حيث عهدت القوى الكبرى في العالم إلى أمنها الخاص بتوازن القوى بين الدول، بمعنى يقوم الاستقرار العالمي على افتراض أن الحفاظ على الأمن القومي سيؤدي حتماً إلى أمن المواطن.
ويعتمد المفهوم الأمني التقليدي على مبادئ توازن القوى والتراكم العسكري والسيادة المطلقة لكل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وهما (قوتان عظميان)، ويعتقد النموذج أن الدولة تعمل ككيان عقلاني وأن المصالح والسياسات الوطنية مدفوعة بالرغبة في القوة المطلقة، والأمن هو التدخل الدفاعي الذي يتم تنفيذه في سياق الحرب بالوكالة، باستخدام القدرات العسكرية والتقنية. وبعد انحسار توترات الحرب الباردة، بات من الواضح أن سلامة المواطنين مهددة؛ بسبب المعاناة التي سببتها تصرفات الدولة الداخلية وأفعال المعتدين الخارجيين.
