حالات القرارات الإدارية المبنية على سلطة مقيدة

اقرأ في هذا المقال


يوجد صلاحيات للسلطة التنفيذية، منها صلاحيات تقييدية واختيارية، وفيما يلي كل من هاتين الصلاحيتين، ثم بيان الأساس المنطقي الذي ترتكز عليه السلطات التقييدية والاختيارية.

حالات القرارات الإدارية المبنية على سلطة مقيدة

أولا الحقوق الإدارية

تعني السلطة التقييدية فيم يتعلق بالقرار الإداري للسلطة التنفيذية أنه في حالة استيفاء شروط معينة، فإن السلطة التنفيذية مطالبة بموجب القانون بالتصرف بطريقة معينة، دون الحق في الاختيار. ويفرض القانون ما تفعله، وإلا فإن أفعالها باطلة وغير قانونية ويحق لها الإلغاء والتعويض إذا لزم الأمر. وينشأ تقدير السلطة التنفيذية إذا لم تكن مقيدة بالتصرف بطريقة معينة في ظل ظروف معينة، لذلك يسمح القانون لها بمتابعة أنشطتها بحرية دون فرض سلوك معين عليها.

تنشأ هذه السلطة من الناحية العملية عندما يترك المشرع للسلطة التنفيذية حرية الاختيار، عند استيفاء الظروف القانونية التي يحددها، مسار العمل أو الطريقة المناسبة. وينشأ تقدير السلطة التنفيذية إذا لم تكن مقيدة بالتصرف بطريقة معينة في ظل ظروف معينة، لذلك يسمح القانون لها بمتابعة أنشطتها بحرية دون فرض سلوك معين عليها.

وفي الممارسة العملية تنشأ مثل هذه الولاية القضائية عندما يترك المشرع للسلطة التنفيذية حرية اختيار الوقت والطريقة التي يراها مناسبة لتحقيق الغايات التي تسعى إليها، عندما يرى الوضع القانوني الذي حدده.

ثانيا السلوك أو الإجراء

تحت معنى السلطة التقديرية فإن للسلطة التنفيذية الحرية في التصرف أو عدم التصرف وحرية الاختيار عندما تراه مناسبًا للتصرف طالما أن القانون لا يطلب من السلطة التنفيذية، والتصرف بطريقة معينة في ظل ظروف معينة، لذلك أصدرت تصرفاتها بشكل فردي لتقدير مدى ملاءمة قرارها للوضع والظروف.

وقد تم التعبير عن هذه السلطة التقديرية للسلطة التنفيذية بالطريقة الموضحة، حيث عندما يمنح القانون السلطة التنفيذية مثل هذه الولاية القضائية على علاقتها مع الأفراد يمنحها حرية، التدخل أو عدم التدخل، فإن السلطة التنفيذية سلطة القسم هي السلطة التقديرية.

ثالثا محتوى القرارات التي يتخذها

لذا فإن السلطة التقديرية متروكة للسلطة التنفيذية بموجب القانون لتقرير ما هو الصواب القيام به وما هو الصواب في تركه، ومن بين الأمثلة البارزة على السلطة التقديرية للسلطة التنفيذية هي قدرتها على نقل موظفيها كما تملي المصلحة العامة، وحريتها في السماح للأجانب أو منعهم من دخول أراضيها والإقامة فيها.

وتُمنح هذه السلطة التقديرية للسلطة التنفيذية؛ لأنه في حين أن الحدود المفروضة على صلاحيات السلطة التنفيذية ضرورية لحماية الأفراد، فإن هذه القيود تشل عمل السلطة التنفيذية وتحرمها من كل روح ابتكارية النشاط الإداري، وبالتالي فهي ضرورية.

تُمنح درجة التقدير للإدارة ويجد الاجتهاد مبرره في احتياجات العمل واحتياجات الحياة الإدارية لدرجة أن المشرع يضع قواعد عامة مجردة، بحيث لا يستطيع التنبؤ بجميع الحالات الخاصة التي تحكمها هذه القواعد، وبالتالي يجب تركها للإدارة يتعامل مع الحالات الحقيقية، ويوازن ظروفهم وأوضاعهم؛ لأنهم على اتصال أكثر بالفرد وأقرب إلى الجمهور، وتعتبر السلطة التقديرية التنفيذية ضرورة اجتماعية فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية والمشرع والقضاء، وفيما يلي توضيح لهذه الضرورة:

1- فيما يتعلق بالعلاقة بين السلطة التنفيذية والمشرع، تم ذكر اعتبارين وهما:

  • الاعتبار الأول: شرط تطبيق القواعد العامة التي وضعها المشرع على التعقيدات التي تنشأ أثناء التنفيذ والتي لا يستطيع المشرع معرفتها مسبقًا بأي شكل من الأشكال.
  • الاعتبار الثاني: لما اكتسبته السلطة التنفيذية من خبرة وطريقة استخلاصها منها، ولذلك يجب أن يعتمد المشرعون بشِدة على السلوك الجيد للسلطة التنفيذية.

2- فيما يتعلق بالعلاقة بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، تم ذكر اعتبارين وهما:

  • الاعتبار الأول: لا يجوز للقاضي أن يبسط سيطرته على السلطة التقديرية لنشاط السلطة التنفيذية. ويتم ذلك لعدة أسباب، منها: القضاة في كثير من الأحيان بعيدين عن الوقائع التي تتطلب التدخل الإداري.
  • الاعتبار الثاني: يفتقر القضاة إلى الخبرة الكافية للتعامل مع القضايا المرفوعة إلى السلطة التنفيذية. وكما أنها لا تفهم تمامًا الوسائل التي اتخذتها الحكومة لتجنب مثل هذه الحالات.

ولا تخلو القرارات التنفيذية من إصدار حدود وتقدير لهذين العنصرين، حيث لا يوجد قرار تنفيذي لتقديرها بالكامل، وبالتالي فإن السلطة التنفيذية مستقلة عن جميع عناصرها، تمامًا كما لا يوجد قرار قائم على سلطة تنفيذية محدودة تمامًا في جميع عناصره، والتقييد والتقدير في القرارات الإدارية لا يستجيب لجميع عناصر القرار بل لبعضها.

ونظرًا لأن الولاية القضائية التقييدية هي ضمان للحقوق والحريات الفردية ضد التعسف التنفيذي، يُترك الاختصاص التقديري للسلطة التنفيذية للتعامل مع القضية الحقيقية وموازنة ظروفها.

3- من حيث صلتها بالفرد الوصول إلى الجمهور أكثر من المشرعين:

لقد منح المشرعون هذه السلطة التقديرية للسلطة التنفيذية، بسبب عدم قدرتهم على استيعاب جميع الحقائق.

وفي النهاية في حالة سوء استعمال القرارات الإدارية المبنية على سلطة مقيدة، يمكن أن تكون خطيرة؛ لأنها تسمح للسلطة التنفيذية بتقييم ما إذا كان من المناسب إعلان قرار، وموازنة الواقع والأحداث التي تحيط به واختياره ما يراه مناسباً لقراره كل ذلك دون إشراف القضاء الإداري طالما أن السلطة التنفيذية لا تبتعد عن حدود تقديرها ونظرًا لخطورة الحذر.

المصدر: العقود الإدارية/ د. أحمد سلامة بدر /مكتبة دار النهضة العربية/ القاهرة 2003 م مظاهر السلطة العامة في العقود الإدارية/ أحمد عثمان عياد/ دار النهضة العربيةالقانون الإداري والنشاط الإداري/ عبد العظيم عبد السلام عبد الحميد و عبد الرؤوف هاشم محمد الاتجاهات الحديثة للقضاء الإداري في الرقابة على ملائمه قرارات نزع الملكية للمنفعة العامة/ محمد صلاح عبد البديع السيد/ طبعة 2006


شارك المقالة: