من أكثر اللغات التي يقوم المترجمون بترجمة أعمالها إلى العربية هي اللغة الإنجليزية؛ والسبب في ذلك هو أن الأدب الإنجليزي يوجد به الكثير من الأعمال الأدبية الرائعة التي توافد المترجمون على ترجمتها، والتي تضيف للأدب بشكل كبير، سنتحدّث في هذا المقال عن تاريخ استخدام الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، وما هي أهم المشاكل التي واجهتها.
تاريخ الترجمة الأدبية بين اللغة العربية والإنجليزية
تعتبر عملية الترجمة قديمة الوجود وليس أمر مستحدث؛ فهي كانت تستخدم منذ آلاف السنين عندما كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقوم بترجمة بعض الرسائل إلى العربية، والمحاولات التي كان يقوم بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام قامت بتعزيز العلاقة بين اللغة العربية وباقي اللغات.
في القرن التاسع عشر نشأ عدّة تطوّرات على الترجمة من لغات مختلفة إلى اللغة العربية، وبعد ذلك لم تكن الترجمة تقتصر فقط على ترجمة الأعمال الأدبية، بل إنّها صارت تشتمل الأبحاث العلمية كذلك، وفي القرن العشرين بدأت الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية، ولكن كانت هذه الأعمال المترجمة قليلة جدّاً مقارنةً مع الوقت الحالي.
وكان الاهتمام بترجمة الكتب من الإنجليزية إلى العربية قليل جدّاً، ولم تكن دور النشر تهتّم بهذا الأمر أو تموّله، وكان عدد الكتب المترجمة لا يكاد يتجاوز العشرون كتاباً، ولكن في فترة الستينات والسبعينات شهدت ترجمة الكتب من الإنجليزية إلى العربية تطوّراً واضحاً؛ حيث أصبح اهتمام الناس بالمسار الاجتماعي لباقي الدول أكثر من اهتمامهم بالثقافة والأدب فقط.
وشهد الأدب المترجم في فترة الثمانينات اهتماماً كبيراً، وبدأ يزداد عدد القصص والروايات الأجنبية المترجمة، وظلّ الأمر كذلك حتّى بدايات القرن العشرين؛ حيث شهدت ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية في ذلك الحين التطوّر الملحوظ؛ وكان ذلك بسبب تشجيع دور الترجمة على استقبال الأعمال المترجمة، وإدراكها مدى أهميّتها من كافة الجوانب.
وفي فترة التسعينات كانت دولة مصر من أكثر الدول التي قامت بترجمة الكثير من الروايات الإنجليزية إلى اللغة العربية، وأصبح بإمكان الجميع الوصول لتلك الروايات؛ بسبب كثرتها في ذلك الوقت، وكانت دولة مصر أوّل من اهتمّ بهذا الأمر بسبب التوترّات التي كانت تعيشها المنطقة، وبعد ذلك بعدما تعرّض العالم العربي لكثير من الأزمات سواء الاقتصادية أو السياسية؛ أدّى ذلك إلى الحاجة الكبيرة لدمج الثقافات بين الدول، وصارت الحاجة لترجمة الأعمال الأدبية حاجة كبيرة مثل: الكتب، الروايات، السيرة الذاتية وغيرها الكثير.
وكان من أكثر الأزمات التي دعت لانتشار ترجمة الكتب من الإنجليزية إلى العربية هي القضية الفلسطينية؛ حيث كان من الضروري أن تتم نقل جميع الأحداث والتطوّرات التي كانت تحدث في فلسطين آنذاك إلى جميع دول العالم، وتلاها أحداث سبتمر التي كانت من أكثر ما دفعت الأدباء لترجمة الأعمال الأدبية باللغة الإنجليزية، وخاصّةً في مجال الشعر والقصائد.
بعد ذلك جاءت الفترة التي تسمّى بالربيع العربي، وهي كانت من أكثر الدوافع لترجمة الأدب الإنجليزي إلى اللغة العربية، وكانت الحاجة في ذلك الوقت هي الترجمة من العربية إلى الإنجليزية أكثر من الحاجة إلى الترجمة من الإنجليزية إلى العربية؛ والسبب في ذلك هو حاجة الدول لفهم ما يجري من أحداث مهمّة في دول العالم العربي، ولم تكن الحاجة السياسية لترجمة الأعمال الأدبية فقط، بل إنّها استدعت كذلك الترجمة العلمية للأبحاث، حيث أصبح الاهتمام في ذلك الوقت بترجمة الدراسات الأجنبية كبيرة جدّاً للعالم العربي.
ولكن في فترة مهمّة من الفترات التي تعرّضت فيها الولايات المتحدّة الأمريكية لأزمة اقتصادية كبيرة، أصبح الاهتمام بترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية والعكس اهتمام ضئيل جدّاً؛ والسبب في ذلك هو نقص الشركات المموّلة لدور الترجمة في ذلك الوقت.
ولكن بعد ذلك كان بعض الأدباء على دراية تامّة بأهميّة ترجمة بعض الأعمال من اللغة الإنجليزية إلى العربية والعكس؛ لهذا السبب بدأت عملية الترجمة تصبح فردية اكثر من كونها عمل مؤسّسي، وعاد الاهتمام بها كما كان في السابق، وكان المترجمون يأخذون هذا الأمر على عاتقهم، خاصّةً عند ترجمة الكتب التي تتحدّث عن إيجابيات الدول وثقافاتها.
واستدعت الحاجة لدمج الثقافات بسبب التطوّر الكبير الذي شهده العالم إلى التركيز أكثر على عملية ترجمة الأدب الإنجليزي إلى العربية والعكس، وعلى الرغم من ذلك فيعتبر المترجمون أن ترجمة العدد هذا من الكتب يعتبر غير كافي، وأنّهم بحاجة لترجمة الأدب من الإنجليزية إلى العربية والعكس بشكل أكثر.