اقرأ في هذا المقال
- عوامل انتشار الخطابة في العصر الجاهلي
- أشكال الخطب في العصر الجاهلي
- سمات الخطابة في العصر الجاهلي
- سنن الخطباء الجاهليين
- أبرز خطباء العصر الجاهلي
- مكانة الخطابة في العصر الجاهلي
- نماذج من خطب العصر الجاهلي
- كتب عن الخطابة في العصر الجاهلي
برزت الخطابة بسبب الأوضاع التي يعيشها أهل المشرق في الجاهلية حيث تبلورت أشكالها من سلبياتهم ومن أوضاع معيشتهم، فبرزت خطب الوصايا والحثُّ والتشجيع على القتال والعديد من أشكال الخطب المتنوعة والخطابة مفهوم إبداعي مستقل، وفي هذا المقال سنتناول الخطب في ذاك الوقت دواعيه وخصائصه.
عوامل انتشار الخطابة في العصر الجاهلي
للخطابة عوامل كثيرة مكنتها من الانتشار في ذاك الوقت، وهي ما يلي:
1- حريّة التعبير: كان أهل الجاهلية أحرارًا يتمتعون بالراحة ولا يوجد عليهم قيود.
2- كثرة المعارك والمناوشات بين أهلها: وتحتاج هذه المعارك من تنسيق والحث عليها، فوجدت خطابة المعارك.
3- المجالس الفنية: حيث تعقد في الأسواق وساحات الحكام ليخرج منها أبداع القوليّة والصلابة البيانية للجاهليين.
4- المقدرة البيانية: استحوذ الجاهليون على بيانيةً واسعة، إضافةً إلى قدرتهم على الأدب والبيان والجيد من القول.
أشكال الخطب في العصر الجاهلي
شملت الخطابة أشكالًا متنوعة وذلك وِبسبب الوضع الذي شهدته ومن هذه الأشكال:
1- خطب الوفود: هذا الشكل من الخطب يبرز حينما يصل مجموعة إلى ولاة الأمر فيتقدم قائد هذه المجموعة بخطبة إليه، ويوضح الملقي في هذه الخطبة ما يشعر به قومه من الآم والصعوبات ليجد الأمير حلٍّ يُساعدهم به.
2- خطب الإرشاد: هذا الشكل من الخطب يوجهها الملقي إلى القوم كافة حيث كانت تُلقى بعض منها في الأسواق، فيبدأ الملقي بالعلن متحدثًا كلّ من يصغي اليه بما فيه نفع لهم.
3- خُطب الارتباط: من العادات في ذلك الوقت إذا همَّ أحدهم بالارتباط بفتاة يقوم فرد من عشيرته بإلقاء خطبة، حيث يطلب الفتاة للزواج باسم الشخص المتقدم لزواج وهذا الشكل من الخطابة مُنتشرًا وخصوصًا عند الأشراف في ذاك الوقت.
4- خطب حماسية: كان المجتمع في ذاك الزمن قبليًا ولكل قوم شخص يرأسها وكانت القبائل على نزاعات مستمر ومعارك عديدة، ومن الطبيعي خروج الخطابات الحماسيّة التي تحث على الحروب وإعطاء المعنوية للدفاع بلادهم وعرضهم.
5- خطب الصّلح: كانت القبائل على خلاف فيما بينها حيث من الطبيعي استمرار معارك بينهما، حيث يتولّى رجل بليغ الحكمة منهم فينهي الخلاف ليصلوا لاتفاق بينهما.
6- خطب الرثاء والعزاء: يتأثّر الإنسان بالكثير من الأمور ومن الطّبيعي وجود الخطب في العزاء، ويتكلم الملقي عن ما سبّبه الموت وعن الحزن الذي خلفه وراءه.
7- خطب الوصايا: يشعر الإنسان بقدوم أجله سواء أكان شخصًا ذا قيمةٍ بين خلانه أو قائد لقبيلة، فيتوجّه لهم بخطبةٍ أو يُوصّيهم بما يُحبّ أن يراهم عليه من حسن الأوضاع.
سمات الخطابة في العصر الجاهلي
” سمات المفردات” عرفت مفردات الخطابة بعدة خصائص:
1- متانة الألفاظ وقد تصل إلى التعقيد لأنّها مُستنبطة من الواقع الصعب الذي كانوا يعيشونه.
2- امتلاء المفردات بكثير من العبارات الغريبة.
3- كافة ألفاظهم مُستخدمة في نفس مقاصدها ولا تصل إلى مقاصد أخرى.
” سمات المعاني” اشتهرت معاني الخطابة بعدة من السمات ومنها:
1- لينه فطرية تظهر من الموقف المؤلَفة لأجله فلا يُفكّرون أو يُفسرون قَبل القائها، بل يعرضونها كما هي دون تحوير.
2- مترابطة حيث ليست كل فكرة فيها تدلّ على الأخرى وهي كثيرة الأطراف.
3- متعددة الحكم والأمثال.
4- الأساس الذي يرتَكزوا عليه في استنباط معلوماتهم وأُسسهم في الدنيا هو التّجربة الإنسانية، وليس الارتكاز على العلم والتعمّق في الفهم.
” سمات الأسلوب” للخطابة عند القدامى سمات عديدة:
1- أغلب خطبهم تفتقد إلى المقدّمة والنهاية؛ لأنّها بديهية تفتقر إلى التنسيق.
2- نمطهم الكلامي لا يوجد فيه تلوين بديعي، إذ لا تصنع فيه.
3- خُطبهم تحتوي على سجع وهي مؤلّفة من عبارات مزدوجة ومرسلة.
4- معظم خطبهم كانت تعرف بالإيجاز.
سنن الخطباء الجاهليين
1- صعود الملقي على مكانٍ عالٍ.
2- لبس الخطيب زي خاص كالعمامة تكريمًا له ورفعًا من شأنه.
3- حمل الخطيب عصا يتوكأ عليها.
أبرز خطباء العصر الجاهلي
1- ” كعب بن لؤي الجد السابع للنبي محمّد صلى الله عليه وسلم.”
2- ” أكثم بن صيفي هو أكثم بن صيفي بن رباح الأسيدي العمروي التميمي.”
3- ” عبد المطلب بن هاشم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.”
4- ” علقمة بن علاثة علقمة بن علاثة الكلابي.”
مكانة الخطابة في العصر الجاهلي
الحياة في ذاك الوقت تعج بالعديد من المجريات التي تقتضي تطور الخطابة حيث ارتقت إلى مستوى الشعر؛ لأنّ الناحية السّياسيّة تعج بالصرعات ممّا رفع شـأن الخطيب.
والإبداع النثري لا يُقيّد رواده مثل الشّعر ففي بعض الأحيان يحتاج الملقي إلى فسحة كلاميّة ليتمكن من التعبير عن مكنون نفسه لذا احتلت الخطابة مكانة مرموقة في ذاك الوقت.
نماذج من خطب العصر الجاهلي
أكثم بن صيفي في عزاء الملك عمرو بشقيقه: “إِنَّ أَهْلَ هَذِهِ الدَّارِ سَفْرٌ، لا يَحُلُّونَ عَقْدَ الرِّحَالِ إِلا في غَيْرِهَا، وَقَدْ أَتَاكَ مَا لَيْسَ بِمَرْدُودٍ عَنْكَ، وَارْتَحَلَ عَنْكَ مَا لَيْسَ بِرَاجِعٍ إِلَيْكَ، وَأَقَامَ مَعَكَ مَنْ سَيَظْعَنُ عَنْكَ وَيَدَعُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الدُّنْيَا ثَلاثَةُ أَيَّامٍ: فَأَمْسِ عِظَةٌ وَشَاهِدُ عَدْلٍ فَجَعَكَ بِنَفْسِهِ، وَأَبْقَى لَكَ وَعَلَيْكَ حِكْمَتَهُ، وَاليَوْمَ غَنِيْمَةٌ، وَصَدِيقٌ أَتَاكَ وَلم تَأْتِهِ، طَالَتْ عَلَيْكَ غَيْبَتُهُ، وَسَتُسْرِعُ عَنْكَ رِحْلَتُهُ، وَغَدًا لا تَدْرِي مَنْ أَهْلُهُ، وَسَيَأْتِيْكَ إِنْ وَجَدَكَ.”
أبي طالب في زواج النبي عليه الصلاة والسلام : “الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وجعل لنا بلدًا حرامًا، وبيتًا محجوجًا، وجعلنا الحكام على الناس، وإن محمدًا بن عبد الله ابن أخي لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح به بركة وفضلًا وعدلًا ومجدًا ونبلًا، وإن كان في المال مقلًّا فإنّ المال عاريةٌ مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما أردتم من الصّداق فعليَّ.”
هانئ بن قبيصة قبل حادثة ذي قار: “يا معشر بكر، هالك معذور خيرٌ من ناج فرور، إنّ الحذر لا ينجي من القدر، وإنّ الصبر من أسباب الظّفر، المنيّة خيرٌ من الدّنية، واستقبال الموت خيرٌ من استدباره، والطعن في ثغر النحور أكرم منه في الأدبار والظهور، يا آل بكر قاتلوا، فما من المنايا بدّ.”
كتب عن الخطابة في العصر الجاهلي
1- ” الخطابة أصولها تاريخها في أزهر عصورها عند العرب.”
2- ” الأدب الجاهلي وبلاغة الخطاب.”
وفي النهاية نستنتج إن الخطابة في الزمن الجاهلي قد تنوعت وظهر منها العديد التي واكبت الأحداث في ذاك الوقت، وتميزت بعدة خصائص منها ما يخص المفردات وأيضًا المعاني كما وضعت أسس للخطيب وعليه الالتزام بها، ومثال على الخطب في ذاك الوقت ما ألقاه أبي طالب في زواج النبي عليه الصلاة والسلام.