اللطف والتأدب في الكلام

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن التهذيب واللطف في الكلام:

عندما نتحدث نقوم باختيار العديد من الخيارات مثل ما نريد قوله وكيف نقول وأنواع الجمل المحددة والكلمات والأصوات التي توحد هذه الجمل وطريقة قول هذه الجمل.

عند قيامنا بالحديث عن شيء مهم لا بد لنا من ذكر كافة التفاصيل والاهتمام بالموضوع بشكل كبير فالمحتوى والشكل لا ينفصلان عن بعضهم البعض على الإطلاق. فيعد هذا المجال أحد أهم الدراسات التي أجريت عليها العديد من الأبحاث في علم اللغة الاجتماعي.

ولكن توجد طريقة واحدة للنظر إلى العلاقة بين اللغة  والمجتمع والشكل اللغوي والمعنى الاجتماعي لفحص جوانب التواصل المتعددة مثل التكافل والتأدب في الكلام وأشكال وعنوان – العديد من أشكال الكلام مثل (الطلب والأمر والاعتذار)، فهم يقومون بتأسيس التضامن والتعاطف والأدبوالسلطة عند استخدامهم.

الضمير أنت وأنتم Tu and Vous:

أن يكون المرء مهذب في كلامه وطريقة استخدامه اللغة يعتبر أمر معقد بعض الشيء. والأمر لا يقتصر على مجرد قول “من فضلك” أو “شكرًا لك” في الأماكن الصحيحة – ولكن يصعب التعلم لأنه لا يقتصر على فهم اللغة (المحتوى) فحسب، بل يشمل أيضًا على المعايير الاجتماعية والثقافية التي توجه أشكال الخطاب – والتي تتضمن التأدب أكثر بكثير من الإجراءات الأدبية السطحية مثل الطلبات وقول “من فضلك” أو “شكرًا” وهي أمور نقوم بتعليمها للأطفال من حولنا.

فتعد العلاقة اللغوية والاجتماعية في استخدام الأشكال المألوفة والمهذبة للعناوين علامات تدل على الأدب كما أنها تعد جزء من البنية النحوية للعديد من اللغات -وأشهر الأمثلة على ذلك هو التمييز المستخدم في الضمير أنت أو أنتم (T / V: Tu (singular you  and Vous، فيعد الضمير المستخدم في الجمع وهو أنتم مستخدم للدلالة على كمية كبيرة من الاحترام الذي تظهره للشخص الذي يقابلك.

وهذا شيء مستخدم في العديد من اللغات – الروسية، والإيطالية (tu / lei)، والألمانية (du / sie)،  والسويدية، واليونانية. وأكثر الأمثلة شهرة هي Tu/ Vous وهي ضمائر فرنسية، حيث يستخدم الضمير tu في نطاق الأصدقاء والعائلة (أي للأشخاص الذين لا تتعامل معهم بشكل رسمي) والضمير Vous وهو ضمير مستخدم للأشخاص الأكبر في العمر أو لمديرك في العمل (ولأي شخص تود أو من المفترض لم أن تتعامل معه بشكل رسمي للغاية).

التفاعل والتأدب واللطف في الكلام:

فمن خلال اختيارنا للأشكال الضمنية أو الطريقة التي تود التعامل مع الأشخاص من خلالها،  وعند وجود تمييز واضح ومحدد بين الضمائر المذكورة في الأعلى (Tu and Vous)، يمكننا إظهار مشاعرنا تجاه الآخرين، على سبيل المثال التضامن والقوة والمسافة والاحترام والألفة ووعينا بالعادات الاجتماعية وما إلى ذلك.

يظهر هذا الإدراك أيضًا من خلال الأدب العام الذي نستخدمه في اللغة والتأدب نفسه موصوف ومتخذ اجتماعيًا في البيئات المحيطة بنا.

ولكن هذا لا يعني بالطبع أنه يجب علينا دائمًا أن نكون مهذبين بشكل مبالغ فيه في طريقة كلامنا، فقد نواجه العديد من الحالات التي يتوجب علينا إلّا نكون رسميين ومهذبين للغاية فيها. ومع ذلك لا يمكن أن نختار استخدامنا لطريقة غير مهذبة إذا لم تكن هناك قواعد مجتمعية متعلقة بالأدب ويجب علينل كسرها.

اللامبالاة واللطف في الكلام:

فتظهر اللامبالاة أو عدم التأدب عند استخدام اللغة على وجود معايير أو قواعد للأدب، كما يدين مفهوم اللباقة بقدر كبير لعمل العالم اللغوي جوفمان وذلك في عام 1967.

وعند ذكر ما هو مسمى بالأدب المستخدم في اللغة، عرف العالم اللغوي براون وليفينسون في عام 1987، بأنه الصورة الذاتية العامة التي يريد كل عضو المطالبة بها لنفسه.

وعندما نتفاعل مع الآخرين يجب أن نكون مدركين لنوع الكلام الذي نود استخدامه معهم أي هل يكون الأسلوب الرسمي الذي يتمتع بوفرة المصطلحات والأساليب اللطيفة والتي تدل على الأدب أو الأسلوب غير الرسمي.

أنواع الكلام اللطيف:

بناءً على ما سبق يكون لدينا خيار بين نوعين من الأدب واللطف، وهما اللطف الإيجابي والذي يؤدي إلى تحركات لتحقيق التضامن من خلال عروض الصداقة واستخدام المجاملات واستخدام اللغة بطريقة غير رسمية ولطيفة للغاية.

والنوع الثاني هو الأدب السلبي يؤدي إلى الاحترام والاعتذار والمباشرة والشكلية في استخدام اللغة ولكن بطريقة ليست رسمية. فيعد الاستعمال المتماثل مثال جيد على الأدب الإيجابي واستخدام الضمائر (Tu and Vous) على عكس الأدب السلبي.

فهذا النهج في التعامل مع الأدب كان واضحًا للغاية عند تطبيقه على العديد من المجتمعات الغربية. ومع ذلك فإنه لا يعمل بشكل جيد في الثقافات الأخرى. فيبدو أن بعض اللغات قد بنيت فيها أنظمة معقدة للغاية من الأدب.

الجاوية واللطف والتأدب في الكلام:

الجاوية، وهي إحدى اللغات الرئيسية في إندونيسيا، فتعد حسب قول غيرتز في عام 1960 يكاد يكون من المستحيل قول أي شيء دون الإشارة إلى العلاقات الاجتماعية بين المتحدث والمستمع من حيث المكانة و المعرفة في هذه اللغة.

فقبل أن يتحدث أحد الجاويين إلى شخص آخر، يجب عليه أن يقرر أسلوب الكلام المناسب أو الأسلوب، فعلى سبيل هل نبرة الصوت مرتفعة أو متوسطة ​​أو منخفضة والعديد غيرها من الأمور التي تدل على الأدب واللطف في الكلام.


شارك المقالة: