رواية زوربا اليوناني - Zorba The Greek Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب نيكوس كازانتزاكيس وهو من مواليد دولة اليونان من الكُتاب الذين لاقوا من خلال رواياتهم صدى واسع حول العالم، والذي تم تصنيف رواياتهم بأنها روايات صاحبها الإبداع وتميزت عن غيرها من الروايات، ومن رواياته زوربا اليوناني، حيث تم العمل على إصدارها سنة 1946م للمرة الأولى في دولة اليونان، ثم بعد ذلك توجه الكاتب لنشرها في مدينة لندن سنة 1952م، ومن بعدها إلى مدينة نيويورك سنة 1953م، لكنها اشتهرت على مجال واسع حول العالم بعد سنة 1964م، وقد كان ذلك بعد تجسيدها في فيلم سينمائي.

رواية زوربا اليوناني

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة اليونان عام 1916م، حيث كان هناك أحد المقاهي الذي يقع في مدينة بيرايوس، ومع بزوغ فجر صباح يوم من أيام فصل الخريف كان يجلس أحد المفكرين اليونانيين وهو شاب في مقتبل العمر، حين أنّ لوهلة من الوقت عزم على ترك الكتب من بين يديه لفترة من الوقت، وقرر التوجه من منطقة القوقاز إلى مدينة كيت، حيث أنه في ذلك الوقت كان قد سمع كلام جارح من أحد الأصدقاء المقربين له، وهبّ بالانتقال لتقديم المساعدة للأشخاص اليونانيين، فقد كانوا في تلك الأثناء يتعرضون إلى الظلم والاضطهاد، فينطلق الشاب إلى تلك المدينة لإعادة فتح أحد المناجم التي يعود بنائها إلى مئات السنين، حيث لأنه في تلك الفترة انغمر بين جموع الفلاحين وأبناء الطبقة الكادحة.

وفي أحد الأيام كان الشاب يريد أن يستكمل طريقة في قراءة الكُتب في أحد المقاهي في مدينة كيت، وبينما كان على وشك البدء في القراءة شعر أن هناك شخص ينظر إليه ويقوم بالتحديق به، وعندما استدار ليلقي نظره رأى أنّ رجل مسن يقارب عمره على الستين، إذ كان ينظر إليه من خلال باب زجاجي في المقهى، توجه الشاب إلى الباب وفتحه أمام الرجل سأله الرجل عن طلبه، فأجاب الشاب على الفور أنه يبحث عن عمل حيث لم يشترط طبيعة عمل معينة، فقد أخبره أنه من الممكن أن يعمل في أي مجال سواء كان الطهي أو العمل في منجم أو أي نوع عمل آخر المهم أن يحصل على عمل، حيث عرف عن نفسه للرجل وأخبره أنه يدعى أليكسس زوربا وأنه من أصول يونانية ومن مواليد دولة رومانيا.

وسرعان ما أعجب الرجل بالجرأة التي يتمتع بها والشخصية التي يمتلكها زوربا فقد كان لديه أسلوب في التعبير جريء ومهذب ولطيف، والرجل كان من الأشخاص الذين يهتمون بشكل كبير جداً في قراءة الروايات والكتب، حينها عزم الرجل على تشغيل زوربا على الفور، فقد منحه العمل كرئيس للعمال في أحد المناجم، وبينما كانوا يتوجهون نحو مدينة كريت دار بينهم العديد من الأحاديث في مجموعة كبير من الموضوعات العامة والخاصة، وفور وصولهم اتجهوا نحو أحد الفنادق الذي يعرف باسم فندق مدام هورتنسي، حين كان ذلك الفندق مقترح من قِبل زوربا، ونظام الفندق كان عبارة عن صف واحد من الأكواخ الاستحمام القديمة، وجراء الازدحام في ذلك الفندق اضطر كل من الرجل وزوربا المكوث معاً في كوخ واحد.

وفي صباح اليوم التالي أخذ الرجل بالتجول في الجزيرة ويقرأ بعض الكتب، وعند حلول المساء قرر الرجل العودة إلى الفندق، وبينما كان يتحضر لتناول العشاء اقترح عليه زوربا أن يقوم بدعوة السيدة صاحبة الفندق والتي تدعى مدام هورتنسي لتناول وجبة العشاء معهم، وافق الرجل على طلبه، وبالفعل حضرت المدام وبينما كانوا جالسين على المائدة سألها أحدهم عن ماضيها فأجابت أنها كانت في الماضي تعمل كمومس وبدأ المزاح والفكاهة بينهم حيث اندمجوا سوياً لدرجة كبيرة مما جعل زوربا يُطلق عليها اسم بوبولينا وهي أطلقت عليه اسم كانافارو.

وبعد أيام قليلة جاء اليوم الذي سوف يفتتح الرجل به المنجم، حينها أول ما يبدأ به هو الطلب من العمال أن يقوم كل فرد منهم بالتعريف عن نفسه، حيث أنّ الرجل كانت ميوله حول الأحزاب الاشتراكية، إذ أراد أن يكونوا العمال أيضاً ينتمون إلى ذات الحزب، وفي تلك الأثناء اقترح عليه زوربا أن يتراجع عن طلبه وحذره من الاختلاط مع العمال، إذ بات يشير له أنه ينبغي أن تكون هناك بينه وبين العاملين لديه مسافة؛ حتى يتوجب على الجميع احترامه وتقديره، وافق الرجل على اقتراح زوربا، ومن هنا بدأ زوربا على الفور بالاندماج في العمل والمباشرة فيه، حيث كانت بعض الأيام تمر عليه وهو يعمل لفترة طويلة من الساعات، كما كان على الدوام يحذر العمال من أن يقوم أي عامل بالاقتراب منه أو مقاطعته أثناء القيام بعمله.

وبعد الانتهاء من العمل كان زوربا يذهب للسهر مع الرجل العجوز ويدور بينهم الكثير من الأحاديث الطويلة، فقد كان كل واحد منهم يتحدث عن الماضي الذي عاشه كما يتوسع الحديث بينهم إلى أمور الدين والحياة العامة وما تجول حولها من ضغوطات وأحداث مأساوية، وتكون الحياة بينهم جميلة ولا يوجد أي إشكالات أو مضايقات.

بدأ الرجل حياة مختلفة تماماً برفقة زوربا، إذ وجد نفسه شخصية أخرى مختلفة تماماً عن شخصيته السابقة، لكن في أحد الأيام تعرف الرجل على شابة من تلك المنطقة وقضى معها ليلة كاملة، وفي اليوم التالي عرف الأهالي بذلك الأمر وسرعان ما عزموا على قطع رأسها، ومن هنا بدأت التقلبات والمآسي تحدث في حياة الرجل فقرر الرحيل من المنطقة بأكملها حيث كان يستنكر العقلية وطريقة التفكير التي يتبعها سكان تلك المنطقة، فقد كان تصرفهم من وجهة نظره في غاية القسوة وبعيد كل البعد عن الإنسانية.

ومن هنا قرر الرجل الرحيل عن المنطقة دون أن يقوم بوداع زوربا على الاطلاق، كما أنه كان قد دفع جميع ما يمتلك من أموال على المنجم فلم يبقى لديه شيء، لكن الرجل لم يقوى في يوم من الأيام على نسيان زوربا، وقد كان زوربا نفس الوضع تماماً إذ بقي على الدوام يكتب رسائل إلى الرجل يطلب منه العودة، لكن الرجل ظل يرفض ذلك، فاستمر زوربا في كتابة الرسائل وإخباره بكل أمر حدث معه، عن سفره وترحاله، وفي أحد الأيام أصر على الرجل أن يحضر زواجه، لكنه بقي رافضاً العودة إلى تلك المنطقة على الاطلاق، وفي نهاية القصة تصله رسالة لكن هذه المرة لم تكن من زوربا بل من زوجة زوربا إذ أخبرته فيها أن زوربا قد مات، وتحدثت له عن آخر لحظات في حياة زوربا إذ كان يأمل في زيارته ورؤيته.


شارك المقالة: