من أكثر الأخلاق السيئة والتي تؤثّر على الأطفال وممّن حولهم هو الكذب؛ فالكذب له الكثير من الانعكاسات الخطيرة على الأطفال التي قد تدمّر حياتهم؛ لذلك نجد الكثير من قصص الأطفال تحتوي على الكثير من الأمور التي تتحدّث عن عواقب الكذب، وسنحكي في قصة اليوم عن راعي للأغنام يتّصف بحبّه الشديد للكذب على الناس، ولكنّه بسبب فعله هذا يخسر محبّة الناس وثقتهم به ويتعلّم درساً لن يسناه، والعبرة من القصة هي: الصدق منجاة.
الراعي الكاذب:
كان هنالك راعي للأغنام واسمه حامد، كان حامد راعي لأغنام أهل هذه القرية، وكان كل يوم يأخذ هذه الأغنام إلى قمة الجبل ويطعمها الأعشاب ويسقيها الماء ويعتني بها وهي تلعب وترتع بين الأشجار، ثم يعود بها مساءً إلى أهل القرية، وفي يوم من الأيام شعر حامد بالملل الشديد من عمله وأراد فعل شيء جديد يمازح به أهل القرية.
قرّر حامد في يوم من الأيام أن يقوم بعمل حيلة؛ فبدأ بالصراخ الشديد ليسمعه أهل القرية ويقول: أنقذوني أنقذوني هنالك ذئب مفترس يريد التهام أغنامكم هيا يا أهل القرية، سمع أهل القرية مقولة حامد وهرعوا مسرعين لإنقاذ أغنامهم من الذئب، ولكن عند وصولهم لم يجدو أي شيء وتفاجئوا بضحك حامد المتواصل وعادوا منزعجين من مزاحه الثقيل.
لم يكترث حامد من انزعاج أهل القرية من مزاحه الثقيل؛ فكان أهل القرية قد تركوا أعمالهم ومنازلهم حتى ينقذوا حامد وأغنامهم من الذئب، فلذلك قرّر حامد أن يكرّر مزحته هذه فجاء يوم من الأيام وبدأ حامد يصرخ بصوت عالي ويقول: هنالك ذئب شرير يريد افتراس أغنامكم هلمّوا يا أهل القرية أنقذوني.
شك أهل القرية في أمر حامد وقالوا في أنفسهم: من المؤكّد أن حامد يكذب هذه المرة كما في المرة السابقة، ولكن حامد ظل يصرخ بصوت عالي ويقول: هيا أرجوكم صدقّوني فأنا لا أكذب هذه المرة، ولكنّهم تفاجئوا عند ذهابهم أنّه كان يكذب أيضاً، انزعجوا منه هذه المرة كثيراً وقرروا عدم تصديقه ولقبّوه باسم: حامد الكذّاب.
شعر حامد أن أهل القرية قد بدأوا بالانزعاج فقرّر أن يتوقّف عن مزاحه لبعض الوقت، ولكن بينما هو جالس مع أغنامه في يوم من الأيام وإذ به يرى ذئباً كبيراً قادماً من بين الصخور ويريد افتراس أغنامه، شعر حامد في هذه اللحظة بالخوف الشديد وشعر أن أهل القرية لن يصدقّونه ولكنّه لم يكن لديه إلّا أن يصرخ قائلاً: أنقذوني يا أهل القرية فهنالك ذئب ضخم يريد افتراس الأغنام، هيا أنقذوني أرجوكم أنا صادق هذه المرة، سمعه أهل القرية ولكن لم يأتي أي أحد لإنقاذه لعدم ثقته بهم.
ظل حامد يصرخ ولكن كان الذئب قد افترس الأغنام كلّها والتهمها، وبذلك خسر حامد عمله وثقة أهل القرية به بسبب مزاحه وكذبه، فقرّر حامد أن لا يكذب في حياته أبداً حتى ولو كان من باب المزاح.