يجب علينا أن نعلّم أطفالنا أهميّة الرفق بالحيوانات بجميع أشكالها؛ فهنالك الكثير من الأولاد الأشقياء الذين يقومون بأذية الحيوانات دون رحمة، سنحكي في قصّة اليوم عن ولد شقي قام برمي العصفور بالحجارة، ولكنّه نال جزائه بكسر قدمه.
قصة العصفور الجريح:
كان هنالك فتاة اسمها سالي، كانت سالي تحب أن تذهب كل صباح إلى نافذة غرفتها التي تطل على حديقة المنزل، وعلى إحدى أشجار اللوز يوجد عصفور يزقزق ويغنّي بصوت شجي، فكانت تحب رؤيته وسط أشعة الشمس وسماع صوته مع نسمات الهواء العليلة.
ذهبت سارة لتغسل أسنانها وترتدي ملابس المدرسة، وتعود كي تستمتع بصوت هذا العصفور الذي يرفرف بخفّة بين الأغصان، أصبحت سارة تحب هذا العصفور وهو يحبّها، وكانت تحب وقت الصباح كي تراه وتسمع صوت غنائه وألحانه الرائعة، وأصبحت لا تستيقظ إلّا على صوت هذا العصفور.
في يوم من الأيام لم تستيقظ سارة كعادتها على صوت العصفور، بل استيقظت على صوت أمّها وهي توبّخها وتقول: ما هذا الكسل يا ابنتي؟ هيا استيقظي لقد تأخّر الوقت، شعرت سارة بالخوف وأسرعت إلى النافذة فلم تجد العصفور، غمر سارة الحزن الشديد، وهي لا تدري هل هاجر العصفور أم أن قطاً شرساً قد التهمه، ذهبت إلى المدرسة بتثاقل وشعرت أن يومها كان كئيباً، عادت بعد انتهاء الدوام لعلّها تجد العصفور الذي غاب في الصباح قد عاد ظهراً، ولكن دون جدوى.
ذهبت سارة إلى الحديقة لتبحث عن هذا العصفور، وشعرت يومها أن الجو كئيباً وأن كل شيء في الحديقة حزين على غياب العصفور كحزنها عليه، بعدما بحثت في كل مكان شعرت باليأس؛ فذهبت واتكأت على شجرة اللوز، وفجأةً شعرت أن هنالك قطرة ماء دافئة تسقط على رأسها، عندما التفتت وجدت العصفور يجلس بين الأغصان ويبكي.
تسلقّت الشجرة مسرعة وسألته عن سبب بكائه فقال: لقد جاء ولد شقي ورمى علي الحجارة حتى أصاب جناحي، وأنا الآن أشعر بأنّني لا أستطيع الطيران بعد، وسأموت من شدّة الجوع، حزنت سارة لذلك ووعدت هذا الطائر أن تعتني به وتحضر له الطعام والشراب كل يوم.
وعندما بحثت عن الولد لكي تؤنّبه على فعلته، وجدته طريح الفراش وقدمه مكسورة؛ لأنّه وقع من أعلى الشجرة، أدركت سارة وقتها أهمية الرفق بالحيوانات والطيور، وأن الظالم لا بد أن ينال جزائه.