السعادة هي ليست امتلاك كل شيء، بل هي الرضا والشعور بالقناعة بما يمتلك الإنسان، وبالنظرة الإيجابية المتفائلة لما يحدث، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كثير الشكوى، وكان هنالك سحابة تعاقب الأطفال الغاضبين وكثيري الشكوى بالمطر الأسود، ولكن جاءت صديقة له وأخبرته بأن ينظر لهذا الأمر بطريقة إيجابية ويتوقّف عن الشكوى، وعندما فعل ذلك بدأ يشعر بالسعادة والحصول على الكثير من الأصدقاء.
قصة المطر العجيب:
كان هنالك ولد اسمه نادر يسكن مع والديه، دائماً ما يشعر بأنّه غير سعيد في حياته؛ وذلك لأنّه مهما حدث معه ينظر للأمر السيء ولا ينظر للأمر الجيّد أبداً، وعلى الرغم من أن نادر محاط بالكثير من الأصدقاء الذين يحبّونه، والأهل الذين يلبّون جميع طلباته، إلّا أنّه كلمّا ذهب في نزهة يعود حزيناً، فعلى سبيل المثال: إذا أهداهم أحداً هدية مثل سيارة يقول في نفسه: هذه سيارة بطيئة هنالك أسرع منها، وإذا ذهب إلى حديقة الحيوان يقول: يا لها من نزهة سيئة أنا لم أتمكّن من إطعام الأسود.
وفي يوم من الأيام ذهب نادر يلعب كرة القدم مع أصدقائه، وبدأ يشكو ويتذمّر ويقول: لماذا لا يوجد لدي الكثير من الأصدقاء كي ألعب معهم؟ أنتم صدقاء مملّون، أنا أريد أشخاص يلعبون بشكل أفضل منكم، كان هذا الولد كثير الشكوى والتذمّر ولا يعجبه أي شيء.
كان نادر كلمّا سار بالشارع لحقته إحدى السحب في السماء، كانت هذه السماء تسخر دائماً من الأولاد الغاضبين وكثيري الشكوى مثل نادر، وفي مرّة من المرّات بدأت هذه السحابة بإسقاط المطر الغريب على نادر لأنّه كان يمشي ويتمتم ويبدو عليها الانزعاج، وهذا المطر كان لونه أسود وثقيل جدّاً؛ شعر نادر بالغضب الشديد بسبب سخرية هذه السحابة منه.
كانت السحابة كلمّا شاهدت هذا الولد قادم من بعيد تلاحقه وتمطر عليه ذلك المطر الأسود، وكان هو يحاول أن يسرع في مشيه محاولاً الابتعاد عنها ولكن دون جدوى، كان لنادر صديقة واسمها كلوديا، فتاة سعيدة دائماً، وهي الوحيدة من أصدقاء نادر التي كانت تستطيع أن تذهب وتلعب مع جاك حتّى بعد سقوط المطر الأسود عليه.
كان أصدقاء نادر الآخرون كلمّا رأوا هذه السحابة ابتعدوا عنها؛ خوفاً من أن تتسخ ملابسهم باللون الأسود، وكانوا لا يحبّون اللعب مع نادر بعد ما تمطر عليه هذه السحابة؛ بسبب لونه الذي يتحوّل إلى الأسود، وفي يوم من الأيام كان يمشي مع صديقته كلوديا وقال لها: أنا أشعر بالملل من هذه السحابة التي تلاحقني دائماً، وتمطر علي هذا المطر الأسود كيف سأتخلص منها.
لكن صديقته كلوديا كانت دائماً مبتهجة، وعندما فكرّت في أمر صديقها نظرت نظرة إيجابية وقالت: ألا تشعر أنك محظوظ يا نادر بهذا الشيء، تفاجأ نادر وقال لها: وكيف أكون محظوظاً بذلك؟ قالت له: هذه السحابة تمطر المطر الأسود عليك أنت فقط، وهذا يجعلك تختلف عن غيرك بأن لك سحابة خاصّة بك، والمطر الأسود يجعلك تبتهج وتستمتع بأنواع مختلفة من اللعب.
لم يكن نادر مقتنعاً بما سمعه منها، ولكن كان يريد الحفاظ عليها كصديقة؛ فهي الشخص الوحيد الذي لم تتركه رغم المطر الأسود الذي يلاحقه، وفي يوم من الأيام ذهب نادر مع كلوديا لبركة السباحة التي كان لونها أسود من تلك السحابة، وقامت كلوديا بمناداة الأصدقاء وقالت لهم: هذه فرصة أن نلعب الغميضة في بركة السباحة السوداء هذه.
بعد مرور مدة من الوقت بدأ نادر يشعر بأن اللعب مع هذا المطر الأسود ممتعاً ولا يستطيع إنكار ذلك، وكان من أكثر الألعاب متعةً بالنسبة له هي لعبة القطط؛ حيث كان عندما يمر بجانب إحدى القطط وتراه بهذا اللون الأسود يقوم بإخافتها ويقول: هذه هي القطة؛ فتقفز القطة وتظهر وجهاَ مضحكاً للأطفال.
بدأ الأطفال يجتمعون حول نادر يلعبون معه، ويشعرون أن لديه ألعاب مميزة ومسلية مع هذه السحابة، عندها بدأ نار يشعر بأن هذه السحابة شيء ممتع كما أخبرته صديقته كلوديا، وحتى الأشياء الأخرى التي كان ينظر لها بطريقة سلبية يشكو منها، بدأ ينظر لها بنظرة إيجابية متفائلة، وتوقّف عن الشكوى والتذمّر من كل شيء كما كان يفعل من قبل.
شعرت السحابة ذات المطر الأسود أن دورها قد انتهى؛ فهي كانت تريد تلقين هذا الولد كثير الشكوى درساً لا ينساه، فأخبرته بأنها ستغادر ولكن قالت له: سوف أعطيك يومين حتى تستمع بالمطر ولكن هذه المرّة سأجعله ملوناً بألوان ألوان الطيف المختلفة، فرح نادر ولعب مع أصدقائه بهذا المطر الملوّن بهي المنظر.
أدرك نادر أن عليه أن يكون سعيداً ومبتهجاً في كل الحالات، وحتى مع غياب السحابة لم يحزن بل فرح أنّه لم يعد مبتلّاً بعد الآن وأصبح بإمكانه اللعب مع العديد من الأصدقاء.