قصة قصيدة نهاك عن الغواية ما نهاكا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة نهاك عن الغواية ما نهاكا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “نهاك عن الغواية ما نهاكا” فيروى بأنّه كان لبهاء الدين زهير ابنًا، وقد كان يحبه حبًا شديدًا، كما يحب كل أب ابنه، لا بل ويزيد عن ذلك، فقد كان له الوالد والأخ والصديق، وتوفي ابنه وهو في ريعان شبابه، وعندما وصله خبر وفاة ابنه، وقع مغشيًا عليه، وحينما أفاق أنشد قصيدة يرثيه بها، مبينًا مقدار ما يتملكه من وجع وألم على فقدانه، والفجعة والتلهف عليه، قائلًا:

نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا
وَذُقتَ مِنَ الصَبابَةِ ما كَفاكا

وَطالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي
وَقَد أَصبَحتَ لَم تَحمَد سُراكا

فَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
وَقُل لي إِن جَزِعتَ فَما عَساكا

وَكَيفَ تَلومُ حادِثَةً وَفيها
تَبَيَّنَ مَن أَحَبَّكَ أَو قَلاكا

بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي
وَذُق ياقَلبُ ما صَنَعَت يَداكا

لَعَمري كُنتَ عَن هَذا غَنِيّاً
وَلَم تَعرِف ضَلالَكَ مِن هُداكا

ضَنيتُ مِنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنهُ
وَأَنتَ تُجيبُ كُلَّ هَوىً دَعاكا

فَدَع ياقَلبُ ماقَد كُنتَ فيهِ
أَلَستَ تَرى حَبيبَكَ قَد جَفاكا

لَقَد بَلَغَت بِهِ روحي التَراقي
وَقَد نَظَرَت بِهِ عَيني الهَلاكا

فَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي
وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكا

حَبيبي كَيفَ حَتّى غِبتَ عَنّي
أَتَعلَمُ أَنَّ لي أَحَداً سِواكا

وتعتبر قصيدته هذه التي رثا فيها ابنه واحدة من أروع القصائد في الرثاء على مر التاريخ، وقد شبهها البعض في المرثية التي أنشدها ابن الرومي بابنه حينما مات.

نبذة عن بهاء الدين زهير:

هو زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين، اشتهر بلقب بهاء الدين نسبة إلى اسم عائلته، واحد من شعراء العصر الأيوبي، ولد في عام ألف ومائة وستة وثمانون ميلادي في مكة المكرمة، وبعد ولادته انتقلت عائلته إلى مصر، فنشأ فيها، وتلقى تعليمه فيها.

عندما شبّ وبدأ يقول الشعر، انتبه إليه الحكام في مصر، وأخذوه إلى جانبهم، فأصبح يمدحهم في شعره، وهم يجزلون له في العطايا، ومن بعدها ذاع صيته، حتى وصل ذكره لأمراء بني أيوب، فخصوه بعنايتهم، وهو خصهم بقصائده.

توفي في عام ألف ومئتان وثمانية وخمسون ميلادي في مصر.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء " تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب " بهاء الدين زهير " شرحه الدكتور عمر محمود الطباعكتاب " ديوان البهاء زهير " إعداد محمد أبو الفضل إبراهيم


شارك المقالة: