يجب علينا تعليم أطفالنا تقدير قيمة ما يقوم به الآخرين من مهمّات؛ فكل منّا يقوم بالتضحية ويكمّل الآخر في هذه الحياة، سنحكي اليوم عن حوار قصير دار بين القلم الغاضب والممحاة، وكان القلم يظن بأنّ الممحاة تقوم بمحو ما يكتبه، ولكنّها شرحت له أنّ مهمّتها هي تعديل الأخطاء وإظهار الصواب، وفي نهاية الحوار عاد القلم والممحاة أصدقاء، وأدرك كل منهما قيمة الآخر، تابع المزيد من القراءة عزيزي القارئ.
قصة قلم الرصاص والممحاة
في مقلمة أحمد الطالب المجتهد دار حوار بين قلم الرصاص والممحاة، سلّمت الممحاة على القلم في يوم من الأيام وقالت له: كيف حالك يا صديقي القلم؟ ردّ عليها القلم غاضباً: أنا لست بخير ولا أريد أن أكلّمكِ أبداً، استغربت الممحاة من غضب القلم وقالت له: ولماذا أنت غاضب مني هكذا! قال لها القلم: ألا تعلمين ما هو السبب؟ بكل بساطة أنتِ تقومين بمحو كل ما أكتبه أنا.
هزّت الممحاة رأسها وقالت له: ولكن ليس عليك أن تكون غاضباً؛ لأنّني لا أمحو إلّا الأخطاء فقط، غضب القلم وقال لها: أنتِ لا شأن لكِ بذلك، ردّت الممحاة: كلامك غير صحيح فمهمّتي هي محو كل الأخطاء، غضب القلم وقال: هذا عمل غير مفيد، قالت الممحاة: كلّا بل هو عمل مفيد جدّاً للجميع.
غضب القلم أكثر من رد الممحاة وقال لها: أنتِ لستِ لطيفة كما وأنّكِ مغرورة بنفسك كثيراً، قالت الممحاة: لماذا تراني هكذا؟ قال القلم: لأنّ ما أفعله أنا أفضل ممّا تفعلينه أنتِ؛ فأنا أقوم بالكتابة وأنتِ تقومين بالمحي، قالت الممحاة: ولكن محو الأخطاء هو تماماً ككتابة الصواب.
شعر القلم في ذلك الوقت أنّه ندم لأسلوبه السيّء مع الممحاة وقال لها: أنا أعتذر عن كلامي، أنتِ حقّاً تقومين بعمل جيّد ومفيد، ولكن أنا أرى بأن حجمك يصغر يوماً بعد يوم، قالت له الممحاة: هذا لأنّه علي أن أقوم بالتضحية من أجل تعديل الأخطاء، وأنت كذلك تقصر يوماً بعد يوم، قال لها القلم: نعم فكلانا يقوم بالتضحية من أجل إفادة الآخرين. عاد القلم والممحاة أصدقاء مقرّبين وعلم كل منهما قيمة الآخر.