اقرأ في هذا المقال
تختلف الثقافات بناءً على درجة تطبيق الموظفين لها ودرجة تمسكهم بها، فكلما كانت القيم الرئيسية للعمل يتقبلها الجميع وتكون عناصرها مشتركة بينهم كلما كان هذا دليل على قوة الثقافة التنظيمية.
الثقافة والفاعلية التنظيمية للموارد البشرية
إن ميزة المنظمات الثابتة والقوية هي القوة للثقافة التنظيمية، وهذه الميزة للمنظمة تجعل الموظفين لديها يتميزون بالولاء التنظيمي لها ويتميزون أيضًا بالانتماء التنظيمي، وهذا يتواجد عكسه في المنظمات الجديدة والتي لم تتأسس بَعد بالطريقة اللازمة، والتي لا تزال تبني الطريق لها، الأمر الذي يجعلها غير متمكنة بتوفير ميزات تنافسية للموظفين فيها، مما يجعلهم يرغبون ويراقبون فرص العمل في الخارج، وهذا يعكس الولاء التنظيمي الأقل للموظفين وثقافة تنظيمية ضئيلة.
الفاعلية التنظيمية تحتاج إلى توافق الثقافة واندماجها مع الاستراتيجية ومع التكنولوجيا ومع البيئة، فعلى مستوى التوافق مع البيئة الخارجية فإن الاستراتيجيات التسويقية الجزئية تتلاءم مع البيئات الديناميكية، والتي تحتاج بدورها إلى ثقافات تدعم المبادرة والقيام بالمخاطرة، وتقبل التنوع والاختلاف والتعدد، وتتطلب أيضًا وجود مستوى عالٍ من التنسيق الذي يكون بصورة أفقية والتكامل العمودي بين الوحدات الإدارية المتنوعة، وعلى العكس من ذلك فإن الاستراتيجيات التي تهتم برفع مستوى الإنتاج تقوم بالتأكيد على الوصول للكفاية، والتي بالتالي تتلاءم مع البيئة الثابتة.
وهذه الاستراتيجيات تحقق النجاح تحت ظل الثقافة التنظيمية التي تعمل على التأكيد على فرض الرقابة وإدارتها بالطريقة الصحيحة، وتقليص حجم المخاطرة وعدم تقبل التنوع والاختلاف، أما على مستوى التوافق بين البيئة الداخلية والقيم الثقافية فهي صفة من صفات المنظمة الناجحة أيضًا، فالتكنولوجيا السهلة والروتينية التي تتلاءم مع البيئات الثابتة، وتعمل في بيئة وظل ثقافة تُطبّق نمط المركزية الإدارية في وظيفة اتخاذ القرارات، وتسمح بدرجة محدودة من المبادرات الشخصية، أما التكنولوجيا المعقدة والحديثة تحتاج درجة كبيرة من التكيف وتحقق النجاح في ثقافات تدعم قيم المبادرات الذاتية والانضباط الذاتي.
هل الثقافة التنظيمية مكملة لعنصر الرسمية أم بدلية عنه
الثقافة التنظيمية تعتبر مُكمّل لعنصر الرسمية ولا تعتبر بديل عنه، وتعتمد منظمات الأعمال على الطرق الرسمية للتحكم بسلوك الموارد البشرية لديها، وهذا عن طريق تقليل الإجراءات والأوامر وتحسين النماذج والاهتمام بالطرق الرسمية في ضبط سلوك الموظفين.
إن وجود القيم الثقافية التنظيمية تدعم وتؤكد على ما هو موجود بالقوانين والإجراءات وهو أمر مهم كثيرًا وله دوره، إذ أن الثقافة التنظيمية لها قيم إيجابية لدعم الأوامر والأنظمة، فيكون تصرف الموظف بطريقة لا تتفق مع مصلحة المنظمة، وغير متفق مع القيم الثقافية فيركز الموظف على تطبيق العمل ليس خوفاً من الأوامر فقط بل انسجام مع القيم المُطبّقة.