مهنية العمل في إدارة الموارد البشرية

اقرأ في هذا المقال


إن العمل في إدارة الموارد البشرية في أكثر دول العالم الثالث يعتبر عمل غير صعب، وبإمكان أي عنصر بشري في المنظمة القيام به، ويمكن لأي موظف يحمل أي تخصص آخر غير الموارد البشرية وليس له علاقة بها أن يقوم بوظيفة إدارة الموارد البشرية بكل سهولة.

مهنية العمل في إدارة الموارد البشرية

مهنة إدارة الموارد البشرية يشترط فيها في بعض الدول أن من يقوم بها يكون صاحب الاختصاص بالموارد البشرية، أما في دول أُخرى لا يعتبر شرط التخصص في إدارة الموارد البشرية، ولكن لماذا هذا الاختلاف؟ إن السبب في هذا الاختلاف يعود إلى أن الدول التي تشترط الاختصاص قد تأكدت واستنتجت أن العنصر البشري يعتبر من أهم عناصر الإنتاج.

قامت بعض المنظمات الكبيرة بالاهتمام وتفعيل دور إدارة الموارد البشرية، وخصوصًا بسبب العولمة التي نعيشها والمنافسات الدولية التي تقوم بها المنظمة، وقام أصحاب الاختصاص في إدارة الأعمال بالاهتمام في موضوع إدارة الموارد البشرية؛ ليصبح موضوع محدّد من مواضيع علم الإدارة، وأصبح تخصص مستقل يتم دراسته في الجامعات.

كانت بعض الجامعات تضع بعض المباحث الدراسية المتعلقة بإدارة الموارد البشرية ضمن التخصصات الإدارية، أما الآن أصبح هناك تخصص في الجامعات لإدارة الموارد البشرية، لكن ما هي الفائدة من دراسته كتخصص جامعي وبعض المنظمات لا تدرك أهمية المورد البشري كما هو مطلوب، فإدارة الموارد البشرية في هذه المنظمات تهتم بملفات العناصر البشرية وحفظها ومراقبة حضورهم وغيابهم وتجهيز ملفات التعين والترقية؛ لذلك خريج تخصص إدارة الموارد البشرية لا يقدر على تطبيق ما تعلمه في المنظمة.

هل مهنة إدارة الموارد البشرية تعتبر مهنة مثل المهن الأخرى

إن العمل في إدارة الموارد البشرية يعتبر عمل متخصص، ولنثبت هذا الكلام فإنه يوجد مجموعة من المعايير التي قام بوضعها أصحاب الاختصاص التي تميز فيما إذا كانت الأعمال هي مهن أم لا، وهذه المعايير تجعل العمل مهنة مع مدى مطابقتها لإدارة الموارد البشرية حتى يمكننا القول عنه أنه مهنة مثل باقي المهن، وهذه المعايير كما يأتي:

  • المعيار الأول: المهنة وظيفة تقوم بتقديم الخدمة للآخرين، وبناءً عليها نجد أن مجال عمل إدارة الموارد البشرية يقوم بتقديم الخدمة للآخرين، ومنهم الموظفون في المنظمة سواء كان مدير أو موظف عادي والجمهور، وهذا عن طريق رفع مستوى الإنتاجية وجودة أداء العنصر البشري ويقوم بتقديم السلعة والخدمة التي تحقق متطلبات ورغبات المجتمع.
  • المعيار الثاني: وجود دستور أخلاقي يفرض المسؤولية الاجتماعية لمن يقوم بهذه المهنة، فهل يوجد دستور أخلاقي لمن يقوم بوظيفة إدارة الموارد البشرية؟ إن المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية للإدارة في أي مجال من إنتاج أو شراء أو موارد بشرية يجب أن يتصف من يقوم بها بالجانب الأخلاقي عند قيامه بالأعمال مع أي فرد آخر سواء داخل المنظمة أو خارجها، ويجب أن يقوم بمراعاة مصلحة المجتمع، ولكن لا يوجد قسّم يقوله موظف إدارة الموارد البشرية مثل المهن الأخرى كالطبيب.

لكن هل القسّم الذي قاله الطبيب عند مزاولة المهنة هل التزم بقسمه، فالإجابة هي لا، فالسر ليس بالقسم بل السر بالضمير، فمن يمارس أي مهنة مهما كانت من المفروض أن يكون ضميره حي، لذلك هذا المعيار لا يعتبر معيار رئيسي إن لم يتوفر في إدارة الموار البشرية.

  • المعيار الثالث: وجود نظام معرفي من الممكن القيام بدراسته والتخصص فيه وتحقيق مستوى أكاديمي فيه، والذي يقوم بتعليم المختص من قواعد ومبادئ لمزاولة المهنة، وتعتبر هذه الأصول ذات طابع شامل وعام، بمعنى أنها تكون واحدة وعامة للكل.

إذا قمنا بتطبيق هذا المعيار على عمل إدارة الموارد البشرية فسوف يكون هناك كمية هائلة من المعرفة المتخصصة في إدارة الموارد البشرية التي يتم تدريسها في الجامعات وتتميز بالشمولية والعمومية، بات المختصون في إدارة الموارد البشرية لهم لغة خاصة بهم، وأيضًا بات تخصص إدارة الموارد البشرية تخصص دراسات عليا، ويوجد رسائل ماجستير ودكتوراه في المجال.

  • المعيار الرابع: وجود جمعيات علمية تعمل على تنظيم ممارسة المهنة وتقوم بتطويرها وتحدد لها مجموعة من المبادئ لهذه الممارسة، فيوجد الكثير من الجمعيات العلمية المختصة في مجال إدارة الموارد البشرية، ويوجد في الولايات المتحدة ومن هذه الجمعيات جمعية إدارة الأفراد الدولية.

بناءً على المعايير السابقة إن العمل في إدارة الموارد البشرية عمل يتميز بالتخصّصية والاحترافية، ويقصد بهذا أنه مهنة ليس بإمكان أي فرد بممارستها إلا من تخصّص بها ودرسها وحصل على شهادة علمية بها، فالمعايير السابقة تطبق جميعها على إدارة الموارد البشرية وبذلك فإن العمل في إدارة الموارد البشرية تعتبر مهنة.


شارك المقالة: