ما هي معاهدة تورديسيلاس:
لقد وقعت في توردسيلاس في مقاطعة بلد الوليد إسبانيا عام 1494، حيث قُسّمت الأراضي المُكتشفة حديثاً خارج أوروبا بين تاج البرتغال وتاج قشتالة اسبانيا بطولِ خط زوال 370 عقدة غرب جزر الرأس الأخضر مقابل ساحل غرب أفريقيا. حيث كان خطّ التّقسيم هذا يقع في المنتصف بين جُزر الرأس الأخضر، التي كانت برتغاليّة بالفعل، أيضاً الجُزر التي اكتشفها كريستوفر كولومبوس في رحلته البحريّة الأولى باسم إسبانيا، المُسماة في المُعاهدة سيپانكو وأنتيليا كوبا وهسبانيولا.
حيث أنّ الأراضي الشرقيّة تخصّ البرتغال والأَراضي الغربيّة تخص اسبانيا. وصدّق على المعاهدةِ من الجانب الإسباني تاج كاستيا في 2 يوليو من عام 1494، أيضاً صدّق عليها الجانب البرتغالي في 5 سبتمبر من عام 1494. ولقد تمّ تقسيم الجانب الآخر من العالم بعد عقودٍ قليلة حسب مُعاهدة سرقسطة، التي وقّع عليها في 22 أبريل من عام 1529، التي حددت خط الزوال المُقابل لخطِ ترسيم الحدود الذي أقرته مُعاهدة توردسيلاس. وتوجد النسختان الأصليّتان من المُعاهدة في الأرشيف العام للإنديزِ في إسبانيا، أمّا النسخة الأخرى في توجد في الأرشيف الوطنيّ لتوره ده تومبو الموجود في البرتغال.
التّوقيع:
لقد عُقدت مُعاهدة توردسيلاس لحلّ النزاع الذي وقع في أعقاب عودةِ كريستوفر كولومبس وفَريقه. ورحّب الملك والمَلكة بكولومبس في مدينة برشلونة، حيث أنه عاش في البلاطِ لمدَّةِ ستّة شهور حيث أنعم عليه بلقبِ أمير البَحر الأوقيانوس، حيث يقصد بهِ الأطلنطي غربَ شواطئ الآزور. ووضع حاكماً على العالمِ الجديد، أو كما وصف نفسه (نائب الملك وحاكِم عام الجُزر وأراضي آسيا والهند)، عندما شاع أن جون الثاني بأنه يجهز أسطولاً لعبورِ الأطلنطي، لقد استغاثَ فرديناند بالبابا الكساندر السادس، حيث طلب منه أن يُحدد حقوق إسبانيا في البحر الأوقيانوس.
النفاذ:
لقد عيّن البابا الأسبانيّ في سلسلةٍ من المنشورات لإسبانيا ملكيّة كل الأراضي، التي لا تدين بالمسيحيّة في الغرب. أمّا للبرتغال كلّ الأراضي في الشرق. ويفصل بينهما خطّ وهمي مرسوم، بحيث يمرّ من الشمال إلى الجنوب على بعد 270 ميلاً غرب الأَزور وجزر الرأس الخضراء، لكنّ البرتغاليين رفضوا قبول هذا الخطّ الفاصل حيث أوشكت الحرب أن تنشب بين الحُكومتين المتنافستين، لولا أنهما وافقتا في معاهدة تورديسيلاس، على أن يمر ذلك الخط موازياً لخطّ الزوال الطولي على بعد 250 فرسخاً، غرب جزر الرأس الخضراء بالنسبة للاكتشافات التي تمّت قبل ذلك التاريخ.
وعلى بُعد 370 فرسخاً غرباً بالنسبة للاكتشافات التي تتم بعد ذلك، يقع الطّرف الشرقي للبرازيل شرق هذا الخط الثاني فقد أطلقت منشورات بييترو شهيد أنكييرا، حيث رأى بأنه قد وصَل إلى آسيا واستمرّ هذا الوهم حتى طاف ماجلان (قائد ومستكشف برتغالي) حول الكرة الأرضيّة.