في الكيمياء يعد عنصر اليود أحد العناصر الكيميائية برمز I ورقم ذري مقداره 53 في الجدول الدوري، حيث يصنف اليود على أنه أحد العناصر من مجموعة الهالوجينات، وهو يكون على شكل مادة صلبة في درجة حرارة الغرفة.
اكتشاف عنصر اليود
اسم اليود مشتق من اليود اليوناني لـ “البنفسجي”، وذلك بسبب أبخرته البنفسجية، حيث تم اكتشاف اليود في الأعشاب البحرية بواسطة الكيميائي الفرنسي برنارد كورتوا في عام 1811 ميلادي، كما أطلق عليه الكيميائي الفرنسي لويس جوزيف جاي لوساك الاسم عندما أثبت أنه عنصر كيميائي، حيث حدث ذلك في عام 1814 ميلادي.
اكتشف الكيميائي الفرنسي بارنارد كورتوا اليود في عام 1811 ميلادي، حيث كان كورتوا يستخرج مركبات الصوديوموالبوتاسيوم من رماد الأعشاب البحرية، إذ أنه وبمجرد إزالة هذه المركبات قام بإضافة حامض الكبريتيك (H2SO4) لمزيد من معالجة الرماد، حيث أنه أضاف عن طريق الخطأ الكثير من الحمض ونتيجة لذلك انبثقت سحابة بنفسجية اللون من الكتلة، ثم أصبح يتكثف الغاز على الأجسام المعدنية في الغرفة مما أدى إلى إنتاج اليود الصلب.
اليوم، يتم الحصول على معدن اليود بشكل رئيسي من رواسب مركب يودات الصوديوم (NaIO3) وبيرودات الصوديوم (NaIO4) في شيلي وبوليفيا، حيث أن اليود مطلوب بكميات ضئيلة من قبل جسم الإنسان، كما أن اليود هو جزء من هرمون الغدة الدرقية وهو عبارة عن هرمون تفرزه الغدة الدرقية والذي يتحكم في معدل نمو الجسم البدني والعقلي، حيث يمكن أن يؤدي نقص اليود أيضًا إلى تضخم الغدة الدرقية، وبالتالي تورم الغدة الدرقية، لذا يضاف اليود إلى الملح (الملح المعالج باليود) للوقاية من هذه الأمراض.
اليود هو عبارة عن مادة صلبة مائلة للزرقة ولامعة، يتطاير في درجات الحرارة العادية إلى غاز أزرق بنفسجي برائحة مزعجة، كما أنه عبارة عن مادة تتشكل منها مركبات مع العديد من العناصر، ولكنها تكون أقل نشاطًا من مركبات الهالوجينات الأخرى، والتي تحل محلها من اليود، حيث يعرض اليود بعض الخصائص المعدنية، كما أنه يذوب بسهولة في المواد التالية: الكلوروفورم ورابع كلوريد الكربون أو ثاني كبريتيد الكربون وذلك لتشكيل حلول أرجوانية جميلة، كما إنه قابل للذوبان في الماء بشكل طفيف فقط.
كما يتم استخدام اليود كمادة لاختبار النشا، حيث أنه يتحول إلى اللون الأزرق الغامق عندما يتلامس معه، كما ويستخدم مركب يوديد البوتاسيوم (KI) في صناعة أفلام التصوير، وعندما يتم مزج هذا المركب مع اليود في الكحول يُستخدم كمطهر للجروح الخارجية، كما ويستخدم نظير اليود المشع اليود 131 لعلاج بعض أمراض الغدة الدرقية، كما أنه يجب توخي الحذر عند التعامل مع اليود واستخدامه، حيث يمكن أن يحرق الجلد ويتلف العينين والأغشية المخاطية، كما أن اليود النقي سام إذا تم تناوله.
تعد مركبات اليود مهمة للغاية في الكيمياء العضوية ومفيدة جدا في الطب أيضا، حيث يتم استخدامه مع هرمون الغدة الدرقية الذي يحتوي على اليود داخليا في الطب، ويستخدم كمحلول KI واليود في الكحول يستخدم للجروح الخارجية، كما ويستخدم يوديد البوتاسيوم في التصوير الفوتوغرافي.
يمكن يتم الحصول على اليود عالي النقاوة من خلال تفاعل مركب يوديد البوتاسيوم مع كبريتات النحاس، حيث أنه هناك عدة طرق أخرى لعزل العنصر وهي معروفة، لقد تم التعرف على ثلاثين نظيرًا مختلفا لليود، لكن يوجد نظير مستقر واحد فقط وهو نظير (127- I) في الطبيعة.
لقد تم استخدام النظائر المشعة الاصطناعية (131-I) مع عمر نصف 8 أيام في علاج الغدة الدرقية، كما أن المركبات الأكثر شيوعًا هي مركبات يوديد الصوديوم والبوتاسيوم (KI) واليودات (KIO3)، نظير (131-I) ونظير (129-I) كلاهما ناتج انشطار، حيث أن نظير (129-I) هو عبارة عن نظير منتج انشطار طويل العمر مع نصف عمر 1.7 × 107 سنوات، حيث أنه يمكن أن يكون مفيدًا في الكشف عن حركة الإشعاع بعد حدث إشعاعي، كما حدث في المفاعلات اليابانية في فوكوشيما.
في المفاعلات النووية واختبارات الأسلحة، يخضع كلا من اليورانيوموالبلوتونيوم لعمليات انشطار يكون فيها أحد نواتج الانشطار هو النظير طويل العمر (129-I)، حيث تم استخدام هذا النظير كمتتبع للمياه الجوفية؛ وذلك لتحديد دليل الانشطار النووي، كما ويمكن أيضًا تتبعه في مياه الأمطار كدليل على حدوث انشطار في الهواء.