الجيولوجيا القديمة وعصر سيادة اللافقاريات

اقرأ في هذا المقال


ما هي الجيولوجيا القديمة وعصر سيادة اللافقاريات؟

توجد في صخور الكامبري مئات الأنواع من اللافقاريات البحرية، وأيضاً وجدت عدة أنواع في طبقات الأوردوفيشي والسيلوري وفي صخور الأوردوفيشي الأوسط، تمكن العالم الجيولوجي شوشرت من معرفة أكثر من 1600 نوع من الحيوانات.
لم يتم العثور على حفريات لحيوانات كانت تعيش على اليابسة في صخور كل من عصر الكامبري والأوردوفيشيولكن بعضها وجد في صخور السيلوري، لكن النباتات البدائية جداً الأرضية قد تركت بعض الآثار في صخور الكامبري ووجدت أنواع أرقى في عصر الأوردوفيشي والسيلوري.
والسبب في ذلك هو أن عوامل التحفر لم تكن متوفرة في البحار والمحيطات البدائية ولا توجد حفريات الفقاريات في صخور الكامبري، وفي الأوردوفيشي والسيلوري من المحتمل أن تكون الفقاريات في بدء نشوئها مع أنه لم يثبت التأكد من وجودها في الطبقات خلال هذين العصرين، وهذا الوضع له أهمية كبيرة في التعرف على نشأة الحياة، حيث بدأت الكائنات في الظهور منذ النظام الكامبري.

التطور في النظام الكامبري:

وجود بقايا الكائنات في صخور الكامبري له أهمية كبيرة، فالطبقات الأقدم لا يوجد بها إلا بعض من الآثار والأجزاء التي لا تؤكد أصلها العضوي، ولكن في الطبقات العليا يوجد بعض الأحافير، والسجل الأحفوري ناقص جداً أي تتخلله فترات كثيرة توقف فيها الترسيب، وبالتالي لا توجد معلومات عن الأحافير التي كانت تعيش في هذه الفترات، ومن الجدير بالذكر أن نسبة الكائنات التي تركت بقايا حفرية لا تتجاوز نسبة ضئيلة جداً من الكائنات التي عاشت في هذه الفترات الزمنية.
وبالرغم من أن كائنات الكامبري كانت بدائية ونادرة إذا قورنت بالكائنات التي كانت تعيش في الأزمنة الأحدث إلا أنها متنوعة وهامة، فكل حفريات القبائل اللافقارية تقريباً ممثلة في هذا النظام، مما يشير إلى احتمال وجود كائنات في الأزمنة السابقة للكامبري، وأنها استمرت زمناً طويلاً جداً (أي أنها بقيت تتطور وتتمحور حتى الكامبري).
وبشكل عام إن حفريات الكامبري بدائية وأقل تطوراً من الكائنات الحديثة، فعلى سبيل المثال هناك فجوة كبيرة أو اختلاف كبير بين القشريات التي ظهرت في الكامبري والفقاريات الحديثة، ومنذ ذلك النظام استمرت الكائنات في التطور والرقي.

الظهور المفاجئ لحفريات الكامبري:

يعد ظهور كائنات متقدمة في النظام الكامبري دليل على وجود حياة سابقة أبسط منها في الأزمنة السابقة، ولكن يرجع عدم وجود حفريات لها أنها كانت بسيطة، كما أن ظروف التحفر لم تكن ملائمة، ومن المرجح أن تكون الكائنات الأولى نباتات؛ وذلك لأن الحيوانات تعتمد اعتمادا كلياً على النباتات في غذائها وحياتها.
ومن المعروف أن الصخور النارية والمتحولة التي تكون الجزء الأكبر من صخور ما قبل الكامبري لا تلائم عمليات التحفر، وقد توجد الصخور الرسوبية للزمن الآركي archean أعمدة من الجرافيت وهي مادة عضوية قد أثرت فيها عوامل التحول (الحرارة الشديدة والضغط الكبير) وأفقدتها تركيبها الأصلي العضوي وعملت على تبلورها.
وهذا لا يفسر عدم وجود حفريات في صخور ما قبل الكامبري؛ (فليست كل الصخور متحولة) ولكن يوجد كذلك تتابعاً كبيراً من الطبقات غير المتحولة (الآف الأقدام) ولا تحتوي على حفريات.
كما يعتقد الجيولوجيين أن الكائنات البدائية (نباتات أو حيوانات) كانت وحيدة الخلية غالباً وأنها عاشت على سطح مياه المحيطات، ولأن عمليات الصراع من أجل البقاء على أشدها في هذه المناطق فإننا نجد نباتات هذه المساحات ما زالت بدائية حتى اليوم، ولأسباب مماثلة فإن الحيوانات وحيدة الخلية لم تتطور كثيراً في هذه المناطق كما أنها لا تجد صعوبة في تلبية ما تحتاجه من الضوء والغذاء.
وهذه الكائنات كانت رخوة غالباً ومن الصعب أن تكون بقايا حفرية، بينما الكائنات التي تعيش على القاع أو قرب الشواطئ لم تجد أبداً أي من التطور والتقدم لكي تلائم الظروف المتغيرة المختلفة في هذه المناطق، ولذلك تجمعت الخلايا وظهرت كائنات أخرى متتابعة يمكنها أن تعيش في هذه الظروف.
ولذلك ظهرت النباتات على الشواطئ أولاً ثم على القارات وأصبحت المناطق الشاطئية غنية بالمواد العضوية وجذبت كثيراً من الحيوانات لتعيش فيها، ثم تعددت الحيوانات وازداد عددها واشتد الصراع بينها من أجل الحياة، ثم تطورت وظهرت الأصداف الصلبة لبعض الكائنات، وأصبحت بذلك أكثر تناسباً للتحفر في النظام الكامبري وبالطبع كانت هذه الأصداف رقيقة ضعيفة في بدء ظهورها ولم تظهر بعد الأصداف الثقيلة في هذه الأوقات.
ويعتقد بعض الجيولوجيين الآخرين أن النباتات ظهرت أولاً في المياه الأرضية وبالمثل الحيوانات، ثم انتقلت الكائنات بعد ذلك إلى اليابسة ثم إلى البحار، ولا بد أن يحدث لهذه الكائنات بعض التحورات لكي تلائم المعيشة في البحار.


شارك المقالة: