اقرأ في هذا المقال
ما هي الصخور النيزكية الموجودة في كوكب المريخ؟
تم اكتشاف صخور نزيكية قديماً وتم تسميتها باسم (إس إن سي SNC) وتم الترجيح بأنها من الصخور النيزكية القادمة من كوكب المريخ، حيث أن كوكب المريخ هو منشأ لـ 80 صخرة نيزكية من تلك المكتشفة (مع عدم حساب الحجارة النيزكية المتزاوجه)، ومن الصخور النيزكية لكوكب المريخ هي (إس إن سي شيرغوتيت وشاسينيت ونخليت) والحجر النيزكي الفريد الأورثوبروكسينيت.
وهذه الحجارة النيزكية المريخية الأربعة كانت نتيجة لحالات سقوط مختلفة (شاسيني في فرنسا لعام 1815، شيغوروتي في الهند لعام 1865، نخلة في مصر لعام 1911 بالإضافة إلى زاغامي في نيجيريا لعام 1962)، وعلى الرغم من وجود اختلاف في نسيجها إلا أن هذه الحجارة تتميز بتركيب نظائري أكسجيني متماثل، مما يسمح بإثبات إنتمائها إلى الجسم الأم ذاته.
عملية تبلور الأحجار النيزكية:
إن حادثة تبلور الأحجار النيزكية المريخية (النخليت والشاسينيت) تشير إلى أنها تشكلت من جسم ذو حجم عظيم؛ أي أنه كوكب بدلاً من كويكب، كما سبق ولاحظنا أنه كلما زاد حجم الجسم كلما قام بالحفاظ على درجات حرارة مرتفعة فترة أطول وكلما زاد نشاطه البركاني، ومن هنا تشير أعمار تبلور حديثة على نشوء هذه الأحجار النيزكية من أحد الكواكب.
كما أن الدليل القوي على الأصل المرخي لهذه الأحجار النيزكية كان من خلال تعيين مقدار الغازات المحتبسة في زجاج الاصطدام الذي يوجد في الشيرغوتيت، فقد قام دونالد بوغارد ورفقائه في الإدارة القومية للملاحة الفضائية والفضاء (ناسا) خلال عام 1982، بإثبات أن كميات هذا الغاز النظائري والبدائي في الشيرغوتيت (إي إي تي EET 79001)، كان يوجد لها مثيل في الغلاف الجوي المريخي، وتبين ذلك من خلال قياسيها عام 1976 من قبل مسبار الفضاء الأمريكي فايكينغ.
لقد أصبح سطح كوكب المريخ أكثر سطح كوكب معروفاً للفلكيين باستثناء النظام الأرضي القمري؛ وهذا بسبب الأحجار النيزكية (شيروغتيت، شاسينيت، نخليت)، فجميع الصخور النيزكية المريخية هي عبارة عن صخور نارية شاهدة على تاريخ سطح كوكب المريخ ووشاحه والنواة أيضاً، مع العلم أن الحجر النيزكي شيروغتيت هو حجر غني بمعدن البيروكسين ومعدن البلاجيوكليز وهو أكثر الحجارة النيزكية المريخية تواجداً.
أنواع الأحجار النيزكية:
يمكن تمييز صخور الشيروغتيت باحتوائها على نوعين؛ فالأول هو الشيروغتيت البازلتي والآخر هو الشيروغتيت الهيرزوليت، فالبازلتي يكون بحجم الحبيبات وهو أصغر بكثير من الهيرزوليت، ومن المفترض أنه تشكل على سطح كوكب المريخ خلال التدفقات البركانية، كما يفترض تشكل الشيرغوتيت الهيرزوليتيك في مناطق عميقة جداً.
أما بالنسبة لأحجار النخيل النيزكية فهي عبارة عن بروكسينيت متضمنة معادن ثانوية مثل معدن الغضار والكربونات، مما يشير إلى تدفق الماء السائل على كوكب المريخ أثناء المليار الأخير من السنوات، فمثلاً نلاحظ أن الحجر النيزكي الذي يسمى ALH 84001 يعتبر من الأورثوبروكسينيتات، أما الشاسينيت فهي صخور دونيت غنية بمعدن الأوليفين.
إن دراسة التركيب الكيميائي والتركيب النظائري لهذه الصخور بشكل مفصل يسمح لنا بتوصيف سطح كوكب المريخ بشكل مكمل لما توضحه الأرصاد الفضائية عن هذا الكوكب، من المفروض أن تكون كل من النخليت والشاسينيت هي الأحدث عهداً في حال قورنت بالشيرغوتيت الأقدم، بالرغم من أن أعمارها التي تم لحصول عليها من خلال نظام الرصاص بلغت مقدار 4.2 مليار عام، كما تم الاعتقاد بأن صخور النخليت والشاسينيت قادمة من مناطق بركانية حديثة مثل منطقة (سيرتيس ميجر).
إن التركيب النظائري لوشاح كوكب المريخ والذي استطعنا اكتشافه من خلال القياسات التي تمت على الأحجار النيزكية المريخية يتصف بتنوع كبير ولافت، مما يدل على ان كوكب المريخ لم يشهد تكتونية صفائح قادرة على مجانسة الوشاح، وهذا الأمر يدل على أن تفاعل القشرة والوشاح المرخي ما هو إلا تفاعل محدود.
وعلى الرغم من انبثاق الحجارة النيزكية المريخية من سطح كوكب المريخ إلا أنه من الممكن أن نستفيد من تركيبها الكيميائي والنظائري لتعيين طبيعة وزمن تخلق النواة الفلزي، وهذا يتضح من خلال تقديرنا لنواة المريخ الفلزية أنها تمثل تقريباً 20% من كتلتة، وأنها تحمل كمية كبيرة من الكبريت، كما أن قياسات التأريخ الإشعاعي تدل على أن نواة المريخ تشكلت بعد حوالي عشرة ملايين من السنين على الأقل من ولادة المنظومة الشمسية.
ومن الممكن استعمال الأحجار النيزكية المريخية لتعيين خصائص الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، فالتركيب النظائري الذي يخص الهيدروجين والنيتروجين هو غني بالنظائر الثقيلة مقارنة بالكرة الأرضية، مما يشير إلى أن الغلاف الجوي المريخي كان ذو حجم أكبر في السابق، واعتماداً على بعض النماذج يعتقد أن 90% من الغلاف الجوي المريخي قد اضمحل أثناء الـ 600 مليون عام الأولي من حياة الكوكب.