ماهو اللؤلؤ
اللؤلؤ: هو نوع من أشهر وأرقى وأفخم الحجارة الكريمة، ونظراً لتشكله داخل أجسام بعض الكائنات الحيّة كالمحار فإنّه يمتاز بندرته كما أنّه من الحجارة الفريدة من نوعها، هذا وقد يتم تكوين حجر اللؤلؤ عن طريق دخول أجسام غريبة إلى داخل صدفة الرخويّات.
تبدأ الرخويّات بإفراز مادة صلبة مُحاطة بنسيج يتكوّن من عدَّة طبقات، حيث أنّ هذه الطبقات تتكوّن بعد مرور سنوات عديدة، ليتم في النهاية تكوين جسم صلب يعتمد بشكل رئيسيّ على شكل وحجم النواة التي تمَّ تشكيلها، إضافةً إلى اعتماده على طبيعة المكان والمنطقة التي ستنمو وتعيش فيها تلك الرخويّات.
تمَّ استنزاف ونفاذ أغلب كميّة اللؤلؤ الطبيعيّ منذ فترات طويلة الأمر الذي دعا إلى ضرورة وجود وتكوّن أنواع جديدة من اللؤلؤ، كاللؤلؤ الزراعيّ أو الصناعيّ، فمثلاُ بدأت اليابان بزراعة أنواع مُتعدِّدة من بذور اللؤلؤ في داخل الأصداف التي تقوم بإنتاجه، حتى يتم بعد نموّه بفترات قصيرة نقله وإعادته إلى مياه البحر حتى ينتج ويكتمل نموّه بشكل صحيح.
خصائص حجر اللؤلؤ
- يمتاز اللؤلؤ بتكلفته الباهظة بالإضافة إلى كونه نادر الانتشار؛ حيث يعود السَّبب وراء ذلك إلَّا أنّه لا يمكن لجميع أنواع المحارات أن تقوم بانتاج اللؤلؤ، فمن بين كل عشرة آلاف محارة يتم إنتاج لؤلؤة واحدة مع ضرورة العلم بأنّ هذه المحارة ليس شرطاً أن يكون لها نفس الشكل والحجم المُراد تحقيقه في أغلب الأوقات.
- تحتوي العديد من طبقات اللؤلؤ على مجموعة من البلورات التي تتكوّن بشكل رئيسيّ من الأرجوانيت حيث تمتاز هذه المادَّة بقدرتها العاليّة على الإذابة في الحموض، كما أنّ حجر اللؤلؤ أو حبَّة اللؤلؤ تكون مُحاطة بمادة عضويّة يُطلق عليها اسم كنكولين؛ وهي مادَّة سهلة التحلُّل في حال تمَّ تعريضها لدرجات حرارة عاليّة.
- يتم تجفيف حجر اللؤلؤ بشكل تلقائي؛ نتيجة ليونته وحساسيته ممّا يجعله حجراً سهل الخدش خاصَّةً إذا لم يتم العناية به بشكل صحيح، لذلك يُنصح بحفظه في مكان آمن وبعيد عن وجود أيِّ مادَّة صلبة من المُحتمل أن يحتك فيها ذلك الحجر حتى لو بعد فترات طويلة من الزمن.
- ينتشر حجر اللؤلؤ في عدد كبير من مناطق العالم، ومن الممكن القول بأنّ جميع القارَّات الموجودة على سطح الأرض تحتوي على نسب مُتفاوتة ومُختلفة من اللؤلؤ، فمنذ أن بدأت الحياة على سطح الأرض بدأ حجر اللؤلؤ بالتكوّن والظهور خاصَّةً في مناطق الخليج الفارسيّ والتي تُعرف حالياً بدولة البحرين، إلّا أنّه ومع بداية اكتشاف النفط واستخراجه بدأت مياه البحار تتلوّث بالتدريج حتى أن وصل حد التلوّث فيها إلى درجة اصبحت فيها حياة الرخويّات صعبة ومُستحيلة ممّا أدّى إلى انخفاض بل انعدام وجودة اللؤلؤ في تلك الأثناء.
- كما أنّ حجر اللؤلؤ كان مُنتشراً بشكل كبير في مياه البحر الاحمر، ومازال يحتوي على كميّات قليلة منه إلى هذا الوقت، بالإضافة إلى تواجده في عدد من الأنهار كأنهار الصين وسيبيريا وغيرها العديد من الأنهار، أمّا عن أستراليا وإفريقيا فقط كانت تلك الدول تحتوي على كميّات قليلة إلى حد ما من اللؤلؤ الطبيعيّ، في حين كانت أنهار هذه الدول تحتوي على كميّات كبيرة منه.
- أمّا عن مناطق المحيط الهادئ فقد تحتوي هذه المناطق على نوع خاص من حجارة اللؤلؤ يُعرف باسم أذن البحر، حيث كان متواجد كميّات كبيرة وبكثرة في تلك المناطق، إلّأ أنّ تواجده كان قليلاً إلى مُنعدم في بعض الأحيان في المناطق التابعة لأمريكا الشماليّة.
- في حين تمَّ استخراج وإنتاج أندر وأشهر أنواع حجر اللؤلؤ في كل من الهند إضافةً إلى مناطق الخليج العربي، حيث كان الحجر المُستخرج من هذه المناطق يمتاز بفخامته ورقيّه إضافةً لاعتباره من أفخر وأجود أنواع حجر اللؤلؤ.
- هذا وقد يتم تعريف حجر اللؤلؤ على أنّه من الحجارة عتيقة الطراز ذات الأصالة والتاريخ الكبير، حيث أنّه ومع ازدياد كمال أبعاد هذا الحجر فإنّ قيمته ستزداد بشكل كبير، هذا وقد يتم تصنيع حجر اللؤلؤ واستخدامه في العديد من الصناعات كصناعة العقود والمجوهرات باحترافية ومهارة عاليات، مع ضرورة مراعاة التطابق بين الحجارة المُستخدمة في تلك العمليّات خاصَّةً عند وجود عدد من الزخارف التي تُنتج اللؤلؤ.
- ارتبط حجر اللؤلؤ بالعديد من الخرافات والأساطير فمثلاً كان البعض يعتقدون بأنّ ارتداءه يؤدِّي إلى حدوث تفاعل مع القمر ممّا يجعله يُقلِّل من الآثار السلبيّة المُصاحبة له كتأثيره القوي على الدِّماغ وعلى الحظ، كما أنّه يُساهم في التخلص من الأفكار السلبيّة ويزيد من مشاعر الحب والثقة والإحساس بالسعادة.
- ومن المعتقدات الأخرى التي ارتبطت بارتداء حجر اللؤلؤ انّه يعالج العديد من الأمراض والمشاكل كالأرق والإمساك إضافةً إلى قدرته على علاج أمراض السكَّري والربو، كما أنّ ارتداء هذا الحجر يؤدِّي إلى الشعور بالرَّاحة ويُخلص صاحبه من التوتُّر والقلق خاصَّةً عند لجوء الشَّخص للنوم.
- لا يقتصر نمو وتكوين حجر اللؤلؤ على صدفة المحار، من الممكن أن يتكوّن ذلك الحجر في أعداد وأنواع مُختلفة من الكائنات البحرية كبلح البحر، ولكنَّ نسبة إنتاجه في هذه الكائنات تكون قليلة إلى حدٍ ما.
الفرق بين اللؤلؤ الطبيعي واللؤلؤ الصناعي
- يصعب التفريق بين كل من اللؤلؤ الطبيعيّ والصناعيّ، إلّا أنّه من الممكن تسليط جزء من الأشعة السينية على حجر اللؤلؤ ومحاولة تحديد طبيعة المُكوِّنات والمواد التي كوّنت اللؤلؤ، فمن المعروف كما ورد سابقاً أنّ اللؤلؤ الطبيعيّ تكوّن بفعل دخول أجسام غريبة إلى داخل الصَّدفات التي تقوم بإنتاج اللؤلؤ، أمّا اللؤلؤ الصناعيّ أو الزراعيّ فقد يتم إنتاجه بتدخُّل الإنسان حيث كان يقوم بفتح المحارة وزراعة داخلها بنواة جديدة من اللؤلؤ حتى يتم إعادتها إلى داخل مياه البحر ليتم تكوّنه بشكل كامل.
- يمتاز اللؤلؤ الطببعي بجودته العاليّة المُميَّزة، إلّا أنّه يختلف في شكله وحجمه ولونه، أمّا اللؤلؤ الصناعيّ فيمتاز بتشابه شكله وحجمه،إضافةً إلى ظهور اللؤلؤ الطبيعيّة بمجموعة من الألوان المُتعدِّدة.
- أمّا بالنسبة لأسعار كل من حجر اللؤلؤ الطبيعيّ والصناعيّ فإنّه يختلف من مكان لآخر، حيث يمتاز اللؤلؤ الطبيعيّ بسعره الغالي وتكلفته الباهظة الأمر الذي يجعله نادر التواجد والانتشار، في حين يمتاز اللؤلؤ الصناعيّ بأسعاره المُتفاوتة والتي تكون أقل من أسعار حجر اللؤلؤ الطبيعيّ.
- يتم استخراج اللؤلؤ الطبيعيّ من المياه العذبة أو المياه المالحة، في حين يتم زراعة اللؤلؤ الصناعيّ في عدد من دول العالم؛ الأمر الذي يجعل الحصول عليه أمراً سهلاً.
خصائص حجر اللؤلؤ
- يُعتبر حجر اللؤلؤ نوع من أنواع الحجارة شبه الكريمة.
- يمتاز بتركيبه العضويّ الخاص به.
- ينتمي في تصنيفه الكيميائيّ إلى مجموعة الكربونات.
- يحتوي على صيغة كيميائيّة خاصَّة به”caco3″.
- له معامل انكسار غير مُتجانس.
- يمتلك نظاماً بلوريّاً معينِ الشكل مُتعامد مع محاوره.
- يمتلك بريقاً مُتلألأً بالإضافة لكونه يتمتَّع بشفافية مُعتمة.
- يظهر بأنواع مُتعدِّدة ومُتفاوتة.
- يتأثَّر بشكل كبير بالحرارة.
أنواع حجر اللؤلؤ
- اللؤلؤ التاهيتي: يظهر هذا النوع بعدة ألوان تتراوح مابين اللون الرّماديّ المائل إلى الأسود، كما أنّه يتراوح في شكله مابين الشكل الدائريّ إلى الشكل البيضاويّ الذي يكون أقل سعراً وتكلفةً من الدائريّ.
- لؤلؤ القواقع: من أجدد الأنواع التي تمَّ اكتشافها حديثاً، يتواجد في عدد من المناطق خاصَّةً على شواطئ كاليفورنيا، يظهر بعدَّة أشكال مُتفاوتة في حجمها، إضافةً إلى تفاوت ألوانه مابين اللون الكريمي إلى اللون البرتقاليّ المائل إلى الحمرة.
- لؤلؤ الميرو: يُعدّ هذا النوع من الحجارة غير الصدفيّة، يمتاز بشكله المُميز ولونه الخاص به، الأمر الذي يجعل تزويره والغش فيه امراً صعباً وفي غاية الخطورة.
- أكوبا: يوجد هذا النوع في المياه المالحة، من الأنواع الكلاسيكيّة المُتعارف عليها لدى مُعظم الناس، يتم استخدامه في صناعة القلائد والعديد من المجوهرات، يمتاز بشكله الكرويّ، كما أنّه يتمتع ببريقه ولمعانه الكبير، هذا وقد يُعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع التي يقوم الإنسان بشرائها والتجارة فيها بشكل كبير؛ نظراً لتدرُّج ألوانه التي تتراوح مابين اللون الأبيض والرمادي، وقد يظهر باللون الأخضر أو الورديّ.