قصة اختراع الأحذية الرياضية

اقرأ في هذا المقال


مقدمة في الأحذية الرياضية:

تُعتبر الأحذية الرياضية اختراعًا جديد نسبيًا، يعود تاريخها إلى حوالي 200 عام، ومع ذلك فهي أقدم بكثير مما قد تتخيله، كانت الأحذية الرياضية الأولى مصنوعةً من الجلد، والذي للأسف لا يدوم إلى فترة طويلة عند استخدامه، أيضًا لم يكن هناك أحذية مخصصة للرياضيين والتي تحمي مفاصل الرياضيين، لذلك كان خطر الإصابة مرتفعًا للغاية، وعانى الرياضيين في ذلك الوقت من الألم بشكل كبير.

الأحذية الرياضية وتسمّى أيضًا أحذية التدريب، أحذية التنس، أحذية الركلات، الأحذية المسطحة، أحذية الجري أو أحذية العدّائين، تعتبر جميعها أحذية مصممة بشكل أساسي للرياضة أو غيرها من أشكال التمارين البدنية، ولكنها تُستخدم الآن على نطاق واسع سواءً للأشخاص الرياضيين أو غير الرياضيين، يتركز تصنيع الأحذية بشكل كبير في آسيا، تُصنع الأحذية الرياضية المعاصرة إلى حدٍ كبير من المواد الاصطناعية.

ما هي قصة اختراع الأحذية الرياضية؟

في القرن التاسع عشر في عام 1832م، حصل (Wait Webster) على براءة اختراع لعملية يمكن من خلالها دمج المطاط بالأحذية الرياضية، مما أدّى إلى إنشاء أحذية رياضة (Plimsolls)، التي يرتديها الأطفال بشكل رئيسي، في عام 1852م، أعلن مؤسس شركة بولتون (اليوم ريبوك)، جوزيف ويليام فوستر، عن سباقات الجري، تمت إضافة المسامير إلى الجزء السفلي من أحذية رياضة (Plimsolls) لتثبيته وتقويتها.

وهكذا فإنّ أحذية الرياضة في ستينيات القرن التاسع عشر، المخزنة في أحد المتاحف البريطانية، تتميز بمسامير أسفل الحذاء، الشيء الوحيد الذي يميزها عن أحذية الرجال غير الرسمية في ذلك الوقت، في وقت لاحق في عام 1890م، ابتكر جوزيف ويليام فوستر، الذي صنع أحذية الرياضة المصنوعة يدويًا، حذاء جري جديدًا مدببًا، وتم تصنيع الأحذية بإضافة مادة المطاط في القرن التاسع عشر بواسطة شركات مثل (Goodyear وDunlop).

لفترة طويلة جدًا، كانت الأحذية الرياضية تُعتبر سمة من سمات الحياة الفاخرة، فالقضاء على وقت الفراغ في ممارسة الرياضة يُشار إلى الأثرياء فقط، لم تصبح الأحذية الرياضية عنصرًا شائعًا وغير مكلف إلا بعد الحرب العالمية الأولى، تغير كل شيء عندما بدأ الناس في استخدام المطاط للأغراض الصناعية واستخدام القماش في عام 1892م، سمحت هذه الأحذية ذات القاعدة المسطحة وخفيفة الوزن والمرنة بالمشي من غير إصدار صوت مزعج، فثد كانت الأحذية القديمة فعند الجري بها كانت تصدر صوتًا مزعجًا.

مع شعبية انتشار رياضة كرة السلة، رأت شركة (Converse Corporation) الحاجة إلى إنشاء حذاء كرة سلة يمكن للاعبين ارتداءه، بعد البحث والتطوير، تم إنتاج الإصدار الأول من حذاء كرة السلة (All Star) في عام 1917م، وجاء في الأصل بألوان بنية طبيعية مع حواف سوداء، أصبح هذا أول حذاء كرة سلة يتم إنتاجه بكميات كبيرة في أمريكا الشمالية، يتم إدخال مادة المطاط وجزء علوي من قماش القنب، وأحيانًا من الجلد في عملية تصنيعه.

قام (Adolf Dassler)، الذي اخترع أحذية الجري بتصميمها الحديث في عشرينيات القرن الماضي، بتطوير أحذية رياضية مختلفة للرياضيين للجري لمسافات طويلة، في عام 1925م، قام بتصنيع الأحذية الخاصة لألعاب القوى، والمسامير الحاصلة على براءة اختراع مع دمجها بشكل جذاب بأحذية الرياضة، أحذية الجري الأولى، التي صممها (Adi Dassler)، كانت مخصصة للمسافات القصيرة والمتوسطة (حتى 800 متر)، تم الاعتراف بإبداعاته دوليًا على أنها الأفضل واعترف بها العديد من الرياضيين في ذلك الوقت.

استلمت لينا رادك أول ميدالية ذهبية في حذاء من صنع داسلر في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1928م في أمستردام، في عام 1948م، أسس الأخوان دسلر شركة أداس، التي انقسمت فيما بعد إلى أداس (فيما بعد أديداس) ورودا (فيما بعد بوما)، في عام 1949م، أضاف داسلر ثلاثة خطوط جانبية لدعم حذاء الجري، وشملت النماذج الشهيرة في تلك الفترة، (Adidas Waitzer وAdidas 10.0 وAdidas Tokyo 64).

في عام 1936م، تم صنع أحذية مخصصة في الألعاب الأولمبية، ارتدى جيسي أوينز حذاء رياضي وفاز بأربع ميداليات ذهبية، كانت أحذية الألعاب الأولومبية في ذلك الوقت مخصصة للرياضيين فقط، حيثُ كان الجزء العلوي منها مصنوع من جلد العجل المدبوغ خصيصًا، وواجهات من جلود البقر؛ أمّا الجزء الخارجي مصنوع من فتحات الكروم، ومسامير تم صنعها يدويًا لتثبيته.

كان حذاء (Trackster) من (New Balance) حذاء جري مصنوع بطريقة ملائمة للجري لمسافات بعيدة، في السبعينيات من القرن الماضي، أصبح الجري أحد أكثر أنواع الرياضة المفضلة، كانت أحذية الجري الشهيرة (Nike) أفضلها، كان أحد مؤسسيها بيل باورمان، مدرب ألعاب القوى، مهووسًا بفكرة صنع أحذية للركض خفيفة الوزن قدر الإمكان وجرّب التكنولوجيا كثيرًا في صناعتها، في عام 1974م، ابتكر (Waffle Trainer) حذاء رياضي خفيف الوزن وباهظ الثمن، لكن تصميمه كان مصنوعًا بدقة.

صمّم فرانك رودي من وكالة ناسا عام 1976م، أول حذاء رياضي مبطن بالتعاون مع نايك، عرض فكرة الأكياس المملوءة بالغاز المضغوط الذي ينضغط تحت التأثير، وهكذا قدم رودي الأحذية الرياضية الهوائية إلى السوق، والتي لا تزال تستخدم حتى اليوم، بعد 40 عامًا، في فترة الثمانينيات سيطرت أحذية (Nike وReebok وAdidas) على سوق أحذية الرياضة، وأصبح الكثير من المشاهير يرتدون ويروّجون للتصاميم والتقنيات المبطنة الجديدة.

في عام 1984م، ظهرت (Adidas Micropacer) بتصميم إلكتروني، وهي المحاولة الأولى لدمج الإلكترونيات مع أحذية الرياضة، في عام 1987م، أحدثت شركة (Nike) ثورة في صناعة أحذية الرياضة، حيث صنعت حذاء (Nike Air Max) أول حذاء رياضي في العالم مزود بتقنية هوائية كممتص للصدمات ويحمي عظام المفاصل، في عام 2004م، تم تقديم الإصدار الأول من حذاء (Nike Free) للرياضيين، وقام أيضًا باستخدامه الأشخاص غير الرياضيين أيضًا.

في عام 2006م، تم إطلاق أحذية (Nike Nike+Air Zoom Moire)، والذي سمح بمزامنة حذاء الرياضة الخاص بك مع جهاز (iPod) لتسجيل الوقت والسعرات الحرارية المحروقة والمسافة؛ في عام 2013م، قدمت شركة (New Balance) أول أحذية رياضية للجري، تم تصنيعها باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد، حيثُ يحدد الماسح الضوئي بالليزر الخصائص الفردية لقدمك، ويتم طباعة أحذية الرياضة على طابعة ثلاثية الأبعاد، كما ظهرت المزيد من الخيارات مثل أحذية الجري للأقدام المسطحة.

يوجد في هذه الأيام الكثير من شركات أحذية الرياضة التي تقدم مجموعة واسعة جدًا من الأحذية الرياضية لكافة الأذواق والاحتياجات، والعديد من التصميمات والأنماط المختلفة، أحذية متوفرة بعرض مختلف، وأحذية تدريب عالية للأقدام المسطحة، والعديد من الخيارات المتنوعة وليس فقط للأشخاص الرياضيين فالعديد من الأشخاص غير الرياضيين يقومون بارتداء أحذية رياضية.


شارك المقالة: