أساليب قياس وتشخيص صعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


من الموضوعات الحديثة في مجال التربية الخاصة صعوبات التعلم، ففي العقد الأخير ظهر الاهتمام بصعوبات التعلم بصورة واضحة، أما خلال العقود الثلاثة السابقة فقد كان الاهتمام راجعاً إلى فئات مختلفة في جانب التربية الخاصة أكثر وضوحاً مثل الإعاقة العقلية والإعاقة السمعية والإعاقة البصرية والإعاقة الحركية.

أساليب قياس وتشخيص صعوبات التعلم

بسبب وجود عدد من الأفراد الأسوياء في عملية نموهم من الناحية العقلية أو نموهم من الناحية السمعية أو البصرية أو نموهم الحركي والأفراد الذين يواجهون مشكلات تعليمية، بدأ الأفراد المعنيين في الاهتمام بصنف معين من أصناف صعوبات التعلم، إذ أطلق على تلك الفئة مصطلح ذوي الإعاقة الخفية، وكذلك تم إطلاق مصطلحات أخرى عليها مثل مصطلح الأفراد ذوي الإصابات الدماغية أو مصطلح ذوي المشكلات الإدراكية أو مصطلح الأفراد ذوي صعوبات التعلم.

وتعرف تلك الفئة على أنها الفئة من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الرئيسية، التي تحتوي على فهم واستعمال اللغة سوا اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة، والتي تظهر في اضطرابات السمع أو اضطرابات التفكير أو اضطرابات الكلام وبالإضافة إلى اضطرابات القراءة أو اضطرابات التهجئة أو اضطرابات الحساب، والتي ترجع إلى أسباب ترتبط بإصابة الدماغ البسيطة الوظيفية، ولكنها لا ترجع إلى أسباب ترتبط بالإعاقة العقلية أو بالاعاقة السمعية أو بالاعاقة البصرية أو غيرها من الإعاقات.

وتبين مظاهر صعوبات التعلم عند الأفراد، في الاضطراب في إدراك الأشياء ومشكله في التفريق فيما بينها وبشكل خاص الأشياء المتشابهة، والاستمرار الفرد في المهارة دون أن يفهم أن المهارة قد اكتملت، وكذلك النشاط الزائد لدى الفرد واضطراب السلوك الحركي لدى الفرد وبشكل خاص المهارات التي تحتاج التآزر البصري والتآزر الحركي، والإشارات العصبية الخفيفة وبالإضافة إلى الإشارات العصبية المزمنة لدى الفرد.

تتجلى اضطرابات اللغوية في صعوبة القراءة وصعوبة الكتابة وتأخر ظهور اللغة وكذلك صعوبة استخدام إضافة إلى اللغة وفقدان القدرة المكتسبة على عملية الكلام، وانخفاض التحصيل الأكاديمي عند الأفراد ذوي صعوبات التعلم، حيث يتبين هؤلاء الأفراد اختلافاً ملحوظاً بين إمكاناتهم العقلية، وبين تحصيلهم الأكاديمي.

كما وتختصر خطوات قياس حالات صعوبات التعلم وكذلك حالات تشخيصها في الخطوات التالية، إنتاج تقرير عن حالة الفرد العقلية وذلك عن طريق اختبارات الذكاء المعروفة، مثل مقياس ستانفورد بينيه أو مقياس وكسلر، والهدف من هذا التقرير التأكد من أن الطفل لا يعاني من أي صورة من صور من انخفاض إمكاناته العقلية دون متوسط الذكاء بانحراف معياري واحد.

وإنتاج تقرير عن حالة الفرد التحصيلية الأكاديمية، وذلك عن طريق اختبارات التحصيل المدرسية أو الاختبارات المقننة؛ ويهدف هذا التقرير الى التأكد من انخفاض تحصيل الطفل الأكاديمي في مادة معينة أو في أغلب المواد، والذي لا يفسر عن طريق عوامل حسية أو عوامل  عقلية أو عوامل أسرية أو عوامل مدرسية، ومن المقاييس المشهورة في جانب صعوبات التعلم المقاييس الآتية، مقياس الينوي للقدرات السيكولغوية ومقياس التقدير لمايكل بست، وذلك بهدف تمييز الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم.

مثال على مقاييس ذوي صعوبات التعلم

مقياس الينوي للقدرات السيكولغوية

غاية هذا المقياس هي تشخيص الجوانب الاستقبال والجوانب التعبيرية اللغوية لدى ذوي صعوبات التعلم، إذ يعد هذا المقياس من المقاييس الفردية الرسمية ومن المقاييس المعروفة، في جانب صعوبات التعلم وظهر على يد (كيرك ومكارثي).

يتضمن المقياس طرق الاتصال اللغوي وتغطي مستوياتها، وكذلك العمليات النفسية والعقلية الواردة في هذه الأسلوب، وتلك الاختبارات الفرعية هي اختبار الاستقبال السمعي، ويقوم هذا الاختبار بقياس إمكانات الفرد على عملية الاستقبال السمعي عندما يسأل الفاحص المفحوص يجيب بنعم أو لا، واختبار الاستقبال البصري ويقوم بقياس هذا الاختبار إمكانية الفرد على مطابقة صورة مفهوم معين مع صورة ثانية مرتبطة بها.

واختبار التماسك السمعي ويقوم هذا الاختبار بقياس إمكانية الفرد على تكملة الجمل المترابطة في بنائها اللغوي، واختبار التعبير اللفظي ويقوم هذا الاختبار على قياس إمكانات المفحوص على التعبير الشفهي عن الأشياء التي يطلب منه المعلم أو الشخص الذي يطبق الاختبار تفسيرها.

وأيضاً اختبار الترابط البصري، ويقوم هذا الاختبار بقياس إمكانية الفرد على التجميع ما بين المحفزات البصرية المترابطة أو ذات الصلة، وأيضاً من الاختبارات التي تقيس إمكانات الفرد ذوي الحاجات الخاصة اختبار التعبير اليدوي ويعمل هذا الاختبار على قياس إمكانات الفرد على التعبير بشكل عملي أو يدوي عما يمكن أداؤه بأشياء محددة.

اختبار الإغلاق النحوي أو القواعدي الذي يقوم بقياس إمكانات الفرد على تكملة العبارات بضوابط أو قواعد لغوية مترابطة، وأيضاً من الاختبارات التي يتم تطبيقها اختبار الإغلاق البصري الذي يقوم بقياس إمكانات الفرد على استيعاب وتمييز الموضوعات غير متكاملة.

إذ تعرض على الفرد الذي تم فحصه على لوحة تحتوي عدداً من العبارات الناقصة، يطلب من الفرد أن يقوم بتمييزها واختبار التذكر السمعي الذي يقوم بقياس إمكانية الفرد على تذكر سلسلة من أرقام تحصل في أقل مدى لها إلى (8) أرقام، إذ تطرح على الفرد الذي تم فحصه بمعدل (2) في كل ثانية.

اختبار التذكر البصري، يقيس هذا الاختبار قدرات الفرد على استرجاع الأشكال التي لا معنى لها بشكل متسلسل، إذ يعرض على الفرد الذي تم فحصه كل نمط من هذه الأنماط لمدة زمنية عبارة عن (5) ثواني وتصل الأنماط التي يعرضها الفاحص إلى (8) أنماط، اختبار الإغلاق السمعي، ويقوم هذا الاختبار بقياس قدرات الفرد على تكملة المفردات الناقصة والمتدرجة في درجة صعوبتها وهو من الاختبارات الاحتياطية.

وأيضاً هناك اختبار التركيب الصوتي، وهذا الاختبار يكشف عن إمكانات الفرد على تجميع الأصوات، حيث يطلب الشخص الذي يطبق الاختبار من الفرد الذي تم فحصه من ذوي الحاجات الخاصة على تجميع الأصوات التي عرضها عليه بفترة (نصف ثانية) بين كل صوت وآخر، إذ يبدأ الفرد الذي تم فحصه بعرض أصوات بكلمات ذات معنى وبعدها ينتهي الفرد الفاحص بعرض أصوات الكلمات لا معنى لها، ويصلح هذا الاختبار للأفراد في عمر (2-10) سنوات وهو من الاختبارات الاحتياطية.

يحتوي دليل المقياس وصفاً لإجراءات الإنجاز وإجراءات التصحيح، ويحتوي كذلك على تحليل الأداء المقياس الينوي للإمكانات السيكولغوية، إذ تحتوي حقيبة المقياس على المواد وعلى الأدوات المهمة لتطبيقه، ومثال على ذلك دليل المقياس وكتابين يحتويان الصور المهمة لتطبيق المقياس، وتطبيق المواد وتطبيق الصور المهمة لفقرات المقياس ونموذج تسجيل الإجابة.


شارك المقالة: