أهم آثار عصر الفترة الأولى للفراعنة

اقرأ في هذا المقال


أهم آثار عصر الفترة الأولى للفراعنة:

‏كان من أبرز آثار ذلك العصر لا ريب فيه تلك البرديات الأدبية التي نرى فيها صدى لِمَا طرأ على الحياة الاجتماعية من تغيير، وما ظهر من آراء جديدة مهمة. ويليها في الأهمية المراسيم التي كان يصدرها الملوك ثم ما وصل إلى أيدينا بعد ذلك من آثار سواء من أطلال أهرام أو مقابر ذلك العصر، أو ما وصل إلى أيدي العلماء من أشياء أخرى.

‏ولم يتم العثور على أي أثر لمقابر ملوك الأسرتين التاسعة والعاشرة في الأسرتين التاسعة والعاشرة حتى الآن،‏ ولكن عثر على ما يكفي للترجيح بأنَّ منف ظلت العاصمة الإدارية للبلاد ولم تكن أهناسيا غير مقر الملك كما أنَّ ملوكها ورجال بلاطهم استمروا على التقليد القديم، وكان الكثيرون منهم يُدفَنون في جبانة منف وعثر على آثار لبعضهم حول هرم تيتي في الجزء الشمالي من الجبانة وحول هرم (ييي الثاني)، في سقارة الجنوبية.

وبالإضافة تم العثور على الكثير من النقوش التي بقيت من جدران بعض مقابر ذلك العصر في سقارة كما عثر أيضاً على لوحات جنازية لبعض الأفراد كانت في مقابرهم التي شيدت هياكلها من الطوب اللبن، أما القبر فكان تحت الهيكل وغالباً ما يكون على شكل حجرة صغيرة، وذلك للقادرين من الأغنياء، تلون جدرانها ويوضع فيها صاحب القبر داخل تابوت من الخشب محلاة جوانبه بالكتابة أو الرسوم، وقد عثر على مئات من هذه التوابيت في جميع أرجاء مصر وبخاصة في مصر الوسطى وهي من أهم مصادرنا لدراسة ذلك العصر سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الاجتماعية، وذلك لرسم كثير من الأدوات على جوانبها بدلاً من وضعها في القبر. ومن بين العادات الجنازية في تلك الفترة الإكثار من وضع نماذج خشبية للخدم أو الجنود أو العمال وهم يؤدون أعمالهم المختلفة.

واستمر أمراء الأقاليم يدفنون على مقربة من بلادهم،‏ ولهذا نجد كثيراً من مقابر ذلك العصر منحوتة في الصخر في مصر الوسطى والصعيد، أما الفقراء فكانوا يُدفنون في السفح تحت مقابر الحكام. وتقتصر المقابر غالباً على حجرة صغيرة تقطع في الطبقة المتماسكة من الأرض أو تبطن بأحجار أو طوب، ويوضع في وسطها تابوت أو أكثر من الخشب وفوقه أو بجواره بعض النماذج الخشبية، وأهم مقابر الأقاليم نجدها بين مقابر زاوية الأموات وبنى حسن والبرشا وأسيوط ودير الجبراوي والهجارسة وأخميم ودندرة والمعلا وأسوان.

ومن أهم الأشياء المهمة التي ترتبط بذلك العصر ظهور الجعارين وكان الجزء العلوي منها غير مقتصر على رسم الجعر فقط بل كان أيضاً على هيئة حيوانات مختلفة ويكتب في أسفله على الجزء المسطح ما يشاؤون أو يكتفون برسم هندسي أو زخرفي.

لوحات القبور الفرعونية:

إذا درسنا لوحات القبور التي يعود تاريخها إلى هذا العصر نشاهد فيها أيضاً أثر التطور الاجتماعي الذي رأيناه جلياً في البرديات. فلم يعد الأفراد يقتصرون على ذكر الملك والآلهة وتقديم القرابين لهم بل نراهم يفخرون بأنفسهم وبأعمالهم، ويتحدث كل منهم عن نفسه بأنه كان محبوباً من أهله ومن غيرهم من الناس وأنه كان بعيداً عن الدنايا، عوناً للفقير مُحباً للرزق الحلال مُجداً في عمله حائزاً على رضاء الناس.

لم تتوقف تلك العادات على لوحات القبور التي عثر عليها في جبانة منف بل كانت شائعة جداً في الأقاليم، وقد عثر على مئات منها في جبانات الصعيد، وعلى أكثرها صيغ تمجد قيمة الفرد وفضائله الشخصية التي ساعدته على التقدم في مضمار الحياة.

ويجب ألا يغيب عن التفكير ما تم إشارة إليه من قبل وهو أنه أثناء حكم ملوك الأسرة العاشرة في أهناسيا كانت هناك بيوت قوية في مصر الوسطى وبالأخص في أسيوط وفي جرجا وفي طيبة، وأنَّ رؤساء تلك البيوت خلفوا وراءهم أثاراً، لأن حكام طيبة هم أصل الأسرة الحادية عشرة التي تبدأ بها الدولة الوسطى.


شارك المقالة: