التدريس باستخدام الأفلام التعليمية مع ذوي الإعاقات

اقرأ في هذا المقال


يتم التدريس باستخدام الأفلام التعليمية لذوي الإعاقات، وهناك خطوات لاستخدام الأفلام في تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة، وجوانب القصور في الأفلام التعليمية المتحرك لذوي الاحتياجات الخاصة.

التدريس باستخدام الأفلام التعليمية مع ذوي الإعاقات

تتنوع أساليب استعمال الأفلام التعليمية مع الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، بناءاً على نوع الإعاقة وعلى طبيعتها، وخصائص الطلاب وكذلك خبراتهم، وطبيعة الحواس السليمة المتبقية عندهم التي يمكن استعمالها في التواصل التعليمي، وخبراتهم الشخصية تجاه موضوع الفيلم، وبعدها يتوجب على المدرس اختيار الاستراتيجية الملائمة للموقف التعليمي والملائمة لخصائص الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

تزداد الاستفادة التعليمية من الأفلام أثناء مراعاة الآتي، تهيئة الطلاب واستثارة انتباههم واستثارة دافعيتهم لمشاهدة الفيلم، لكي يكون الطالب ذو الاحتياجات الخاصة في حالة استعداد عقلي وفي حالة استعداد انفعالي لتقبل عملية التعلم، فتلك التهيئة تجعل الطالب أكثر انتباها على المادة العلمية المعروضة، وقيام المدرس بتوضيح الهدف من عرض الفيلم للطلاب.

ويتم ذلك عن طريق تقديم الفيلم وتقديم توضيح ضرورة الغرض من عرضه، وتحديد المطلوب من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بوضوح وتحديدها بدقة، فمثلاً هل المطلوب منهم الإجابة على جزء من الأسئلة بعد عرض الفيلم، أو إجراء مناقشة محتواه بعد ما يتم عرضه، أو القيام بتكملة بيانات أو بتكملة رسومات خلال العرض، أو التمكن من القيام ببعض المهارات يتم الطلاب القيام بها بعد الانتهاء من عرض الفيلم.

وبعدها أوجب على المدرس توضيح المطلوب من الطالب ذوي الإعاقة قيامه خلال، أو بعد مشاهدة الفيلم
بصورة دقيقة وبصورة واضحة وأسلوب تسجيل استجاباته، مما يساهم على عدم تشتت انتباه الطالب وبشكل خاص الطالب ذوي الإعاقات الذين يعاني أغلبهم من ضعف في التركيز، والمرونة في الاستعمال إذ يمكن إعادة مشاهدة الفيلم مرة بعد مرة.

كما يمكن تكرار عرض الأجزاء التي لا يسهل إدراكها على الطالب ذوي الإعاقات بعد مشاهدتها لمرة واحدة، فمثلاً من الخصائص التعليمية للأفراد ذوي الإعاقة العقلية ضعف في الذاكرة قصيرة المدى وكذلك سرعة النسيان، فهم يحتاجون إلى التكرار بصورة كافية لضمان عملية التعلم.

كما أنه من الممكن عرض الفيلم أكثر من مرة، عندما يطلب المدرس من الطلاب المشاهدة والتركيز على الإلمام بالمعلومات في المرة الأولى، وبعدها إعادة عرضه؛ بهدف إعطاء الفرصة للطلاب الإجابة على بعض أوراق النشاط المتعلقة بالفيلم.

خطوات استخدام الأفلام في تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة

1-  اختيار الفيلم

يراعي في اختيار الفيلم مجموعة من الشروط ومن أهمها، مدى ارتباطه بتحقيق أهداف الدرس، وكذلك صلته المباشرة بالموضوع، ملائمة الفيلم لخصائص الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وطبيعة إعاقتهم، وكذلك خبراتهم تجاه موضوع الفيلم، والتحقق من ملائمتها لمستوى الطلاب العمري وملائمته لقدراتهم، فلا يكون معقداً مما يعرضهم للإصابة بالإحباط.

2- استخدام الفيلم

استخدام الفيلم قبل العرض حيث يتم مشاهدة الفيلم قبل أن نقوم بعرضها أمام الطلاب، للتأكد من تعلقها بموضوع الدرس وللتأكد من هدفه ملائمتها لمستوى الطلاب، وتحديد المهام وكذلك الأنشطة التي سيكلف بها المدرس طلابة؛ بسبب مشاهدة الفيلم بصورة دقيقة وواضحة، مثل الإجابة على بعض الأسئلة أو مثل القيام بعرض مهارة معينة تم تعلمها من خلال الفيلم وإجراء تجربة، إضافة إلى التأكد من استيعاب الطلاب لها.

وإعداد مكان العرض من جانب توافر التيار الكهربي، واختيار مكان شاشة العرض والقيام بإعادة تنظيم أماكن جلوس الطلاب بما يمكن جميعهم من المشاهدة الواضحة، وإعداد جهاز العرض وكذلك تركيب الفيلم والعمل على ضبط الصورة الصوت، وتهيئة الطلاب قبل أن يقوموا بمشاهدة الفيلم والعمل على لفت انتباههم  لموضوع الفيلم، وكذلك استثارة اهتمامهم لتعلمه، وقيام المدرس بتوضيح الهدف من القيام بعرض الفيلم للطلاب وتوضيح ضرورته.

أثناء القيام بالعرض يفترض على المدرس ملاحظة الطلاب خلال العرض، والتأكد من متابعة كل طالب للعرض وعدم انشغالهم بأمور أخرى مثل الحديث أو الشجار بين بعض الطلاب، وإبعاد كل ما يمكن أن يشغل الطفل أو يشتت انتباههم أثناء عملية العرض، مثل مصادر الضوضاء الخارجية وبشكل خاص لذوي الإعاقة السمعية وللطلاب ذوي الإعاقة العقلية.

والتعليق على ما يعرض للمزيد من التوضيح، ويمكن أن يعلق المدرس عن طريق استخدامه لغة الإشارة أو من خلال طريقة قراءة الشفاه للأفراد ذوي الإعاقة السمعية، وأيضاً بعد عملية العرض يتحقق المعلم من فعالية الفيلم في تحقيق أهداف الدرس المرجوة، وتقييم نسبة تحصيل الطلاب للمعارف المتعلقة به.

إذ يتوقف على ذلك تعدیل استراتيجية استعمال الفيلم، مثل إعادة عرضه أو مثل إعادة عرض بعض الأجزاء التي واجه الطلاب صعوبات في تعلمها أو صعوبات في تتبعها، أو استعمال المدرس لبعض الوسائل المختلفة بالإضافة إلى الفيلم، مثل اللوحات أو النماذج أو العينات.

ومن ثم يفترض على المدرس القيام بمناقشة الطلاب تجاه موضوع الدرس، أو القيام بتوجيه جزء من الأسئلة؛ بهدف التأكد من فهم الطلاب للدرس، وتوجيه الطلاب حتى يقوموا ببعض الأنشطة التي تحتاج تطبيق ما تعلموه في ذلك الفيلم، والقيام بتقديم التغذية الراجعة.

وكذلك تصحيح إجاباتهم والقيام بإضافة المزيد من الشرح تجاه المفاهيم والمصطلحات التي يواجه الطالب صعوبة في فهمها واستيعابها، والقيام بتعزيز الاستجابات الصحيحة عندهم، تلخيص موضوع الفيلم في آخر الدرس.

جوانب القصور في الأفلام التعليمية المتحرك لذوي الاحتياجات الخاصة

بالرغم من الإيجابيات التعليمية للأفلام المتحركة، إلا أنه يفترض الوعي بجزء من الأمور التي يمكن أن تقلل من شأنها في عملية التعلم، والتي يفترض مراعاتها خلال استعمال الأفلام، ومنها ما قد تسببه في تكوين المدركات غير صحيحة تجاه بعض المفاهيم، مثال على ذلك الإدراك الخاطئ للأحجام الحقيقية للأشياء التي نقوم بعرضها، مثل عرض صورة مكبرة لجسم حشرة البعوضة، أو مثل مشاهدة المباني مثل الأهرامات.

فيتخيل الطالب ذو الاحتياجات الخاصة أن ما يشاهده هو الحجم الحقيقي لتلك الأشياء، وبشكل خاص إذا لم يسبق للطالب مشاهدتها في الواقع، ولذلك يفترض على المدرس توجيه انتباه الطلاب إلى العلاقة بين تلك الصور وبين الحقيقة حتى تتكون مصطلحات صحيحة تجاه الحجم، كذلك إنشاء مصطلحات ومفاهيم غير صحيحة تجاه الزمن، فقد يتخيل للطالب أن ما يشاهده في الفيلم يحصل في واقع الحياة.

كان يتصور أن أطوار النمو لنبات تتم في بعض الدقائق، هي فترة مشاهدته لهذا الجزء من الفيلم، وبعدها أوجب على المدرس القيام بتوضيح العلاقة بين ما يشاهده الطالب ذو الاحتياجات الخاصة وبين ما يحصل في الواقع ليساهم في تكوين مصطلحات سليمة تجاه الزمن.


شارك المقالة: