الصورة الفوتوغرافية في الدراسات الأنثروبولوجية

اقرأ في هذا المقال


اعتمدت الأنثروبولوجيا منذ بدء نشأتها على مجموعة مناهج ووسائل وأدوات للبحث، استهدفت عن طريقها تسجيل مادة ميدانية متوسعة تكشف عن طبيعة الميادين الفيزيقية والاجتماعية والثقافية من حياة الكائن البشري التي اتخذتها محوراً لعملها.

الصورة الفوتوغرافية في الدراسات الأنثروبولوجية:

ويعد التصوير الفوتوغرافي واحداً من أهم هذه الأدوات والوسائل التي اعتمد عليها الباحثون الأنثروبولوجيون في توثيق ملاحظاتهم الميدانية، أو لتأكيد الوصف الذي يقدمه الأنثروبولوجي للواقع الذي يدرسه. ويظهر الاطلاع على التراث النظري لعلم الأنثروبولوجيا أن بدء استخدام التصوير الفوتوغرافي كأداة ميدانية قد استند إلى أن الصور الفوتوغرافية يمكن أن تحل محل أو تكمل التدوين الكتابي الذي يهدف إلى وصف ما تدرسه.

حيث تذهب بعض الآراء إلى أن الكتابات قد تتسم بمنحى أدبي يجد عن الموضوعية في الوصف. كما رأت مارجريت ميد أن التغيرات التكنولوجية التي أدت إلى اختراع الكاميرا قد ساعدت الأنثروبولوجي على الاعتماد على أدوات تجعله يسجل ما هو موجود في الواقع الذي يدرسه دون الاعتماد، ومن ثم فقد اعتبرت الصور الفوتوغرافية مصدراً موثقاً له وزنه على ذاكرته فحسب في جمع المعلومات الميدانية والبيانات الأولية.

وعندما بدأ استخدام الصور الفوتوغرافية كوسيلة للجمع الميداني، وتوثيق الملاحظات الميدانية ظهرت عدة آراء بعضها مؤيد لهذا الاستخدام، وبعضها الآخر معارض له.

الآراء المعارضة لاستخدام الصور الفوتوغرافية في الأنثروبولوجيا:

أما فيما يخص الآراء المعارضة، فقد رأى بعضها أن الصور يمكن أن تكون علاوة على أنها قد تكون انطباعية، على حين يرتبط الكلام المكتوب مضللة وخادعة بالمنطق والحقائق الموضوعية، كما أن الجانب الفني في التصوير قد يلفت انتباه الباحث إلى بعض الجوانب ذات الدلالة في الموضوعات المراد تصويرها دون البعض الآخر، هذا إلى جانب إمكانية إهمال بعض التفاصيل، والقدرة على التلاعب بالتصوير.

ومن ثم اعتبر هؤلاء أن الصور الفوتوغرافية لا تعد وثائق علمية موضوعية يمكن الاعتماد عليها في عمليات الرصد الميداني. وقد أشار رأي معارض آخر إلى الصعوبات التي قد تقابل تصوير الواقع المدروس، ومن ذلك أن رغبة الإخباري في التصوير وهو في أبهى صورة ممكنة قد تؤدى إلى عدم إمكانية تصوير أنشطة الحياة المعتادة، بالإضافة إلى أن الباحث قد ينتظر فترة زمنية طويلة (تعد في رأيهم معوقة للعمل) لكي يكن يتمكن أخذ صور لأفراد المجتمع، أو لممارساتهم، أو لأنظمة حياتهم.

كما أشاروا أيضاً إلى أن فهم الصورة قد يقابله بعض المصاعب، حيث يتطلب هذا الفهم خطوات متعددة منها فهم تاريخ الصورة، وأغراض المصور، والظروف المحيطة بأخذ الصورة. وقد حاولت الآراء المؤيدة لاستخدم الصور الفوتوغرافية كأداة للبحث الميداني تقديم من عدة أدلة تدعم من آرائهم حول إمكانية توظيفها توظيفاً له قيمته وفائدته العلمية ذلك استخدام الصور كبديل للملاحظة والوصف. ومن الأمثلة التي قدمت: تصوير الأدوات المادية أو مختلف جوانب الثقافة المادية، مثل قطع الأزياء، والحلي، والوحدات الزخرفية على، وأدوات العمل. وغيرها من جوانب يتعذر معها الوصف بالكلمة.


شارك المقالة: