المواد الدراسية كنوع من البرامج التربوية للموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


إن الطريقة المنتشرة في وضع البرنامج الدراسي في كل مرحلة من المراحل، يتم بناءاً على النمو العقلي للطلاب وتوزيع فروع المواد الدراسية بناءً على ذلك، فعلى سبيل المثال القراءة يتم تدريسها لطلاب الصف الأول الإبتدائي بينما يتم تأجيل دراسة مادة الجبر إلى الصف الإعدادي، حتى تكتمل قدرات الطلاب وتصبح مؤهلة حتى يتم استيعاب تعقيدات تلك المادة.

المواد الدراسية كنوع من البرامج التربوية للموهوبين والمتفوقين

لقد أصبح هناك جدل كبير تجاه هذا المصطلح وانقسم علماء التربية إلى قسمان، القسم الأول يرى أن مدارسنا تعمل تقوم بإضاعة الوقت عن طريق تأجيل تدريس العديد من المواد الضرورية، بناءً على أنها صعبة وتفوق قدرات الطلاب؛ لأن أغلب المصطلحات العلمية التي ترتبط بعمليات الحساب وترتبط بالموضوعات الأدبية، هي مصطلحات بسيطة ومصطلحات يسهل على الطالب استيعابها، إذا ما وضعت في قوالب علمية سهلة وقام بتدريسها مدرس ماهر وبارع، باستخدام أساليب تدريس ملائمة لعمر الطلاب وباستعمال طرق ووسائل علمية تتعلق بكل مادة.

ويلاحظ الفريق الثاني، أن النمو الشامل للطالب عملية تدريجية لا نستطيع التعجيل بها، وعدم مراعاتها أثناء وضع المقررات الدراسية الملائمة لكل مرحلة عمرية، قد يعطل عملية التعلم فيفشل الطالب ويمكن أن يصاب بالإحباط ويصاب فقدان الثقة في بداية دراسته؛ مما يسبب إلى رسوبه أو يسبب إلى ترکه المدرسة.

إلا أن أغلب العاملين في الحقل التربوي، يرون أن وضع مقررات دراسية خاصة بكل صف دراسي تقوم بمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، وتخدم فئات الطلاب العاديين والطلاب المتفوقين في وقت واحد سوف يقوم بتحقيق الأهداف المطلوبة؛ باعتبار أن الاستعداد الذي يعتمد على النمو لا يعتبر استعدادا لموضوع واحد، أو استعداد لمادة محددة بل هو استعداد لخبرة تعلم شاملة.

فعمر تعلم القراءة في برنامج محدد وبأسلوب تدريس محدد، أو بواسطة معلم محدد، يمكن أن يكون مختلفة عن الذي تقتضيه ظروف الثانية، كما أنه من المتعارف أن معدلات النمو لا تعد واحدة عند كل الأشخاص، إنما تتنوع من جانب السرعة من شخص إلى شخص آخر.

وقد أظهرت أحدى الدراسات التجريبية أن المدرس لو قام بشرح معاني الكسور وقام بشرح عملياتها بطريقة مستمرة، وبطريقة متكررة فإن طلاب الصف الثاني الإبتدائي لن يواجهوا إلا قليلاً من الصعوبة في استيعابها، ومن جانب آخر نلاحظ أن الاتجاهات الحديثة تتوجه إلى تعليم اللغة الإنجليزية في المرحلة الإبتدائية، بعد أن نقوم بالإثبات عن طريق البحث عن إمكانية استيعاب وفهم الطلاب لها بسهولة.

مع كل ذلك يتبين أن المشكلات لا تتبين في توقيت دراسة الطلاب الموضوع محدد، وإنما في طريقة اختيار تدريس التي تساهم في الفهم وفي الاستيعاب، وكذلك في التدرج في دراسة المواد المتنوعة، وإمكانية المدرس على ابتكار أساليب وطرق تدريس تعمل على تطويع المقرر حتى يتلائم مع إمكانات الطلاب، كأن يستعمل الأشياء المحسوسة واستعمال المعينات البصرية بدلاً من الرموز اللفظية والرموز الرياضية، وأن يختار الطريقة الملائمة في الشرح؛ لأن بعض الطلاب يستجيبون لطريقة الإلقاء اللفظي بينما يميل الأفراد الآخرون إلى أسلوب الحوار وأسلوب المناقشة.

تصنيف التلاميذ كنوع من البرامج التربوية للموهوبين والمتفوقين

يقصد بتقسيم الطلاب وتوزيعهم على الفصول حسب ضوابط وحسب أسس معينة، وفي الحقيقة لا يوجد هناك نظام محدد وثابت يعمل مفعول السحر في تقسيم الطلاب، ولكن هناك آراء متنوعة بين علماء التربية جاءت نتيجة أبحاث ونتيجة دراسات متعددة ومختلفة في مجالات وجوانب متنوعة، ولقد جاءت فكرة تصنيف الطلاب على الصفوف نتيجة الفروق الفردية التي بينهم.

فمن العلماء من لاحظ أن يتم تقسيمهم بناء على العمر، ومن العلماء من اقترح أن يتم التقسيم حسب القدرات، وفريق ثالث يرى أن يتم حسب طبقة المستوى التحصيل الدراسي وغيرها، إلا أن التقسيم الذي لاقى ترحيباً في الأوساط التربوية والأوساط النفسية، هو الذي يرى أن يضمن الصف الدراسي على خليط من الطلاب، وأن التنوع لوحده له فوائده كثيرة، ومنها إعطاء فرص التنافس بين الطلاب، فالفرد المتفوق يرغب في الاحتفاظ بتفوقه ويعمل على تطويره وتنميته، والطالب الضعيف يسعى لأن يكون متفوقة مثل صديقة، وهذا يؤدي إلى ارتقاء مستوى الطلاب بشكل عام.

وإن الاختلاف يتيح للطلاب فرصة تعلم التوافق مع الدرجات المتنوعة من الإمكانات، وهذا يساعده على التوافق مستقبلاً مع البيئة الخارجية، ويساعده على اكتساب المتفوق ثقته بنفسه، عندما يرى أنه متفوق وعندما يسأله أصدقائه عن موضوع محدد لم يفهموه، ويمكن للمدرس تصنيف طلابة داخل الصف إلى مجموعات علمية متنوعة، مثل أن يكون هناك مجموعة اللغة العربية ومجموعة العلوم ومجموعة الإنجليزي.


شارك المقالة: