تعتبر مملكة قشتالة الموجودة في شمال ووسط الجزيرة الأيبيرية، من أهم الممالك المسيحية المنفصلة التي تكوَّنت منها الجزيرة الأيبيرية في القرن الخامس عشر ميلادي، وقد كان ملوك مملكة قشتالة ومملكة أراغون تربطهم علاقات أسرية مع ملوك فرنسا والبرتغال.
إسبانيا في العصور الحديثة:
في عام 1475 ميلادي، وبعد وفاة ملك قشتالة الملك “أنريكي الرابع” اندلعت حرب الخلافة القشتالية، وقد تنافس على الحكم بعد وفاة الملك إنريكي الرابع أخته الملكة “إيزابيلا” والتي كان يدعمها للحكم نبلاء مملكة قشتالة ومملكة أراغون، وابنته الملكة “خوانا” والتي كانت ملكة للبرتغال وقد دعمها للحكم البرتغال وفرنسا، وبعد ذلك أصبحت الملكة “إيزابيلا” هي وريثة الحكم في إسبانيا بعد أخيها وقد شاركها بالحكم زوجها الملك “فرديناند الثاني”، والذي بزواجهما تم توحيد التاج والعَمل على إنشاء دولة إسبانيا.
ورغم ذلك الاتحاد الذي حصل، إلا أنه كان اتحاد رمزياً، حيث بقيت كل إقليم في إسبانيا له إداراته وقضائه الخاصة فيه، حيث أنه الاتحاد لا يعني نظاماً موحداً بين تلك الاقاليم، وبذلك أصبحت الملكة إيزابيلا ذات السلطة الأكبر على إسبانيا الموحدة، وقد كانت سلطتها أقوى من سلطة زوجها الملك رغم أنهما كانا يتشاركان في العالم، وقد أطلق عليهما اسم الملكان الكاثوليكيان، بعد سقوط غرناطة وسقوط جزر الكناري قام الملوك الكاثوليكيين في إسبانيا بالمحاولة على استرداد الجزيرة الأيبيرية من بلاد المورو.
وكما قام أيضاً الملكة إيزابيلا وزوجها الملك بإصدار مرسوم يقضي بطرد كل يهودي من الأراضي الإسبانية، رغم أن الأقليات الدينية من المسلمين واليهود كانوا يتمتعون بالتسامح في القرن الثالث عشر ميلادي وكان يسمح لهم بالعمل بأيَّة مهنة، إلا أن وضع اليهود في القرن الرابع عشر ميلادي تدهورت أوضاع اليهود وشاركوا بمجازر كبيرة، وفي القرن الخامس عشر ميلادي تحول اليهود في إسبانيا إلى الديانة المسيحية، وذلك بعد القرار الذي تم إصداره من قِبل الملوك الكاثوليكيين إما بطرد اليهود من إسبانيا أو باعتناق الديانة المسيحية.
وبدأ المسلمون بعد ستون عاماً من طرد اليهود من إسبانيا يواجهون نفس الاضطهاد، حيث تم إصدار نفس القرار بشأنهم إما بخروجهم من إسبانيا أو اعتناقهم الديانة المسيحية، فقام بعض المسلمين باعتناق الديانة المسيحية، والذي كان لهم دور كبير في نقل الثقافة الإسلامية إلى إسبانيا.