اقرأ في هذا المقال
- رؤية التاريخ للمشكلة الاجتماعية
- رؤية علم الإنسان الثقافي للمشكلة الاجتماعية
- رؤية علم النّفس الاجتماعي للمشكلة الاجتماعية
تتباين رؤية العلوم الإنسانية بالنّسبة للمشكلة الاجتماعية كلّ حَسب اختصاصها. فكلّ تخصّص من هذه العلوم ترى المشكلة الاجتماعية من منظورها الخاص.
رؤية التاريخ للمشكلة الاجتماعية:
فالتاريخ مَثلاً يَدرُس المشكلة في المجتمع مِن خلال أصلها وكيف عاشَت ونَمَت، ويَدرُس القانون الخاصّ بها وكيفية التعامل معها وعلاقتها بالحركات والمشكلات الأخرى.
هذه الاهتمامات الجَذرية يتناولها المُؤرخ مِن أجل التّوصل إلى تاريخ المشكلة، والأسباب التاريخيّة للمُعضِلة في المجتمع.
مثل هذه الإحاطات الاجتماعية في العُمق التاريخي يقوم بها المُؤرخ لكي يعرف الظروف التي خَلقَت المشكلة عبر التاريخ والتّوصل إلى معرفة الظروف التي ساعدت على ترعرعها وتَفاقمها وهذا الإسهام المَعرفي الإنساني غنيّ لأنَّه يُسلّط الضوء على مساحات معرفيّة لا يستطيع الباحث الاجتماعي التّوصل إليها أو معرفتها، لكنَّ المُؤرخ يستطيع أنْ ينزل إلى هذا العُمق الزمني واستكشاف الجذور التاريخية للمشكلة الاجتماعية المُعاصِرة.
رؤية علم الإنسان الثقافي للمشكلة الاجتماعية:
أمّا عِلم الإنسان الثقافي “الأنثروبولوجيا الثقافية” فإنَّه أقرب الاختصاصات الإنسانية لعلم الاجتماع إذ يتناوَل في دراسته التنظيمات الاجتماعية ونمو وتطوّر المجتمعات البدائية في الماضي والحاضر. مثلاً من المَعلوم عند الجميع أنَّ مشكلة الانتحار تُعَدّ إحدى المشكلات الاجتماعية السائدة في المجتمعات الحديثة، ولكنْ هذه المشكلة يختلف مُعدّلها من ثقافة اجتماعية إلى أخرى الأمر الذي أدَّى إلى اختلاف اتجاهات ومواقف النّاس حَولها.
فاختلفت رؤاهم ومُعتقداتهم حول هذه المشكلة. فهناك فئة مِن النّاس تُعِدّ الانتحار مُحرَّماً وأخرى تَراه عَملاً جديراً بالتقدير والثناء وهناك مجتمعات تَملك أماكن خاصّة لتنفيذ الانتحار لأنَّه مُقدّس في معتقداتها مثل جماعة “هارا كيري” في اليابان وجماعة “موتس” في الهند، وفي بعض المجتمعات القديمة كان الملوك ورجال الدّين ينتحرون من أجل تحقيق أغراض إيجابية يتمنّون الحصول عليها كأن يَنذر نفسه إذا تحقق له شيء كان يتمناه وأصبح قائماً أو في متناول اليد مثل هذه الحالات أثارت اهتمام علماء الإنسان الثقافي فدرسوا مشكلة الانتحار في المجتمعات القديمة والحديثة. ثمَّ دَرسوا دور المرأة وما يُصاحبها من مشكلات دوريّة واجتماعية.
رؤية علم النّفس الاجتماعي للمشكلة الاجتماعية:
اهتم علم النّفس الاجتماعي بأَثر الثقافة الاجتماعية على وجدان وعواطف ومواقف واتجاهات وخبرات الفرد، فضلاً عن اهتمامه بمشكلة التَّعصّب والتميّز والشخصيّة التَّسلطيّة ودراسة السِمات النفسيّة الاجتماعية لاتجاهات الشباب ومناهضَتهم لبعض المعايير والتقاليد والسُّلطة الأَبويّة والتّطرف السياسي والثقافات الفرعية.