اقرأ في هذا المقال
قياس وتشخيص اضطرابات الكلام واللغة لدى الأفراد:
يعتبر تشخيص الاضطرابات الكلامية واللغوية أولى الخطوات على طريق العلاج، فكلما كانت هذه الخطوة ذات دقة عالية واستعملت فيها طرق متعددة كان طريق العلاج أسهل، حيث يتم في البداية عمل دراسة الحالة، وذلك يكون بعد التعرف بشكل أولي على الفرد ذو المشكلة وتحويلة للتقييم سواء كانت الإحالة من قبل الأسرة أو المعلمين.
وفي دراسة الحالة يعمل أخصائي النطق واللغة على جمع جميع المعلومات اللازمة عن الطفل سواء من الأسرة أو المعلمين أو أي مصادر ممكنة مع الرجوع للوثائق والسجلات، بالإضافة للتقارير الطبية المتوفرة؛ وذلك بسبب تكوين فكرة عامة حول المشكلة التي تكون لدى الطفل ذو اضطراب اللغة والكلام.
وبعدها يتم عمل فحص طبي فسيولوجي للفرد ذو اضطراب اللغة والكلام؛ من أجل التأكد من مدى صحة الأجزاء الجسمية التي ترتبط بالنطق واللغة والأنف والأذن والحنجرة وغيرها، ومن ثم يتم إحالة الطفل ذو اضطراب اللغة والكلام بعد التأكد من عدم وجود اضطرابات عضوية، إلى المختصين في الإعاقات المتنوعة، مثل الإعاقة العقلية والإعاقة السمعية وصعوبات التعلم والشلل الدماغي.
حيث يعمل المختصين بعض الاختبارات الضرورية؛ بهدف التأكد من تواجد أي إعاقات أخرى لدى الطفل التي من الممكن أن تزامن اضطرابات الكلام واللغة، ويمكن استعمال مجموعة من الاختبارات النفسية والتربوية واللغوية؛ بهدف تحديد مشكلة الطفل اللغوية وتقييم حالته.
ومثال على هذه الاختبارات اختبار الينوي للقدرات السيكولغوية، ويهدف هذا النوع من الاختبارات إلى قياس وتشخيص جوانب عملية الاستقبال والتعبير اللغوية لدى الفرد، إذ يشمل (12) اختبار فرعي، حيث يشتمل الاختبار على طرق الاتصال اللغوية، بالإضافة إلى مستوياتها والعمليات النفسية العقلية التي تحتويها تلك الطرق، ويستخدم هذا الاختبار مع الأطفال في المرحلة العمرية من (2- 10) سنوات.
وأيضاً اختبار (مایکل بست) لصعوبات التعلم يشتمل هذا الاختبار على (24) فقرة مصنفه إلى خمسة أبعاد، وتعمل على قياس الانسجام الحركي وبالإضافة إلى السلوك الشخصي والاجتماعي والمعرفة العامة. ومقياس المهارات اللغوية لذوي الإعاقة العقلية، ويشمل هذا الاختبار على (81) فقرة مقسمة إلى خمسة أبعاد هي، الاستعداد اللغوي المبكر والمفاهيم اللغوية الأولية واللغة التعبيرية، وبالإضافة إلى التقليد اللغوي المبكر واللغة الاستقبالية.
وأيضاً يمكن استعمال الاختبارات التالية، اختبار ديترويت للاستعداد للتعلم، واختبار (فشرلوجمان) للكفاية النطقية، وأيضاً اختبار سلنجر لاند للتعرف المبدئي على الأطفال ذوي الصعوبات اللغوية المحددة، واختبار الاستيعاب السمعي للغة ومقياس كومبتغن الصوتي.
وفي آخر هذه المرحلة يقوم أخصائي النطق واللغة، على كتابة تقرير عن الاضطراب اللغوي الذي يعاني منه الطفل ومظاهره، وتعد هذه الإجراءات هي الجانب الأساسي لبناء الخطة التربوية الفردية (IEP) الضرورية للطفل صاحب المشكلة ذو اضطراب الكلام واللغة.
العلاقة بين صعوبات التعلم واضطرابات النطق واللغة:
بينت العديد من الدراسات العلاقة القوية بين اضطرابات اللغة عند الأطفال وصعوبات التعلم، فقد تبين أن (%60) من الطلاب الذين يواجهون من صعوبات في القراءة كانت لديهم مشاكل نطق ولغة في مرحلة ما قبل المدرسة، ومن جانب آخر تبين أن الأطفال ذوي مشاكل اللغة يعانون من مشكلات في نطق الحروف، فتظهر بشكل مشوه، فيظهر نطقهم كنطق الأطفال الأصغر منهم سناً.
إذ أنهم يواجهون مشكلة في تأخر في اكتساب الجوانب النحوية المتعددة للغة، كالأفعال والضمائر وصيغ الجمل، كما أن هؤلاء الأطفال من ناحية أخرى لا يمكنهم استيعاب اللغة، وبشكل خاص التي تحوي الجمل المعقدة، كل هذه المشاكل تؤثر بصورة سلبية عند دخول الطفل المدرسة.
إذ أن حاجة الطفل لهذه القدرات والمهارات اللغوية يزداد بصورة كبيرة عند دخوله المدرسة، وبدء عملية التعلم وبشكل خاص عملية القراءة والكتابة.
لذلك ليس من الغريب أن نجد أن الطلبة الذين لم يتمكنوا من تحسين المهارات، والإمكانات اللغوية قبل دخولهم المدرسة يعانون من الفشل الدراسي.
بالإضافة إلى أنهم يواجهون مشكلات وصعوبات تزداد مع تقدمهم في الصفوف الدراسية، ولذلك يجب الانتباه بأن هناك ارتباط قوي بين مشاكل النطق واللغة التي يمكن تشخيصها خلال مرحلة ما قبل المدرسة وصعوبات التعلم التي تتبين عند دخول الطفل المدرسة، ونتيجة لذلك يمكن أخذ اضطرابات النطق واللغة كمؤشر هام على صعوبات التعلم، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة التدخل المبكر لذوي اضطراب اللغة، فكلما كان التدخل في مرحلة مبكرة كانت النتائج أفضل.