مراحل استخدام الصور الفوتوغرافية في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


استعملت الصور الفوتوغرافية في القرن التاسع عشر وأول القرن العشرين كأسلوب لتدوين الوثائق التاريخية، إلى جانب استعمالها في البحوث الأركيولوجية والحفريات الجيولوجية، وقد تم اعتمادها بصورة محورية في هذه المجالات، الأمر الذي طور العمل العلمي فيها وأسهم في تطورها، وتقدم علم الأنثروبولوجيا أيضاً.

مراحل استخدام الصور الفوتوغرافية في الأنثروبولوجيا:

كانت الصور الفوتوغرافية أحد الأدوات المهمة التي استند عليها الباحثون الأنثروبولوجيون لجمع المعلومات والوثائق عن بعض المجتمعات البدائية، أو في بعض دول المستعمرات، وذلك عندما بدأت الدراسات الأنثروبولوجية في توجيه اهتمامها إلى إجراء دراسات ميدانية في هذه المجتمعات في المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها مرحلة الحكومات.

وذلك بهدف محاولة الوصول إلى أصل النظم الاجتماعية في الاستعمارية أو الكولونية هذه المجتمعات، أو عن طريق محاولة السيطرة عليها وامتلاك ثرواتها.

أمثلة على استخدام الصور الفوتوغرافية في الدراسات الأنثروبولوجية:

من أمثلة الدراسات التي أجريت في هذه الفترة دراسة مالينوفسكي عن جزر التروبرياند، والتي قدم فيها بعض من الصور الفوتوغرافية لأبناء هذه الجزر، حيث اعتبرت تلك الصور أدوات توضيحية لنتائج دراسته، حيث قد صورة للحياة الاجتماعية داخل الجزر كما دعم وستر مارك دراسته عن الثأر عند البربر في مراكش بعدد كبير من الصور والأشكال والخرائط التي رأى أنها قد تزيد من الإحاطة بما تقدمه الصور من بيانات.

وقدم إيفانز بريتشارد أيضاً بعض من الصور عن قبائل الأزاندى كانت تشكل سجلاً لشكل أفراد هذه القبائل، وقد اكتفى بهذه الصور بديلاً للوصف الكتابي عنهم، حيث رأى أنها تعد كافية للوصول إلى غرض وصف أبناء هذا المجتمع. أما في دراسته لقبائل النوير فقد اتجه إلى تصوير الكثير من الطقوس والممارسات المنتشرة بين أفراد هذه القبائل. وفي دراسة جون إمبري لقرية سوهي مورا، وكذلك في دراسة دوبى عن قرية شامير بت.

قدمت بعض من الصور، اعتبرت من أساليب الإيضاح الرئيسية لمختلف ميادين الحياة في هذه المجتمعات. وقد انعكس تطور علم الأنثروبولوجيا على مجالات استعمال الصور الفوتوغرافية، حيث أدى توسيع نطاق الدراسات الأنثروبولوجية من حيث الاتجاه إلى دراسة المجتمعات الريفية والحضرية وعدم الاقتصار على دراسة المجتمعات البدائية أو التقليدية إلى الاتجاه إلى استعمال الصور الفوتوغرافية في توثيق حياة الناس في المجتمعات المحلية الريفية و الحضرية من حيث كيفية ترتيب هذه الحياة ضمن حيز مكاني محدد.

إلى جانب تدوين تفاصيل الحياة اليومية، والاهتمام بتصوير مغزى تعبيرات الجسم، ومعنى المسافة في الأفعال الإنسانية. كما استعملت الصور الفوتوغرافية أيضاً في تدوين أشكال حياة الناس في الثقافات الاستهلاكية.


شارك المقالة: