مشكلة رمي النفايات مكان التنزه

اقرأ في هذا المقال


مشكلة رمي النفايات في أماكن التنزه من المشاكل والقضايا الاجتماعية التي تنطوي على العديد من الآثار الجانبية المحتملة على المجتمع بشكل عام، فهذه المشكلة تؤثر على الإنسان وعلى الحيوانات وعلى النباتات وعلى المياه بصورة سيئة للغاية، لذا من المهم معرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الممارسة ومعرفة المشاكل التي قد تنتج عنها.

مشكلة رمي النفايات مكان التنزه

ناقش العديد من علماء الاجتماع مشكلة رمي النفايات في أماكن التنزه وكانت معظم نقاشاتهم حول الأسباب التي أدت إلى حدوث مثل هذه المشكلة، إذ اعتقد البعض أن الكسل والعجز من أهم الأسباب المؤدية لهذه المشكلة، بحيث يقوم الناس برمي النفايات وتركها خلفهم عجزاً منهم في التخلص منها بوضعها في أماكنها المخصصة بشكل صحيح، كما اعتقد آخرون أن القصور في وجود قوانين وعقوبات لمثل هذه التصرفات هو من جعل هذه المشكلة تحدث، بحيث يتم رؤية العديد من الأشخاص يرمون النفايات دون أن يكون لديهم أدنى اهتمام أو تفكير حتى في وجود مخاطر للنفايات وعقوبات.

وبسبب معرفة الناس إنه لا يتم معاقبتهم على رمي النفايات أو تركها في أماكن التنزه يتم رؤيتهم يرمون ويتخلصون من النفايات في كل مكان وفي كل الأوقات، كما يعتقد البعض أن معرفة الناس بوجود من يقوم بالتنظيف من ورائهم ساهم أيضاً في مثل هذه السلوكيات، كما أن وجود عدد قليل وغير كافي من الحاويات المخصصة للنفايات في أماكن التنزه والأماكن العامة قد يكون أيضاً من أحد أسباب هذه المشكلة.

مشاكل رمي النفايات الخطيرة في أماكن التنزه

1- الأذى للآخرين

يمكن أن تسبب النفايات الخطيرة في أماكن التنزه أذى جسدي أو أذى للناس حيث يمكن أن تحتوي النفايات على أشياء يمكن أن تضر أو تسبب إصابات جسدية للأشخاص أو للحيوانات، مثل الإبر أو الشفرات أو الزجاج المكسور، ويمكن أن يؤدي إلقاء أعقاب السجائر في أماكن التنزه الموجودة في الغابة أيضًا إلى إشعال الحرائق وتدمير الممتلكات والمنازل القريبة أو حتى قتل أولئك المحاصرين في الحريق.

2- يمكن أن تسهل من انتشار المرض

رمي النفايات في الأماكن العامة يوفر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة والمواد الكيميائية وهذه المواد والكائنات تؤدي بدورها لنشوء أمراض معينة يصعب السيطرة عليها وعند قيام بعض الحيوانات بأكلها يتم تمرير هذه الأمراض إليها وبالتالي تؤدي إلى موت الحيوانات وتحللها في التربة، كما أن تراكم النفايات يؤدي إلى تجمع الباعوض والحشرات والتي تعتبر الناقل الأساسي لهذه الأمراض، ومن الأمور المهم ذكرها أيضاً أن النفايات التي تتواجد في أماكن تجمع المياه تعتبر ذات تأثير سلبي على كل الكائنات الحية سواء الإنسان أو الحيوان أو النباتات وذلك لحتمالية أن يتم استهلاكها من قبلهم، لذلك يجب العمل على إيجاد حلول لمثل هذه المشكلة ومعالجة المياه.

3- تلوث البيئة

النفايات تؤثر بشكل سلبي على النظام البيئي سواء كان ذلك في أماكن التنزه أو في الطرقات أو في الأماكن العامة أو عن طريق تراكمها في حاويات القمامة، إذ يمكن للمواد الكيميائية التي تنتج عن النفايات خاصةً عند تراكمها في البيئة إلى تلوثها بهذه المواد السامة، وعند هطول الأمطار يتم نقلل هذه السموم إلى الأنهار والمحيطات والبحيرات والجداول، وبذلك سيحدث التلوث بكافة أشكاله في البيئة سواء البرية أو البحرية.

على سبيل المثال يؤدي رمي مخلفات الدخان إلى تمرير مادة سامة موجوده فيها تسمى الزرنيخ والتي تعمل على تلوث كل من التربة والمياه، وكذلك يؤدي رمي النفايات البلاستيكية في أماكن التنزه خاصة في الأماكن التي يوجد فيها مجاري للمياه إلى خلل في نظام البيئة سواء اذا تم تناولها من قبل الحيوانات أو اذا تم استهلاك المياه الملوثة، كما أن النفايات تعمل على تقليل جودة الأوكسجين والهواء بسبب التبخر الذي يحدث للمواد الكيميائية والروائح التي تنتج عن تراكم ورمي النفايات.

4- تكاليف التنظيف العالية

تنفق البلديات ملايين من الأموال سنويًا في جهود التنظيف للحد من النفايات، وهذا يجعل التخلص من النفايات مشكلة كبيرة لأن الأموال التي كان من الممكن استخدامها في التطوير التدريجي يتم توجيهها جزئيًا إلى برامج إدارة النفايات، كما يمكن للنفايات أيضًا أن تسد أنظمة تصريف مياه الأمطار وتتسبب في حدوث فيضانات في المناطق الحضرية، الأمر الذي يتطلب أموالًا للتدخل والإصلاح.

5- التأثير على الحياة البرية وقتلها

يناقش علماء الاجتماع حول موضوع خلط بعض الكائنات الحية بين المواد الغذائية وبين النفايات سواء الكائنات الحية البرية أو البحرية، فغالبًا ما تقوم الحيوانات بتناول بعض المواد السامة الموجودة في النفايات ضناً منها أنها مواد غذائية، وعندما لا تستطيع هذه الحيوانات هضم هذه المواد خاصةً المواد البلاستيكية سوف تموت، وتكرار هذه العملية سيؤدي إلى نفوق بعض من الحيوانات النادرة وبالتالي إلى خلل في الحياة البرية، على سبيل المثال تم العثور على الكثير من الكائنات الحية الميته نتيجة تناول هذه المواد السامة مثل مخلفات السجائر.

كما يمكن أن تحتوي النفايات على مواد خطيرة مثل الزجاج الذي يؤدي إلى حدوث أضرار وإصابات في الأعضاء المهمة والأساسية لحياة الحيوانات، لذا لا بد من التحرك سريعاً للحد من هذه المشكلة حتى لا تتفاقم وتنهي حياة العديد من هذه الكائنات الحية المعرضة للخطر بسبب تراكمها.

6- تؤثر على القيمة الجمالية والسياحة المحلية

كما يرى علماء الاجتماع أن مشكلة رمي النفايات في أماكن التنزه تؤثر وتؤدي إلى تشويه القيم والمعالم الجمالية لهذه الأماكن، إذ أن تراكم النفايات يجعل الناس تستنفر من المجيء والجلوس فيها وبالتالي سيؤثر على السياحة من حيث عدم الإقبال على زيارتها وتجنبها باعتبارها مناطق وأماكن غير جذابة بسبب ما يتم رؤيته من تلوث ودمار بسبب تناثر النفايات فيها وفي الأماكن المجاورة لها.

7- زيادة احتمال الحرائق

تؤدي بعض النفايات إلى حدوث العديد من المخاطر التي سوف تؤثر على البقاء على قيد الحياة، وذلك بسبب عدم إدراك البشر لمثل هذه المخاطر الناتجه عن الاستهتار والاستخفاف بالمخاطر الناتجة عن تصرفاتهم، على سبيل المثال يؤدي استهتار بعض الأشخاص عندما يقومون برمي مخلفات الدخان إلى حدوث حرائق واسعة في الغابات والمناطق التي تحتوي على الأعشاب الجافة، مما يهدد البقاء على قيد الحياة لجميع المخلوقات في المجتمع.

8- أرض خصبة للحشرات

من المؤكد أن النفايات تعتبر من أفضل البيئات المناسبة والمحببة للحشرات والبعوض والآفات؛ وذلك لأن هذه الحشرات تفضل النمو والتكاثر في مثل هذه البيئات خصوصاً إذا كانت نفايات عضوية، وبالتالي ينعكس ذلك على عدم الرغبة في التواجد في مثل هذه المناطق لزيادة عدد الحشرات فيها.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، الدكتور معن خليل، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 1998المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر،2000علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري، دار المعرفة الجامعية، القاهرة،1998الظاهرة الاجتماعية عند إميل دوركايم، طالب عبد الكريم،2012


شارك المقالة: