اقرأ في هذا المقال
مشكلة عقوق الوالدين تعتبر من أهم المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع؛ وذلك لأن الأسرة تعتبر من وجهة نظر جميع العلماء وليس فقط علماء الاجتماع أساس أو بالأحرى اللبنة الأساسية لمجتمع سليم وسوي وقوي، فما هي هذه المشكله وما هي أسبابها وما هي أعراضها ومظاهرها؟
مشكلة عقوق الوالدين
حتى أكثر الأطفال اعتدالًا في السلوك يكون لديهم نوبات إحباط وعصيان من حين لآخر، لكن النمط المستمر من الغضب والتحدي والنزعة الانتقامية ضد الوالدين يمكن أن يكون علامة على مشكلة عقوق الوالدين وقد تم تعريفه اصطلاحياً بأنه اضطراب العناد هو اضطراب سلوكي ينتج عنه التحدي والغضب ضد الوالدين، ويمكن أن يؤثر على عمل الأبناء في المدرسة والحياة الاجتماعية.
كما إنه أكثر شيوعًا عند الأولاد منه لدى الفتيات ويبدأ العديد من الأطفال في إظهار أعراض عقوق الوالدين بالعناد والقيام بالعصيان كما أن عقوق الوالدين يحدث أيضًا عند المراهقين والبالغين.
ويرى علماء الاجتماع أن عقوق الوالدين إذاً هو قيام الأبناء بعدم الامتثال لطلبات الوالدين ومخالفة أوامرهم وعدم احترامهم والإساءة لهم وعدم الاعتراف بفضلهم، والكثير من الأعراض الأخرى.
أعراض مشكلة عقوق الوالدين
تشمل أعراض مشكلة عقوق الوالدين العديد من الصور ومن هذه الأعراض ما يلي:
1- نوبات الغضب المتكررة على الوالدين.
2- رفض الامتثال لطلبات الوالدين.
3- الإفراط في الجدال مع الوالدين أي الشخصية السلطوية.
4- دائماً يتجاهلون عن قصد قواعد الأسرة واحترامها.
5- القيام بالسلوكيات من أجل إزعاج وغضب الوالدين.
6- لوم الآخرين على أخطائهم أو سلوكياتهم السيئة.
7- الانزعاج بسهولة منهم.
8- الانتقام.
9- الشعور بالغضب من العالم.
10- الشعور بسوء الفهم أو عدم الإعجاب.
12- كره كبير للسلطة بما في ذلك سلطة الوالدين.
13- التمرد.
14- الدفاع عن أنفسهم بقوة وعدم الانفتاح على الملاحظات.
مظاهر مشكلة عقوق الوالدين
1- القيام بإحراج الوالدين والسخرية منهم.
2- القيام على استثارة غضبهم.
3- القيام بالحديث معهم بمصطلحات سيئة وجارحه.
4- النظر إليهم بطريقة غاضبة وإهانتهم أمام الناس.
5- القيام بتعداد العيوب بقصد إحراجهم.
6- عدم الصرف عليهم وعدم القيام بمساعدتهم بل على العكس الإكثار من الطلبات منه وإرهاقهم.
7- القيام بتركهم وعدم مجالستهم وعدم قضاء ما يحتاجونه وتجاهلهم تماماً.
8- عدم القيام بزيارتهم وعدم الأخذ برأيهم أو استشارتهم في أموره.
9- القيام بما يشعر الوالدين بأنه مستغنى عنهم.
10- كذلك القيام بالسلوكيات التي لا علاقة لها بالأخلاق كالقيام بتركهم وهجرهم في دور العجزة.
11- أيضاً القيام بالتأمر عليهم عن طريق تكرار الطلبات التي تؤدي إلى تعجيزهم، والقيام بالابتعاد عنهم وعدم احترام حديثهم ومقاطعته ومجادلتهم والأسوء من ذلك القيام بتكذيبهم.
12- القيام بخلق المشاكل فقط من أجل مضايقتهم، والقيام بجعل الوالدين أنداداً له وجعل نفسه متساوياً معهم مما يدفعه ليتكبر عليهم ويرفع صوته عليهم.
أسباب مشكلة عقوق الوالدين
يرى علماء الاجتماع أن هناك عدة أسباب لمشكلة عقوق الوالدين منها:
أ- أسباب تكون ناتجة من الأبناء أنفسهم وهي:
1- أن يكون الأبناء عندهم جهل بخطورة ونتائج سلوكهم السيء مع والديهم في الدنيا والآخرة.
2- من أسباب مشكلة عقوق الوالدين الخاصة بالأبناء أيضاً هي مرافقة الأقران السيئين والذين ثؤثر رفقتهم بتعلم سلوكيات سيئة وغير أخلاقية تدفعهم للإساءة للوادين وأذيتهم وبالتالي عقوقهم.
3- كما من هذه الأسباب عدم اهتمام الأبناء بمشاعر وأحاسيس والديهم؛ وذلك لأنهم لا يعرفون ما هو شعور الأمومة والأبوة وهم بذلك لا يدركون ما قد يشعر به الوالدين عندما يقومون بإيذائهم وعدم الاقتراب منهم.
ب- كما يرى علماء الاجتماع أن هناك أسباب تنتج من الوالدين تؤدي إلى مشكلة عقوق الوالدين ومنها:
1- عدم قيام الوالدين بتربية أبنائهم تربية سليمة وصحية، بحيث تكون قائمة على أساس الأخلاق والقيم الصحيحة بل يتم تربيتهم بعيداً عن الأخلاق والقيم السوية وأيضاً تربيتهم على تعلم سلوك معين هم لا يطبقونه.
2- يرى علماء الاجتماع أن من أهم الأسباب لمشكلة عقوق الوالدين الناتجة عن الوالدين هي عملية التفريق والتمييز بين أبنائهم وهذا السب يكون نتائجه وخيمة، حيث إنه يربي في نفس الأبناء الكراهية فيما بينهم والأكثر من ذلك كره الوالدين وبالتالي عقوقهم.
3- وهناك سبب جوهري لمشكلة عقوق الوالدين الناتج عن الوالدين أنفسهم وهو أن يكون الوالدين يقومان بعقوق أهلهم وهذا السبب يجعل الأبناء يتعلمون ويتشجعون على عقوق والديهم.
4- السبب الآخر من أسباب عقوق الوالدين الناتج عن الآباء هو موضوع الطلاق والانفصال وذلك من خلال قيام الوالدين بتحريض الأبناء لصالح كل من الآخر، وهذا الموضوع أو السبب يجعل الأبناء يقومون بعقوق والديهم؛ لأنهم لا يفكرون بمصيرهم بعد الطلاق بل يفكرون بأنفسهم فقط.
نظريات تفسر عقوق الوالدين
لا يوجد سبب مثبت لمشكلة عقوق الوالدين، ولكن هناك نظريات يمكن أن تساعد في تحديد الأسباب المحتملة، ويُعتقد أن مجموعة من العوامل البيئية والبيولوجية والنفسية تسبب هذه المشكلة، على سبيل المثال أن أكثر الأسباب شيوعًا لمشكلة عقوق الوالدين تكون في العائلات التي لديها تاريخ في عقوق الوالدين أنفسهم.
وتقترح إحدى النظريات أنّ مشكلة عقوق الوالدين يمكن أن تبدأ في التطور عندما يكون الأطفال صغارًا؛ لأن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطراب العناد يظهرون سلوكيات نموذجية إلى حدّ ما تشبه سلوكيات العقوق للوالدين، وتشير هذه النظرية أيضًا إلى أن الطفل أو المراهق يكافح من أجل أن يصبح مستقلاً عن شخصيات الوالدين أو السلطة التي ارتبطوا بها عاطفياً.
ومن الممكن أيضًا أن تتطور مشكلة عقوق الوالدين كنتيجة للسلوكيات المكتسبة، مما يعكس طرق التعزيز السلبية التي يستخدمها بعض الأبناء مع أولياء أمورهم، وهذا صحيح بشكل خاص إذا كان الوالدين يستخدمون سلوكًا سيئًا مع أبائهم، وفي هذه حالات يمكن للأبناء أن يتبنوا سلوكيات سلبية من الوالدين.
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى ما يلي:
1- سمات شخصية معينة مثل أن يكون عنيد الإرادة.
2- عدم وجود ارتباط إيجابي بأحد الوالدين.
3- ضغوط كبيرة أو عدم القدرة على التنبؤ في المنزل أو الحياة اليومية.
4- يكون لدى الأبناء نمط من المزاج الغاضب أو المزاجي أو السلوكيات الجدلية أو التحدي أو السلوك الانتقامي، وفي كثير من الأحيان يفقدون أعصابهم ويكونون أكثر حساسية وينزعجون بسهولة وغالبًا ما يصبح غاضبًا أو ممتعًا.
علاج مشكلة عقوق الوالدين
العلاج المبكر ضروري للأشخاص الذين يعانون من مشكلة عقوق الوالدين خصوصاً إذا كان هناك قدرة على تحديد العوامل المساهمة والمحتملة، ويمكن أن تشمل خيارات العلاج ما يلي:
1- العلاج الأسري، وذلك بأن يقوم جميع أفراد الأسرة بإجراء تغييرات، وقيام الآباء بالعثور على الدعم وتعلم الاستراتيجيات للتعامل مع مشكلة عقوق أطفالهم.
2- علاج التفاعل بين الوالدين والطفل، وذلك بأن يقوم الآباء بتدريب الأبناء أثناء تفاعلهم مع بعضهم بتعلم تقنيات الأبوة والأمومة الأكثر فعالية.
3- مجموعات الأقران، وذلك بتعليم الأبناء كيفية تحسين مهاراتهم الاجتماعية وعلاقاتهم مع الآخرين وكيفية اختيار الرفقاء الصالحين.