مفهوم صعوبات التذكر وأنواعها للطلبة صعوبات التعلم

اقرأ في هذا المقال


‎صعوبات التذكر للطلبة صعوبات التعلم:

‎يتأثر التعلم بالذاكرة التي تقوم بتخزين خبرات الطفل التي مر بها سابقاً، وكذلك خبراته الحالية، وتساهم في ‎فهم وتمييز الأشياء بالإضافة إلى الانتفاع بالخبرات، وتمر عملية التذكر ‎تمر بأربعة مراحل هي ‎مرحلة الانطباع ‎مرحلة التدريب ‎مرحلة الاستيعاب ‎مرحلة الاسترجاع.

‎ويشير ذلك إلى أن عملية التذكر تبدأ عند تلقي المعلومات، وبعدها تصنيفها واختزانها ‎واسترجاعها عند الحاجة إليها، ‎وتنقسم الذاكرة من جانب البعد الزمني إلى الذاكرة القريبة قصيرة المدى، التي تحتفظ بالمعلومات الحديثة، الذاكرة طويلة المدى التي تختزن خبرات من مرحلة سابقة.

‎وقد أدخل حديثاً مفهوم الذاكرة الفعالة، بدلاً من مفهوم الذاكرة القصيرة وتبين أنها تحتوي على ثلاث حلقات حلقة النطق التي تسمح بفهم وإنتاج الألفاظ، والوسادة البصرية الفراغية التي تحتفظ بالمعلومات غير اللفظية المنفذ المركزي ووظيفته التنسيق والتحكم في نشاط الذاكرة بشكل عام .

فالفرد الذي يكرر الكلمة التي سمعها حتى يحفظها، فإنه يستخدم الذاكرة ‎الفعالة، أما الفرد الذي يواجه من صعوبة في التعلم، فإنّه لا يتمكن من تذكر ما قاله المعلم ‎أو شاهده أثناء الدرس بعد فترة زمنية قصيرة، أما الطفل ‎الذي يتمكن من استرجاع معلومات مضى عليها أكثر من يوم؛ فإنه في هذه الحالة يقوم على استخدام الذاكرة ‎طويلة المدى.

فإذا كان بواحة صعوبة في التعلم ؛ فإنه لا يتمكن في اليوم التالي عن تذكر أو ‎استرجاع معلومة شاهدها أو سمعها بالأمس.

‎أقسام الذاكرة من حيث ارتباطها بحواس أخرى:

‎1- الذاكرة السمعية:

‎والتي تعتمد بشكل أساسي على حاسة السمع في استقبال المعلومات وتخزينها وكذلك استرجاعها، ‎وتعتبر ذات أهمية في تعلم الكلام، واستخدام اللغة الشفهية والإمكانية من التعبير والتهجئة ‎وحفظ القوانين والقواعد الرياضية، ‎ويرى بعض العلماء أن عمليات الجمع والطرح ‎والضرب والقسمة والعد وتعلم أسماء الأعداد تعتمد على الذاكرة السمعية.

‎2- الذاكرة البصرية:

‎وهذه الذاكرة وظيفتها تخزين المعلومات التي تعتمد على البصر في فهمها واسترجاعها، ‎ومثال عليها قراءة الكلمات والأحرف والتهجية والتعرف على الأشكال الهندسية والتمييز ‎بينها، واستخدام الأدوات والأجهزة في الأنشطة الرياضية كالوثب العالي والجمباز.

‎3-  الذاكرة الحركية:

‎وهنا يقوم الفرد بتخزين النماذج الحركية التي يراها بالعين أو يسمعها بالأذن أو ‎يلمسها باليد، ويمكنه من خلالها التعرف على تسلسل وتناسق الحركات، ‎ويقال أن الطفل الذي يعاني من صعوبات في الذاكرة ‎الحركية لا يتمكن من تعلم المهارات الحركية المختلفة، مثل ارتداء الملابس وغيرها.

‎4-  الذاكرة القائمة على الربط:

وهذه الذاكرة تقوم بفهم الأحداث والخبرات والاحتفاظ بها وربطها بأحداث ‎ومعلومات أخرى، فالفرد الذي يعرف اسم الدجاجة يتمكن من أن يربطها بكلمات تعلمها ‎سابقاً، ومثال على ذلك الحب والأكل فيستطيع القول الدجاجة تؤكل بحب.

‎مفهوم صعوبات التذكر وأنواعها لدى الأطفال:

‎يرى العديد من العلماء أن القصور في الذاكرة يؤثر على ‎عملية التعلم، فضعف الذاكرة في سنوات ما قبل المدرسة يؤثر سلباً على قدرة الطفل على ‎الإدراك البصري للأشياء، بالإضافة إلى الأماكن وكذلك الأشخاص وغير ذلك، مما يؤكد وجود ترابط كبير ما بين مشكلات الذاكرة التي يواجهها ذوو صعوبات التعلم وبين العمليات ‎السمعية والبصرية المختلفة.

‎وعندما يدخل الفرد المدرسة ‎تنتقل معه المشكلة إلى عملية التعلم، التي تعتمد بشكل أساسي على عمليات التذكر السمعي والبصري، ‎فيواجه صعوبة في التعرف على الأحرف والأرقام ومشكله في التمييز بين أنواعها المختلفة، ‎وبالتالي يواجه مشكلة في تعلم القراءة وحل المسائل الحسابية.

‎وتبين أن مشكلة الذاكرة قد تتبين إما في عملية التعرف على المعلومات ‎واختزانها، أو في الامكانية في استرجاع هذه المعلومات من الذاكرة، وتعتبر أسئلة ‎الاختيار من متعدد مجالاً خصبة لاختبار إمكانية الذاكرة في التعرف على المعلومات ‎عند طريق أربعة إجابات، وهذا ما يعرف بالذاكرة المعرفية، كما تعد ‎الفراغات وأسئلة التهجئة الشفهية محكة لاختبار إمكانية الذاكرة على استرجاع المعلومات.

 أنواع صعوبات التذكر:


‎1- فقدان الذاكرة اللاحق:

‎وهو الذي يحدث بعد عملية فقدان الذاكرة، إذ لا يتمكن الفرد من ‎اكتساب معارف جديدة، ويتميز الأفراد هنا بعدم الإمكانية على تذكر التغيرات التي ‎تحدث داخل الأسرة، وكذلك التي تحدث داخل المدرسة.

‎2- فقدان الذاكرة الراجعة:

‎ويقصد به عدم تذكر الفرد الخبرات التي اكتسابها قبل إن يصاب بالمرض، ويمتد ‎فقدان الذاكرة هنا إلى عدم تذكر الأحداث السنوات سابقة.

‎3- فقدان الذاكرة الناتج عن خلل في أحد أجزاء المخ:

فقد تصاب الذاكرة بضعف عند بعض الناس؛ بسبب عطب في أحد أجزاء المخ؛ نتيجة ‎السقوط أو الاصطدام أو نتيجة الإصابة بمرض الصرع، وتختلف هنا نوعية فقدان ‎الذاكرة حسب نوع الخلل، فهناك أفراد يعانون من فقدان ذاكرة لاحق، وأفراد يصيبهم ‎فقدان ذاكرة راجع، ‎إن فقدان الذاكرة هنا يرتبط بتعلم الألفاظ، وقد يعيش الفرد ليومه فلا يتذكر يومه ‎السابق ولا يومه اللاحق.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة.2- تسيسر صبحي. الموهبة والإبداع. دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع: الأردن.3- تيسير كوافحة وعمر فواز. مقدمة في التربية الخاصة. دار المسيرة: عمان.4- جابر عبد الحميد. الذكاء ومقاييسه. دار النهضة العربية: القاهرة.


شارك المقالة: