أثر الرياضة على أنظمة المجتمع في علم الاجتماع الرياضي

اقرأ في هذا المقال


أثر الرياضة على أنظمة المجتمع في علم الاجتماع الرياضي:

اتفق العلماء الرياضيين على أنه لا يوجد مجتمع من المجتمعات الرياضية، إلا ويقوم على أنظمة متعددة الوظائف، بحيث تتكوَّن بحكم الحاجة الهامة والضرورة، ووفقاً لميول ولرغبات واتجاهات وأفكار أعضائه الذين يعيشون فيه، كما حدد العلماء المختصين بالرياضة الأنظمة التي يتأسس عليها أي مجتمع رياضي، سواء كان مجتمع رياضي كبير أو مجتمع رياضي صغير، وفيما يلي أهم تلك أنظمة:

  1. النظام الأسري: يتعبر النظام الأسري أصل جميع الأنظمة الاجتماعية التي تقوم عليها المجتمعات الإنسانية الرياضية، حيث تأسس النظام الأسري في المجتمع بدافع حب الزواج والتكاثر والاستقرار، وبحكم الحاجة إلى ضرورة إيجاد علاقات منظمة ومقبولة تربط أفراد المجتمع من الذكور والإناث ببعضهم البعض، وترابطهم بذويهم، ومع منظمات وأفراد المجتمع الرياضي الذين يعيشون فيه.
    كما أن تُعدّ الثقافة الرياضية جزء هام وضروري تؤثر في النظام الأسري وتتأثر به، حيث أنه في محيط الأسرة يقضي الطفل معظم أوقاته حياته بممارسة الألعاب الرياضية مثل (لعبة البحث عن المكان، لعبة سباق وسائل الموصلات) مع أشقائه وأصدقائه، حيث يكتسب الهوايات المفيدة الهامة التي تساهم في تشكيل وتكوين مستقبله.
    حيث يقول الأخصائيون الاجتماعيون بأن نسبة كبيرة من الهوايات الرياضية تتكون لدى الأفراد الرياضيين قبل بلوغهم سن الثانية عشرة، كما يُعدّ النظام الأسري مسؤول بنسبة كبيرة عن نشأت هذه الهوايات، وذلك من خلال اللعب سوياً مع أفراد الأسرة، والخروج للمنتزهات وللحدائق معاً، والاشتراك في نادي واحد يقوم في ممارسة هوايتهم الرياضية، حيث أن مثل هذه الأسرة التي تسود بين أعضائها روح اللعب والجماعة والهوية المشتركة هي أقوى رباطاً، وأشد تماسكاً وأسعد حالاً من الأسرة التي تفتقر إلى هذا العامل الجوهري في بناء شخصية أفرادها الرياضيين، ونشر روح التعاون بينهم.
  2. النظام الاقتصادي: يتكوَّن النظام الاقتصادي في المجتمع الرياضي نتيجة لحاجة اللاعبين لتأمين معيشتهم، وتنظيم شؤون أملاكهم، وتحقيق استقرارهم وأمنهم في الحياة، حيث أن القدرة الاقتصادية والإنتاجية للفرد الرياضي تتوقف بالدرجة الأولى على نشاطه الوظيفي الذي يتوقف بدوره على مستوى لياقته البدنية الحركية، وضمان حيويته التي يقوم باكتسابها عن طريق البرامج المدروسة للتربية الرياضية، كما أنه لا تقتصر مهمة الرياضة على تأمين صحة الفرد الرياضي وضمان حيويته والارتقاء بكفائته الوظيفية، بل تعتبر عاملاً من العوامل الهامة الضرورية للنمو البدني والعقلي والنفسي والصحي والخلقي، حيث أن الأفراد الرياضيين الأصحاء القادرون على البذل والعطاء هم عماد النظام الاقتصادي الرياضي.
    كما تؤثر الرياضة في النظام الاقتصادي، فإن النظام الاقتصادي يؤثر بالتبادل في الرياضة، حيث يعتبر من العوامل الهامة الحاسمة في إحداث التطور المنشود للبرامج الرياضية ونشرها على أوسع نطاق ممكن، ومن الإمكانيات المتاحة لتنفيذ برامج الرياضة والتربية البدنية من ساحات وصالات ومسابح ومسارح وحدائق وأدوات ومتنزهات ومعدات وقادة، حيث أن للقادة دور هام في ترجمة صادقة لمستوى النظام الاقتصادي القائم، وقدرته على توفير الاحتياجات اللازمة لبناء المجتمع الرياضي، وتوفير السعادة لأفراده.
  3. النظام الديني: نشأ النظام الديني في المجتمعات الإنسانية نتيجة لحاجة أعضاء المجتمعات لكيفية تنظيم العلاقة بينهم وبين خالقهم، حيث ارتبطت الثقافة الرياضية بالأنظمة الدينية منذ الزمن القديم، حيث كان الكثير من الحركات الرياضية مثل الألعاب الأولمبية قد نبعت أصلاً من المعتقدات الدينية التي كانت سائدة في الوقت الماضي.
    وتراجعت قيمة الرياضة ورجعت إلى الخلف، حتى عصر النهضة وانبثاق فجر الدين الإسلامي الذي لم يهمل في دعوته مفهوم التربية الرياضية، والمطالبة بممارسة النشاط الحركي الرياضي؛ لغرض الإعداد البدني الحركي والترويح عن النفس، حيث أن الدين الإسلامي وغيره من الأديان السماوية الثانية، تجد في البرامج الرياضية الحركية الوسية التطبيقية اللازمة للممارسة واكتساب السمات الخلقية المثلى، مثل الأمانة والطاعة والصدق واحترام الذات وحب الوطن وروح المنافسة والنظافة والشجاعة والتسامح.
  4. النظام التربوي: تأسس النظام التربوي في المجتمعات البشرية نتيجة لحاجة أفراد هذه المجتمعات للتربية والتعليم، وإلى حفظ التراث الثقافي ونقله إلى غيرهم بعد القيام تبسيطه وتنقيته من الشوائب وتطويره، حيث تتجه الرياضة في بعض مناهجها اتجاهاً تربوياً متكاملاً، كما أنها تسهم في تربية الفرد تربية متزنة كاملة، وكما تشكل جزءاً هاماً من المناهج التعليمية في المدارس والجامعات والمعاهد على الرغم من اختلاف أنواعها ومراحلها، كما أنها تستند على المبادىْ التربوية والصحية في كيفية تأسيس برامجها وفي تطبيقاتها العملية.

شارك المقالة: