إن ألعاب القوى هي من أهم الألعاب الرياضية التي توجد في مختلف دول العالم، حيث يقوم الاتحاد الدولي لألعاب القوى بتنظيم دورات ويطولات تضم مختلف فعاليات ألعاب القوى، سواء كانت الفعاليات التي تقام على الميدان، أو الفعاليات التي تقام على المضمار (الجري أو المشي)، أو فعاليات الرمي (رمي الرمح أو رمي الجلة).
تاريخ دورة البحر المتوسط في ألعاب القوى
حيث يقصد بها أنها عبارة عن منافسة يتم إقامتها كل عام، تشمل فعاليات المضمار والميدان في الهواء الطلق بين الدول في منطقة البحر الأبيض المتوسط والتي جرت من عام 1947م إلى عام 1949م، حيث كانت هذه الأحداث بمثابة مقدمة لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تم تأسيسها في عام 1951م.
وكما دعت الرابطة اليونانية للهواة الرياضيين إلى إقامة مسابقة رياضية منتظمة للمنطقة، وقد تم تحديد الحدث الأول خلال الفترة الزمنية 28-30 يونيو 1935م في ملعب باناثينيك في مدينة أثينا في اليونان، حيث تم توجيه الدعوة إلى عدة دول (اليونان وفرنسا وإيطاليا وتركيا ويوغوسلافيا ومصر وفلسطين الانتدابية)، لكن التعقيدات السياسية والاقتصادية في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية أدت إلى إلغاء الحدث، عندما انتهت الحرب، سعت الرابطة اليونانية للاعبي الهواة لإحياء الفكرة، لا سيما بالنظر إلى أن بطولة ألعاب القوى في البلقان لم تكن تقام في هذا الوقت.
أحداث دورة البحر المتوسط في ألعاب القوى
تم تنظيم الحدث الأول باسم بطولة شرق البحر الأبيض المتوسط لألعاب القوى، وتمت إقامته في ملعب باناثينايك في 28 سبتمبر و4 و5 أكتوبر 1947م بمشاركة ثلاث دول: اليونان (40 رياضيًا) وتركيا (28رياضياً) ) وفلسطين (15)، حيث كانت الأحداث الـ 22 بين الرجال فقط وشارك فيها لاعبان من كل دولة، وفريق واحد لكل منهما في سباق التتابع.
كما أقيم سباق الماراثون على المسار الكلاسيكي، من ماراثون باليونان إلى ملعب باناثينيك، حيث شارك ما مجموعه 19 رياضيًا في الماراثون: 2 تركيان و 2 يونانيان و 15 عداءًا يونانيًا آخر ليسوا جزءًا من مسابقة الفريق. وجاء اللاعب ستيليانوس كيرياكيديس في المركز الثاني، وحل اللاعب التركي مصطفى كابلان في المركز الثالث.
كما أقيمت مسابقة رمي المطرقة في استاد بانيلينيوس في 2 أكتوبر، حيث كان حدث تتابع البلقان أكثر من 1500 متر، بأربعة أرجل مقسمة إلى مسافات 800 م و400 م و200 م و100 م، كما ينص نظام الفريق على تخصيص نقاط بناءً على مركز الذي يحصل عليه اللاعب، تبدأ من ست نقاط للمركز الأول إلى نقطة واحدة للمركز السادس، حيث فازت تركيا في مسابقة النقاط؛ أي بمعنى حصل اللاعبين الأتراك على المركز الأول في 18 حدثًا.
عاد الحدث في العام التالي، حيث أقيم في استاد إينونو في مدينة اسطنبول في 6 و12 و13 يونيو 1948م، على الرغم من انخفاض المشاركة مع ثلاث دول فقط: اليونان وتركيا وبلاد فارس، مرة أخرى تم التنافس على 22 حدثًا للرجال وتصدرت تركيا جدول النقاط، على الرغم من عدم إدراج سباق الماراثون في التسجيل.
كما كان مسار الماراثون طريقًا صعبًا، بدءًا من ملعب إينونو، إلى ترابيا وبويوكديري وساريير وبيكوز بارك، ثم العودة إلى ملعب إينونو، حيث أنهى خمسة رياضيين السباق، كما احتل حسن يلدريم المركز الثاني مسجلاً 3: 08: 46.0 وجاء اللاعب كريستوس فارتزاكيس في المركز الثالث بزمن 3:13: 24.2.
وتبع ذلك إصدار ثالث، لكن الخلاف الدبلوماسي بين مديري الرياضة اليونانيين والأتراك، بسبب الأحداث التي وقعت في وقت سابق من ذلك العام في إحدى مباريات كأس البحر الأبيض المتوسط لكرة القدم، حيث يعني مشاركة تركيا وخمسة رياضيين إيطاليين فقط. عادت المنافسة إلى ملعب إينونو في اسطنبول في الفترة من 9 إلى 11 سبتمبر 1949م، كما أقيم برنامج مخفض من 12 حدثًا للرجال، وفازت إيطاليا بتسعة منها.
