ما هي العلاقة بين التنبؤ والسلوك الحركي في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن  التنبؤ والسلوك الحركي في الرياضة:

إن التنبؤ في السلوك الحركي المهاري يشمل القدرة على معرفة التنبؤ بمجموعة من الأحداث، التي تتوافق مع متطلب بيئي خارجي، حيث أن القرارات في عملية التوقع يجب اتخاذها بحيث تشمل على البحث البصري بشأن ما الذي سيتم عمله ومتى سيتم عمله، كما يجب العمل على اتخاذ القرارات بتوقيت للتحكم بالحركة.

ففي علم نفس الاجتماع الرياضي يشير التوقع عادة إلى القدرة على التنبؤ بسرعة ودقة بنتيجة عمل الخصم قبل اكتمال هذا الإجراء، بحيث يمكن للرياضيين المهرة استخدام الإشارات الجسدية لتوقع النتائج في لحظات مبكرة في تسلسل الحركة أكثر من الرياضيين غير المهرة، ممّا يتيح لهم مزيدًا من الوقت لأداء استجابة مناسبة في المهام المجهدة بالوقت، كما يتطلب الفهم الأساسي للتوقع فهماً لكيفية توقع الرياضيين المهرة للإجراءات، وأفضل طريقة لاختبار التوقع، وما هي الآثار العملية لتوقع التدريب.

فعلى سبيل المثال، التوقع والتنبؤ والتوقيت جميعها عوامل مهمة لنجاح ضربة الزاوية في الهوكي الأرضي، فبعد أن يظل جميع اللاعبين ثابتين، يتم ضرب الكرة في اللعب من قبل الفريق المهاجم، وعلى الفريق المدافع أن يتنبأ أين سيتم ضرب الكرة ومن سيلتقطها، وأين يمكن أن يتم تمريرها، ومن الذي سيضربها في النهاية من أجل إحراز الأهداف.

فإن حارس المرمى يجب أن يحدد هذه المعلومات عن طريق البحث البصري للاعبين الذين يتم تتبعهم من وضعية الجسم السابقة للاتصال مع الكرة، وحينما يتم الاتصال بالكرة بهدف البدء بالحركة وتحديد المكان الذي يمكن أن تضرب إليه الكرة داخل منطقة المرمى، وعندما تضرب الكرة يجب على حارس المرمى تحريك جسمه إلى الخط الذي سيقطع.

ويمكن تعريف التوقع باعتباره مهارة ذكية في الأعمال الرياضية، على أنه القدرة على التطلع إلى الأمام لرؤية الأشياء التي لا يراها الآخرون بما في ذلك العملاء والمنافسون، ثم تطوير الحلول في شكل منتجات وخدمات يتم تنفيذها قبل المنافسين وقبل العملاء. 

كيف يتنبأ الرياضيين الماهرين بالإجراءات الرياضية؟

يتم اختبار التنبؤ بشكل أكثر شيوعًا عن طريق حجب الرؤية عند نقطة حرجة في تسلسل عمل، وبعد ذلك يجب على المراقب أن يتنبأ بنتيجة الإجراء، فعلى سبيل المثال قد يلاحظ لاعب التنس لاعبًا منافسًا يؤدي إرسالًا ولكن في لحظة ملامسة كرة المضرب يتم حجب الرؤية، ويجب على المتلقي أن يتنبأ باتجاه الإرسال، حيث يقوم الرياضيون المهرة في مجموعة واسعة من الرياضات بعمل أفضل من اللاعبين الأقل مهارة في هذه الاختبارات، بما في ذلك التنس وحراسة مرمى كرة القدم والسكواش والضرب في لعبة البيسبول والكريكت، على أن يتم تحقيق الانسداد في المختبر باستخدام لقطات فيديو تم تعديلها، أو في الميدان باستخدام نظارات الكريستال السائل التي تحجب الرؤية بسرعة وبشكل انتقائي.

حيث يتنبأ الرياضيون المهرة بنتائج العمل بناءً على الأحداث التي تم تقديمها مسبقًا في تسلسل الحركة؛ ممّا يوفر ميزة واضحة للمهارات الرياضية التي يجب إجراؤها في ظل قيود زمنية صارمة، حيث أظهر الانسداد الانتقائي لأجزاء الجسم المختلفة على سبيل المثال الذراعين أو الساقين، في شاشات الفيديو أن الخبراء عند مقارنتهم بالمبتدئين يعتمدون على حركة أجزاء الجسم البعيدة عن المستجيب النهائي.

فعلى سبيل المثال يتوقع لاعبين كرة الريشة المبتدئين عادةً بناءً على حركة مضرب الخصم، بينما يستخدم اللاعبون المهرة حركة مضرب الخصم وذراعه ويوفر الانتباه نحو الذراع ميزة زمنية، حيث أن حركة الذراع تسبق حركة المضرب حيث تعتمد ميزة الخبير في التوقع على الحساسية لأنماط الحركة الحركية، بدلاً من الإشارات التصويرية أو السياقية، حيث يتم استبدال شاشات عرض الضوء النقطي لقطات فيديو للخصم بسلسلة من نقاط الضوء المعزولة الموجودة في مراكز المفاصل الحرجة؛ ويتم تكرار الاختلافات بين الخبراء والمبتدئين في الترقب عندما يشاهد الرياضيون هذه العروض.

ومن الواضح أن الرياضيين المهرة قد طوَّروا القدرة على فهم عواقب نمط الحركة الحركية الأساسي لخصومهم، حيث من المحتمل أن تكون هذه المهارة قد تطورت ليس فقط نتيجة ملاحظة هذه الحركات، ولكن أيضًا من قبل الرياضيين المهرة الذين يؤدون نفس الإجراءات، وقد يشترك الإدراك في شكل متبادل من البرمجة العصبية مع إنتاج الإجراء، وبسبب ذلك أظهر العمل الرياضي أن توقع إجراء ما يعتمد على نفس منطقة الدماغ المستخدمة عند توليد نفس الإجراء.

حيث يمكن اختبار التنبؤ باستخدام مجموعة من محفزات واستجابات العرض المختلفة، في حين أنه من الأفضل استخدام الظروف التي تعكس بدقة تلك الموجودة في البيئة الطبيعية، فإن الحاجة إلى الاتساق والتحكم في ظروف الاختبار تعني أن هذا ليس ممكنًا دائمًا، ويتفوق الرياضيون المهرة على اللاعبين الأقل مهارة في ظروف محاكاة. ومع ذلك، فإن درجة التفوق ستكون تمثيلًا ناقصًا للقدرة الحقيقية التي يمكن العثور عليها في البيئة الطبيعية.

حيث من خلال عرض المحفزات تسمح محاكاة الفيديو باختبار التوقع الرياضي في الملاعب الرياضية بطريقة موثوقة للغاية وقابلة للتكرار، على الرغم من أنها غالبًا ما تفتقر إلى معلومات الحجم أو التباين أو العمق المتاحة في الحياة الواقعية تسمح نظارات انسداد الكريستال السائل باختبار الترقب في إعدادات الأداء، وعادة ما يؤدي هذا التحسن في دقة العرض إلى زيادة متناسبة في حجم الاختلاف بين المبتدئين والخبير الرياضي.

حيث تُستخدم برامج التدريب الإدراكي لتحسين المهارات الاستباقية لتطوير الرياضيين، وتعرض هذه البرامج المتعلمين إلى حجم كبير من تسلسلات العمل، وعادةً ما تكون مسدودة، والتي تتم ملاحظتها إما باستخدام عروض الفيديو أو في الإعداد الميداني، وغالبًا ما تكون مصحوبة ببعض أشكال المعلومات الإرشادية لتسريع اكتساب المهارات.

كما يؤدي التدريب الإدراكي عمومًا إلى تحسين المهارة الاستباقية، على الرغم من وجود تخمين حول أكثر أشكال التدريب فعالية بشكل بديهي، فسعى الممارسون إلى تزويد المتعلمين بمعلومات صريحة حول كيفية البحث عن الإشارات الحركية وتفسيرها، وتشير الأعمال الحديثة إلى أن الوسائل الضمنية للتدريب، والتي توجه الانتباه دون توفير قواعد صريحة، قد تعزز احتمالية الاحتفاظ بالمهارة وقد تجعل المهارة أكثر قوة تحت الضغط.

حيث يقوم الرياضيون بعمل تنبؤات إدراكية في معظم اختبارات التوقع، إما عن طريق اللفظية أو بالقلم والورق، ومع ذلك فإن فصل الإدراك عن العمل قد يغيب عن عنصر مهم في الخبرة الرياضية، ومن المحتمل أن الاستجابات الحسية تختبر فقط المسار العصبي للرؤية مقابل الإدراك، وفي المقابل يعتمد الرياضيون المهرة على مسار محدد للرؤية مقابل العمل لإنتاج حركات في الوقت الفعلي في البيئة الطبيعية. ووفقًا لذلك فقد وجد أن الاستجابات القائمة على الحركة توفر تقييمًا أفضل للتوقع الماهر من الاستجابات الإدراكية البحتة.

كما يستخدم الرياضيون المهرة المعلومات السابقة للإصدار لتسهيل تموضع الجسم في وقت مبكر ومناسب، بدلاً من تحديد الموقع الدقيق الذي ستصل الكرة أو الهدف إليه، وهذا يسمح باستخدام أفضل للمعلومات بعد الإصدار لتوليد اعتراض ناجح، على أن  يستخدم نمط الحركة الحركية للخصم أيضًا لتنسيق توقيت وحركة استجابة الرياضي.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: