الاتجاهات المميزة لمستويات تخطيط المنهج في الرياضة

اقرأ في هذا المقال


الاتجاهات المميزة لمستويات تخطيط المنهج في الرياضة:

الاتجاه الأول (الاتجاه المركزي في التخطيط):

يتمثل في قيام هيئة من كبار الأفراد الرياضيين في الدولة ببناء المنهج الرياضي بتكليف من السلطة المركزية، حيث أن هذه الهيئة تتجه في معظم الأحيان إلى وضع منهج رياضي تفصيلي موحد للمدارس والأماكن الرياضية في جميع أنحاء الدولة، ثم تقوم على تنفيذه، مفترضة أن هيئات التدريس الرياضي والتدريب الرياضي في المدارس والأماكن التدريب ليس بمقدورها القيام بمثل هذا العبء.

كما يوجد أيضاً عدة مبررات خاصه بهذا الاتجاه، وهي: إنّ تخطيط المنهاج الرياضية يجب أن تقوم به السلطات العليا المسؤولة عن التدريب الرياضي والتعلم الرياضي في البلاد، وهي السلطة المركزية لكي تضمن تحقيق أهداف التعلم الرياضي في الدولة وتحقيق الأهداف القومية، كما أنّ السلطة المركزية بحكم إمكاناتها يمكنها الاستعانة بالخبراء اللامركزيين لوضع المنهج الرياضي، حيث أن هذا قد لا يتوفر للسطات المحلية اللامركزية.

كما أن هذا الاتجاه المركزي في الرياضة يتمتع بعدة سلبيات وعيوب، وأهم تلك السلبيات: يتنافى مع مبدأ المشاركة الديمقراطية، ولا يتيح الفرصة المناسبة أمام الأفراد الرياضيين سواء كانوا مدربين أو معلمين؛ وذلك لكي يتقدموا مركزياً، وأيضاً لا يتيح الفرص أمام الأفراد الرياضيين المتعلمين لتحقيق أغراضهم والتعبير عن أنفسهم في تحديد مشكلاتهم وتخطيطها وتنفيذها، وبالإضافة إلى أن المناهج الرياضية الموحدة في جميع الأماكن الرياضية لا تهيء الفرص المناسبة؛ وذلك لربط الدراسة بمشكلات المجتمع الرياضي المحيط بها، أو الاشتراك العملي الرياضي في تنفيذها، وبذلك تنعزل المدرسة عن المجتمع الرياضي.

المؤيدون لهذا الاتجاه:

حيث لا بد من الإشارة إلى أن هذا الاتجاه له مؤديون، فإن المؤيدون يرون هذه الإيجابيات التالية لهذا التنظيم:

  • إن السلطة المركزية بإمكاناتها ووجودها في المجتمع الرياضي وقربها واتصالها بالمؤسسات الرياضية، مثل الجامعات والمعاهد والمراكز الرياضية قادرة على تحقيق تشكيل اللجان ودعوتها متى ما تشاء.
  • إن السلطة المركزية كسلطة عليا قادرة على تحقيق وترجمة الأهداف المنشودة، من خلال العمل على متابعتها واتصالها بالمديريات الرياضية في مختلف المناطق وتشكيل اللجان التنفيذية، وبالإضافة إلى أن السلطة المركزية قادرة على جمع البيانات الرياضية من مختلف المناطق الرياضية.

أما المعارضون لهذا الاتجاه:

  • لا يراعي الفروق بين الأفراد الرياضيين المتعلمين تبعاً للمناطق الرياضية المختلفة؛ أي بمعنى أن المناهج الرياضية التابعة لمدن قد لا تتناسب لأبناء الريف أو المناطق النائية، كما أن هناك اختلافاً في شرائح المجتمع الرياضي سواء من النواحي الاقتصادية أو النواحي الاجتماعية والتي تنعكس على طبيعة الأفراد الرياضيين.
  • لا يراعي ميول واتجاهات ورغبات الأفراد الرياضيين المتعلمين وحاجاتهم وقدراتهم والمشكلات التي تواجههم، والتي تختلف من منطقة رياضية إلى منطقة رياضية أخرى.
  • لا يسمح بالمشاركة الإيجابية والديمقراطية لأفراد الرياضيين سواء كانوا مدربين أو مدرسين رياضيين وغيرهم كل حسب منطقتهم، فالعملية مسيطر عليها من قبل فئة قليلة تختارها السلطة المركزية، كما أنه لا يسمح لأفراد الرياضيين المتعلمين بالتعبير عن أنفسهم والمشاركة في التخطيط وتحديد مشكلاتهم.

الاتجاه الثاني (الاتجاه المركزي في التخطيط للمنهج الرياضي):

حيث يكون التخطيط هنا على مستوى المديرات أو المناطق الرياضية، وفيه تقوم كل مدرسة أو مجموعة من المدارس الرياضية في كل مجتمع رياضي بوضع منهجها الخاص بها على انفراد، حيث يسمح هذا الاتجاه بربط المنهج الرياضي مع المجتمع الرياضي المحيط بالمنطقة، حيث تمثل كل منطقة أو محافظة بيئة من البيئات المحلية تضع مناهجها على انفراد، مع الالتزام بالخطوط العريضة لسياسة التعليم الرياضي المركزي.

كما يراعي هذا التخطيط الظروف الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية وظروف الأفراد الرياضيين المتعلمين وخصائهم وقدراتهم وميولهم وحاجاتهم، كما يوجد عدة سلبيات لهذا الاتجاه، وهي: (ينكر هذا الاتجاه تبعية أو خضوع المنهج الرياضي لسطلات عليا مركزية، كما أنه يضعف الروابط التي يستلزمها التماسك الاجتماعي الرياضي)، فإن لهذا الاتجاه عدة مبررات، وهي:

  • إن تخطيط المنهج الرياضي يجب أن يساير الظروف البيئة والمشكلات المحلية.
  • إن الديمقراطية تقتضي أن يشترك جميع الأفراد الرياضيين بالعملية التربوية، وبالإضافة إلى أولياء الأمور في تنظيم الخبرات التعليمية للمهارات الرياضية التي تخدم أهداف المجتمع الرياضي.
  • إن المنهج الرياضي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حاجات الأفراد الرياضين المتعلمين وميولهم، حيث أن وضع المناهج عن طريق السلطة المركزية قد يغفل هذا الأساس، كما أن وضع المنهج الرياضي عن طريق السلطة المحلية يراعي المرونة الكافية في المنهج الرياضي.

سبب اهتمام الدول بالدمج بين الاتجاهين:

حيث تحاول الكثير من الدول أن تعمل على الدمج بين هذين التنظيمين، وذلك من خلال:

  • إشراك عدد من الأفراد الرياضيين في اللجان المركزية من المناطق المختلفة.
  • وضع الخطط العريضة للمنهج، مع ترك التفاصيل في اختيار الأنشطة الرياضية والخبرات إلى الأفراد الرياضيين المدرسين تبعاً لظروف المنطقة.
  • اتصال اللجان المركزية بالمناطق الرياضية قبل التخطيط للمنهج؛ وذلك لتزويدهم بالإحصائيات والأرقام والحقائق حول تنفيذ المنهج الرياضي.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1998الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005


شارك المقالة: