عند تنفيذ وتطبيق عمليات الابتكار الاجتماعي، من الأهمية إدراك أنَّ القيام بالتطبيق والتنفيذ لعمليات الابتكار الاجتماعي لا يُحَدّد بجزء معين في الإدارة، وإنَّما يغطي جميع أجزاء إدارة المؤسسة المختلفة، وذلك لأنَّ تطبيق الابتكار الاجتماعي يعمل على كفاءة عمليات الوظائف كقيمة مُضافة وجديدة.
من خلال مفاهيم وتعريفات الابتكار الاجتماعي المتعدّدة والمتنوّعة، يُمكننا التوّصل إلى تحديد عناصر الابتكار الاجتماعي.
تأسس مركز الابتكار الاجتماعي في كلية إدارة الأعمال في إنسياد "insead" في فرنسا عام "2007م"، ويتميز هذا المركز للابتكار الاجتماعي بأنَّه يُعتبر قاعدة بحثية متكاملة وشاملة متعدّدة التَّخصّصات في مجال التعليم والمشاريع الجديدة والمُستحدَّثة، والمشاركة في مجال الأعمال المجتمعية، ويضمّ مجموعة متنوعة ومتعدّدة من أبرز فِرَق البحث في كلية إدارة الأعمال.
يُعتبر هذا المركز من المراكز العالمية المهمة والبارزة في مجال الابتكار الاجتماعي، وهو من التجارب العالمية لتطوير الإدارة وتحقيق الابتكار الاجتماعي، للوصول إلى هدف التنمية والتطوير وتحقيق الكفاءة والفاعلية في ظل التغييرات الاجتماعية المتزايدة في المجتمع.
مرَّ معظم دول العالم بأزمات اقتصادية واجتماعية أو حتى سياسية، وقد أثرت هذه الأزمات بشكل مباشر على منظومات التعليم، وبخاصة التعليم العالي، وهنا اقتضت الحاجة إلى النهوض بالعملية التعليمية وتحقيق أهداف الابتكار الاجتماعي فيها بهدف رفع كفاءتها وفاعليتها.
تمَّ إنشاء هذا المركز للابتكار الاجتماعي بجامعة "كارنيجي ميلون "carnegie mellon" عام 2006م، والمقر الرئيسي للمعهد في كلية جون هاينز الثالث، وهو معهد متعدّد التخصصات يهدف إلى مساعدة الابتكار، والاستدامة في حلّ بعض المشكلات الأكثر أهمية في العالم.
مركز الابتكار الاجتماعي في النمسا "فيينا" يُعتبر مؤسسة بحثية، ويُطلق عليه أيضاً معهد البحث العلمي، تأسس في عام "1990م"، من قِبَل مجموعة أشخاص من المجتمع النمساوي، وتُعتبرهذه المؤسسة أو المركز من المؤسسات والمنظمات الرائدة في المنطقة الأوروبية.
تُعدّ حديقة الابتكار الاجتماعي في سنغافورة من التجارب العالمية البارزة في مجال الابتكار الاجتماعي، تقوم على سياسة غير ربحية لدعم المشاريع المُبتكرة.
يُعتبر مركز الابتكار الاجتماعي بجامعة سنغافورة من أهم وأبرز التجارب العالمية في استراتيجيات تنمية وتطوير الإدارة الجامعية وتطوير التعليم في ظلّ مقومات الابتكار الاجتماعي.
برزت تجارب الجامعات العالمية كاستراتيجية لبناء مقومات الابتكار الاجتماعي، ويمكن أن نستخلص مجموعة من العناصر أو الدروس المستفادة من هذه التجارب في مجال الابتكار الاجتماعي.
يعمل الطلاب في فرق لتطوير استراتيجيات ومفاهيم جديدة للمساعدة، وتقديم وتلبية الاحتياجات الاجتماعية المختلفة وخلق تأثير اجتماعي إيجابي، ويتواصل الطلاب المشاركون ويقدمون أفكارهم باستخدام أحدث البرامج والتكنولوجيا الرقمية.
وسائل التواصل الاجتماعي هي وسائل متميزة لتوليد بيانات ثرية تم إنشاؤها باستخدام رؤى متعددة الأوجه، غير مسبوقة لدفع سرعة التفكير وتسويق الابتكارات التي تركز على العميل
يتشكّل الابتكار في المؤسسات والمنظمات عن طريق تفاعل عناصر النظام الاجتماعي، وهذا الأمر قد يؤدي إلى وجود تحديد لتعريف الابتكار في هذا المستوى، وسوف نتناول مفهوم الابتكار عند "ويستلي وانتادزا" و"كيلي" في هذا المجال.
الابتكار الاجتماعي هدف وغاية تسعى إليها الجامعات، وذلك لتحقيق الكفاءة والفاعلية في المخرجات سواءكان ذلك من موارد بشرية أو مادية، للاستفادة منها بالشّكل الأمثل والأفضل في المجتمع بِما يتناسب مع التغيرات المستمرة التي يَمر بها المجتمع.
استراتيجية الابتكار الاجتماعي تتشابك وتتداخل بشكل كبير مع استراتيجيات التنمية والتطوير، وبالتحديد مع استراتيجيات التكامل الاجتماعي.
تُعَدّ استراتيجية الابتكار الاجتماعي في الجامعات طريق لتحسين الكفاءة والفاعلية والاستدامة التنظيمية، وأيضاً تحسين لكفاءة المخرجات في الجامعات.
الابتكار هو مجموعة من عمليات الإبداع والاختراع، لتحقيق منافع ومصالح وإضافة قيمة إيجابية بصورة حديثة للأمور والأشياء، وهناك مجموعة من القدرات والإمكانيات التي يجب توافرها في الأشخاص المُبتكرين، وخاصة في مجال الابتكار الاجتماعي، تساعد في الوصول إلى أهداف الابتكار الاجتماعي بسرعة وسهولة.
يُعبّر الإبداع والابتكار عن فكرة جديدة أو منتج جديد، أو نظريات أو طريقة تفكير جديدة، ويعتبر الابتكار أيضاً بأنَّه تجميع للأفكار والمعارف والمعلومات. والإبداع أيضاً تطبيق فكرة تطورت داخل مؤسسة أو تمَّ استعراضها خارج المؤسسة، ويشير الابتكار إلى القدرات والمهارات والمواهب المميزة لمجموعة من الأفراد المبدعين.
قام الابتكار الاجتماعي بتحقيق نتائج كبيرة من حيث تلبية حاجات الناس، والابتكار الاجتماعي وسيلة جديدة يستطيع حلّ الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وخاصةً في البلدان النامية، إذا تمَّ توفير الدعم من الناحية المادية المناسبة له.
يمكن النظر إلى مفهوم الابتكار من خلال مجالاته، فهناك مفهوم الابتكار في المجال الاقتصادي، وأيضاً مفهومه في المجال الاجتماعي، وعلماء الاقتصاد ينظرون إلى الابتكار بطريقة مختلفة عن نظرة علماء الاجتماع إليه.
