حديث أفضل الأعمال إلى الله
لقدْ حثَّتِ الشَّريعَةُ الإسلاميَّةُ إلى العملِ الصَّالِحِ الَّي يقودُ بصاحِبِهِ إلى دٌخولِ الجنَّةِ، كما حذَّرتْ منْ كُلِ عملٍ يقودُ إلى معصِيَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ونيلِ عقابِهِ ودُخولِ النَّارِ
لقدْ حثَّتِ الشَّريعَةُ الإسلاميَّةُ إلى العملِ الصَّالِحِ الَّي يقودُ بصاحِبِهِ إلى دٌخولِ الجنَّةِ، كما حذَّرتْ منْ كُلِ عملٍ يقودُ إلى معصِيَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ونيلِ عقابِهِ ودُخولِ النَّارِ
دعت الشَّرائعُ كُلُّها إلى الإحْسانِ إلى الوالدينِ لما لَهُما منْ فضلٍ على أبنائِهم، ولما تَحَمّلوهُ منَ المَشاقِّ والمصاعبِ في سبيلِهم، ولقدْ جاءَ الإسْلامُ ليؤَكِّدَ هذا الواجبِ في أكثرِ نُصوصِ القُرآنِ الكريمِ والحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وسنعرِضُ في سطورنا هذه حديثاً عنْ برِّ الوالدينِ والحثِّ عليه وتأكيدِ أنَّهما أحقُّ النَّاسِ بالصُّحْبَةِ والإحْسانِ.
في الإسلام، ليس بر الوالدين وإحسان للوالدين شيئًا يجب القيام به مرة واحدة في السنة مثل بعض الشعوب، بل يجب أن يشعر الآباء والأمهات بالإطراء والتقدير كل يوم.
هناك فرق كبير بين أن يبر الإنسان بوالديه وبأن يكون عاق بهم. الذي يبر بوالديه ليس له مصير إلا الجنة. العاق بوالديه ليس له مصير سوى الدخول إلى النار.
(وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَـٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ یَعِظُهُۥ یَـٰبُنَیَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِیمࣱ وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰلِدَیۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنࣲ وَفِصَـٰلُهُۥ فِی عَامَیۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِی وَلِوَ ٰلِدَیۡكَ إِلَیَّ ٱلۡمَصِیرُ وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِی ٱلدُّنۡیَا مَعۡرُوفࣰاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَیَّۚ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ )
الآباء هم من يمنحوا الحياة لأبنائهم، وهم من ضحوا بسعادتهم وعمرهم من أجل الأبناء، فكل نجاح أو أبداع وصل إليه الأبناء كان بفضل الآباء.
يعتبر بر الوالدين طريقاً إلى الجنة، حيث قرن الله سبحانه عبادته والتقرب إليه ببر الوالدين، وهذا ليدلل لنا على أنَّ عبادة بر الوالدين عبادة عظيمة ولها مكانتها في الدين الإسلامي.
لقدْ حثّ الإسلامُ على برِّ الوالدينَ لما لهما منَ الفضلِ على المسلمِ في حياتهِ، وأوجبَ اللهُ طاعتهما ما لمْ يأمرْ أحدهما بمعصيةٍ فقال تعالى: (وإنْ جاهداكَ على أنْ تشركَ بي ماليس لكَ به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفاً)، وقدْ دعا النبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ بالإحسانِ إليهما أيضاً إذا كانوا على غير ديننا، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
لكل أمة من أمم الأرض موروثها الخاص، والذي بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة "الأمثال الشعبية" والحكم.
لقدْ جاءَ الإسلامُ مهذّباً للنّفسِ البشريّة، داعياً إلى أنْ يتخلّقَ الإنسانُ بأخلاقِ فطرته الّتي دعتْ إلى البرِّ والصّلةِ بمنْ كانَ لهمُ الفضلُ ومنهمْ الوالدينِ، ولقدْ كانَ للوالدينِ منزلةٌ عظيمةُ في الإسلامِ جاءَ بها القرآن الكريمُ وأكّدها النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلام في الحديثِ النّبوي، وسنعرضُ حديثاً في برِّ الوالدينِ والإحسانِ إليهما.
من بين المظاهر التي تُظهر البر للوالدين هو الدُعاء لهما، حيث أنَّ الله تبارك وتعالى أمرنا بالدعاء حيث قال في محكم التنزيل: "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ" سورة إبراهيم.
الدين الإسلامي هو دين يشمل جميع جوانب الحياة، من أهم الجوانب احترام الأبناء تجاه الوالدين، في الإسلام ، على كل طفل واجب تجاه والديه، من أهم المتطلبات الأساسية في الإسلام أن يكون كل طفل مطيعًا لوالديه
لقد دعا الله لبر الوالدين وجعل رضا الله من رضا الوالدين حيث قال تعالى "وبالوالدين إحساناً" ويجب على الأبناء الاعتناء بوالديهم وأن يطيعوا والديهم في غير معصية الله، فالوالدين يجب أن يكون لهم كل الاحترام.
يعدّ برّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إلى الوالدين، وأعظم شعائر الدّين، ومن أهمّ الوصايا التي وصّى بها الله ورسوله المسلمين، وقد قرنه الله -تعالى- بعبادته.