سن البلوغ:

إنّ المصاب بإضطراب الشخصية الاعتمادية يتصف بالحاجة إلى عناية والرعاية بشكل زائد عن الحد، التي تجعل المصاب يخضع للآخرين ويتعلّق بهم ويخاف من الاننفصال عنهم، فالشخصية الاعتمادية تعد شخصية سلبية وصعب أن نعتمد عليها، كما أنها صعبة المبادرة سواء بطرح أي أفكار أو اقتراحات، أيضاً لا تقوم بمعارضة الآخرين؛ ذلك بسبب خوفها من أنها قد تفقد مساعدتهم.

يمرّ الإنسان منذ الولادة وحتى الوفاة بمراحل عمرية مُختلفة، إذ تتميز كلّ مرحلة من المراحل بخصائص وسمات تميزها عن غيرها من المراحل، أيضاً تختلف مُتطلبات كلّ مرحلة عن المرحلة الأُخرى، من بينها مرحلتي البُلوغ والمُراهقة، تعتبر المرحلتان من أبرز وأهم المراحل التي تُهيّئ الفرد للنُّضج والحياة وأيضاً المسوؤلية. لا يُشترط أن يمر المراهقون بنمط معين فقد تختلف أنماط حياتهم، فمثلاً يعتقد البعض أنّ الشخص عديم الخلق، المُتنمر، المتمرد، السيء أخلاقياً أو نظامياً هو مراهق، بينما شخص آخر مُلتزم أخلاقياً ونظامياً ليس بكذلك، تعود صفات الشخصية للتربية وللصفات الخُلقية والبيئيّة المُحيطة بالشخص، فلا يمكن تحديد المراهقة من خلال أخلاقيّات الشخص.

تعتبر مرحلة البلوغ من أكثر المراحل العُمرية التي يمُر بها الفرد بحساسيةً، فهو يتحرك من مرحلة الطُّفولة ثم البُلوغ والمُراهقة، ليصل بعدها إلى مرحلة اكتمال النُّضج والشباب. تُعتبر فترة البُلوغ فترة مهمة جداً، إذ يحتاج الفرد فيها إلى الكثير من الحاجات والمُتطلّبات النفسيّة والفسيولوجيّة، يجب محاولة تلبية هذه الحاجات وإشباعها، محاولة تقديم المُساعدة للمراهق؛ ذلك من أجل الوصول إلى حالة من الاستقرار، التكيّف الذاتيّ، التكيف الاجتماعي، إضافةً إلى تقديم الطُّرق والأساليب التي تُساهم في التخلُّص من القلق، التوتر، المخاوف بأشكالها. يجب المُحافظة على التوازن بين اتجاهات المراهق إزاء مرحلة البلوغ والظُّروف الاجتماعيّة، التي من المُفترض أن تكون عنصر إيجابي في تكوين الاتجاهات السويِّة للمُراهق سواء اتجاه نفسه أو اتجاه مجتمعه.

غالباً ما تبدأ أعراض فصام الشخصية بشكل عام من سن المراهقة المتأخرة إلى بداية سن البلوغ، كما أنّ فصام الطفولة غير شائع أو غير منتشر بطريقة كبيرة، تكاد لا تحدث الإصابة المبكرة جداً بفصام الشخصية لدى الأطفال الأقل من 13 عام.