خلافة معاوية بن أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


خلافة معاوية بن أبي سفيان :

يعتبر الاعتراف بالخليفة معاوية بن أبي سفيان في الكوفة، ويشار إلى العام ذاك بـ “عام توحيد المجتمع” في المصادر الإسلامية التقليدية، بشكل عام بداية لخلافة معاوية، انتقلت العاصمة السياسية وخزينة الخلافة من مكة المكرمة إلى دمشق، وهو مقر سلطة معاوية.

كان اختيار سوريا كعاصمة لخلافة معاوية نتيجة ترسخ معاوية لمدة عشرين عامًا وزيادة نفوذه في المحافظة، والتوزيع الجغرافي الذي يضم عددًا كبيرًا من السكان العرب نسبيًا في جميع أنحاء المحافظة على عكس القيام بعملية عزلهم في مدن الحامية في المحافظات الأخرى.

كانت القبائل العربية المسيحية الراسخة سابقًا في سوريا، بعد دمجها في جيش الإمبراطورية البيزنطية وملوكها الغسانيد، “أكثر اعتيادًا على النظام والطاعة” من نظرائهم العراقيين ، وفقًا للمؤرخ يوليوس ويلهاوزن.

اعتمد معاوية على القائد الكلبي القوي ابن بهدل والنبيل الكندي شرابيل بن سمط إلى جانب القائدين القريش الضحاك بن قيس الفهري وعبد الرحمن نجل الفاتح البارز خالد بن الوليد، لضمان ولاء المكونات العسكرية الرئيسية في سوريا، شغل معاوية قواته الأساسية في سوريا من أجل القيام بغارات برية وبحرية شبه سنوية أو نصف سنوية ضد قوات ومعاقل بيزنطة، ممّا فادهم هذا الأمر بتزويدهم بالخبرة في ساحة المعركة وغنائم الحرب، لكن هذا الأمر لم يضمن أيّ مكاسب إقليمية دائمة.

وعندما اقتربت نهاية عهد معاوية، قام الخليفة الأموي بالدخول في هدنة مدتها ثلاثون عامًا مع الإمبراطور البيزنطي الذي يعرف باسم قسطنطين الرابع (حكم 668-685)، حيث كان الإمبراطور قسطنطين مُلزمًا بدفع جزية كل سنة للخلافة الأموية من الذهب والخيول بالإضافة إلى العبيد.

كان التحدي الرئيسي للخليفة معاوية بن أبي سفيان هو إعادة تأسيس وحدة المجتمع المسلم والقيام بعملية تأكيد سلطته وسلطة الخلافة في المحافظات كل ذلك في وسط التفكك السياسي والاجتماعي للفتنة الأولى.

ظلت هناك معارضة كبيرة لتولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة ومعارضة للحكومة  المركزية القوية التي قام معاوية بتأسيسها، استاءت مدن الكوفة والبصرة، التي يسكنها المهاجرون العرب والقوات التي وصلت أثناء غزو العراق في (630-640)، من انتقال السلطة إلى سوريا.

ومع ذلك، ظلوا منقسمين، حيث قاموا بالتنافس في المدينتان على من سيكون له السلطة والنفوذ في العراق وتوابعه الشرقية وظلت مقسمة بين النبلاء القبليين العرب والمسلمين الأوائل ، الذين انقسموا بين الموالين لعليا (الموالون لعلي).


شارك المقالة: