علم طبقات الصخور:
إن علم طبقات الصخور يختص بدراسة طبقات الصخور الأرضية وذلك يكون من حيث خصائصها وطبيعة الصخور بالإضافة إلى ترابطها وتتابعها خلال الزمن ويكون ذلك على نطاق ضيق وواسع، كما أن علم طبقات الصخور يعتمد على دراسة الأحافير كطريقة هامة، حيث تساعد على تحديد ومعرفة عمر الطبقات وتاريخ نشأتها وعلى تحديد الرابط بينها، لذلك تعتبر اهتماماته الرئيسية تكون في دراسة التتابعات الصخرية لحقب الحياة، أي أن دراسة الجيولوجيا التاريخية هي علم مشتبه لعلم طبقات الصخور، لكن الجيولوجيا التاريخية هي العلم الأكثر إتساعاً فهي تتعامل مع مجموعة متكاملة من الأحداث التي حدثت في تاريخ كوكبنا الأرضي.
كما أن علم طبقات الصخور يختص أيضاً في دراسة التكوينات الصخرية، والتكوين الصخري هو عبارة عن مجموعة من الطبقات التي تملك صفات مشتركة من حيث خصائص الصخور التي تتشكل منها، بالإضافة إلى تركيبها المعدني ولونها كما لها امتدادات واقعة تحت سطح القشرة الأرضية، وللقيام برسم خريطة للتكوين فإننا نحتاج إلى متابعة البروزات الصخرية داخل التركيب وأيضاً علينا تعيين الارتباط بين التكوين وبين الوحدات الصخرية الأخرى التي تكون على علاقة معه، كما أن هذا الأمر يتطلب أن نستعين ببعض القوانين من ميدان علم طبقات الصخور مثل قانون الطبقات وقانون يسمى قانون تعاقب المجموعات الحيوانية والنباتية.
إن قانون مبدأ تعاقب الطبقات يقول أن الصخور الرسوبية تظهر على هيئة طبقات ذات سطوح في العادة تكون متوازية وأفقية، وهذه الطبقات تتعاقب واحدة تلو الأخرى بحيث تترتب على أساس أن الطبقة السفلى هي الأقدم في العمر من الطبقة العليا التي تكون الأحدث، ولقد درس هذا القانون العالم المسلم ابن سينا حيث أنه أشار إلى أن الطبقات الرسوبية في العادة تترسب بوضع أفقي تقريباً، لذلك إذا لاحظنا وجود صخور مائلة أو مطوية فإن هذا يدل على أنها تأثرت بسبب حركات أرضية من بعد ترسبها، وفي حالة تأثرت الطبقات الرسوبية بسبب حركات أرضية رافعة فإنها تعمل على تسبيب انقطاع في الترسيب وقد تتشكل إنثناءات في الطبقات القديمة.
ولكن إذا عملت الظروف على السماح بإعادة الترسيب مرة أخرى فوق الطبقات المترسبة قديماً والتي تعرضت للحركات الأرضية فإنه يتشكل داخل مجموعة الطبقات القديمة وبين الطبقات الحديثة سطحاً يسمى سطح من عدم التوافق والذي يتشكل من خلال (ترسيب طبقات أفقية، حدوث حركات أرضية رافعة أو من خلال عوامل التعرية التي تسبب تآكل الأجزاء المرتفعة وأخيراً حدوث انخفاض في سطح الأرض).
