في كثير من الأحيان يقوم الفرد المسلم بعرض المال على أخيه المسلم وهذا بسبب إحدى الطروف المختلفة التي قد يمر بها الفرد المسلم، وعندما يعرض المسلم على أخيه أو صديقه المسلم المال فإنَّه ينبغي عليه أن يدعو له، وهذا الدُعاء متوافر في سنةرسول الله عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم.
ما هو الدعاء لمن عرض عليك ماله
في رواية عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه قال: “قدم عبدُالرحمن بن عوف المدينة، فآخى النبيُّ ﷺ بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وكان سعدٌ ذا غنًى، فقال لعبدالرحمن: أُقاسمُك مالي نصفين، وأُزوجك. قال: بارك اللهُ لك في أهلك ومالك، دلُّوني على السُّوق. فما رجع حتى استفضل أَقِطًا وسَمْنًا، فأتى به أهلَ منزله، فمكثنا يسيرًا، أو ما شاء الله، فجاء وعليه وضرٌ من صفرةٍ، فقال له النبيُّ ﷺ: مهيم؟ قال: يا رسول الله، تزوجتُ امرأةً من الأنصار، قال: ما سُقْتَ إليها؟ قال: نواةٌ من ذهبٍ، أو وزن نواةٍ من ذهبٍ، قال: أولم ولو بشاةٍ”. هذا الحديث أخرجه الإمامُ البخاري في “صحيحه”.
وأمَّا بالنسبة لشرح الرواية السباق ذكرها أعلاه فهو على النحو الآتي:
- قدم عبدُالرحمن بن عوف المدينة؛ أي أنَّ الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه قد أتى إلى المدينة مهاجر من مكة المكرمة، وحينها عمد النبي عليه الصلاة والسلام على عمل المؤاخاة وهذا ما بينه وبين الصحابي الجليل سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه، وفي قول آخر الذي يأتي إلى المدينة المنورة لا يكون فقط مهاجراً من مكة المكرمة بل يكون من نواحٍ مختلفة متنوعة.
فكان الأنصار حينها لا ينزل عندهم المهاجرين إلّا بواسطة الرجوع إلى عمل القُرعة؛ وإذا وقعت القرعة في بيت أحد نزل عنده، ويّذكر بأنَّ الأنصار رضي الله عنهم جميعاً كانوا شديدي المنافسة إلى ضيافة المهاجرين حينها، وهنا يظهر الإحسان، فكان الأنصار يعرضون مالهم على المهاجرين وقتها.
- قول: “بارك اللهُ لك في أهلك ومالك“؛ تُعني أنَّ الفرد المسلم يدعو لأخيه المسلم عندما يعرض عليه المال بأن يُعطيه الله جلَّ جلاله كل من الخير والبركة في كل من المال وفي البركة أيضاً، وأن يُبارك الله تبارك وتعالى في كل ما يمتلكونه ويعملون به، والدُعاء بالبركة والخير من أفضل الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها لأخيه المسلم بسبب الخير أو حتى عرض المال على أخيه المسلم.