المنهال بن عمرو والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كانوا عظماءَ في تاريخِ الإسلامِ المَجيد، قومٌ كانَ لهم في السِيرَ أعظَم البطولاتِ والتّضحياتِ كي يبقى الإسلام حاضراً بمصادِره التّشريعيّةِ من القرآنِ الكريم والحديثِ النّبويَّ الشريف، وقد رووا مصادِ دينِنا وخاصّة الحديثَ النّبويَّ الشريف إلى الأجيالِ منْ بعدِهم، وبدأت تلك المسيرَةُ بالصّحابة رضِيَ اللهُ عنهُم بما أخَذوه من رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم ليسلِّموه إلى التّابعينَ، ومازلنا نتتَبّع سِير التّابعينَ في رواية الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ حتّى وصلْنا إلى الرّاوي المحدِّثِ المنهالِ بنِ عمرو الكُوفيِّ الأسْدِيِّ رحمه الله تعالى فتعالوا نَقْرأُ في سيرته مع الحديث النّبويِّ الشريف.

نبذة عن المنهال بن عمرو

هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو عمرو، المِنهالُ بنُ عمرو الأسْديُّ، من أهل الكوفَة بالعراقِ وكانَ مولىً لبني أسْدٍ، من رواة الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ، كانَ من القرَّاءِ المَشْهورينَ في الكوفَةِ، وكانَ حسنَ الصَّوتِ فيهِ، وكانَت وفاتُه في بضعِ سنواتِ خَلَت من بَعْدِ العام العاشِر بعدَ المائة من الهجرة يرحمه الله تعالى .

روايته للحديث


كانَ المِنْهالُ بنُ عمرو الأسْدِيُّ من رواة الحديثِ النّبويِّ الشَّريفِ، وقد روى الحديثّ النبوي الشريف عن كثيرٍ من التّابعينَ من أمثالِ: زرِّ بنِ حُبَيْشٍ وسَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ وعامرِ بنِ سَعْدٍ وعبدالله بن الحارِثِ البَصريِّ ومُجاهِدِ بنِ جَبْرٍ وعائشَةَ بنتِ طَلْحَةَ وغيرِهم يرحمهم الله، كما روى الحديثَ من طريقِهِ كثيرٌ منَ المُحدّثينَ من أمثالِ: شُعبَةِ بنِ الحجَّاج وسَلَمةَ بنِ كُهَيْلٍ وسليمانِ بنِ مَهرانَ الأعمَشٍ ومَنْصُورِ بنِ المُعْتَمِر وغيرهم كثير يرحمهم الله، كما كانّ من أهلِ الثّقةِ عندَ كثيرٍ من أهل الحديث.

من رواية المنهال بن عمرو للحديث

ممّا ورَدَ من روايَةِ الحديثِ النَّبويِّ الشريف من طريقِ المِنْهالِ بنِ عمرو الأسْدِيِّ ما أورده الإمامُ البُخارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ في صحيحِه: (( حدّثنا عُثمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ، حدّثنا جَريرٌ، عنْ منصُورٍ، عنِ المِنْهالِ، عنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عنَِ ابنِ عبّاسٍ رضِيَ اللهُ عنْهما، قالَ: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ وَيَقولُ: (إنَّ أَباكُمَا كانَ يُعَوِّذُ بِها إسْماعيلَ وإِسحاقَ: أعُوذُ بِكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ منْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهَامَّةٍ، ومنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ). من كتابِ أحاديثِ الأنْبياءِ، رقمُ الحديثِ3371 )).


شارك المقالة: