حجاج بن منهال والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ مرَّ الحديثُ النَّبويُّ الشريفُ بمراحلَ تطوُّرٍ بعد عصر النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، منْ زمنِ الصَّحابة رُضوانً الله عليهم إلى زمن التَّابعين إلى أتْباعهم، وقدْ كانَ للحديث في القرن الثاَّني أَثرٌ واضحٌ وكبيرٌ في نقل وتدوين السنَّة ِوالحديث، وظهرت بعد ذلك مدارس الحديث المختلفة وأئمة التدوين في الكتب والمصنّفاتِ، ممّا كانَ لَهُ الفضْلُ على أمَّةِ الإسلام في توصيلِ علم الحديث إليها، وفي حديثنا عن رواةِ الحديث النّبويّ نصلُ في الحديثِ إلى تبع أتباعِ التّابعين في البصْرة ونختار الراوي المُحدَّثَ حجّاجَ بنِ مِنهالٍ، فتعالوا معنا في سيرته مع الحديث النَّبويِّ.

نبذة عن حجاج بن منهال:

هو الرّاوي المُحدث، أبو مُحمَّدٍ، حجَّاج بن المنهالُ الأنْماطِي البَصْريُّ، منْ رواة الحديث النَّبويَ الشَّريف من تبع أتباع التَّابعين، منْ أهل البصرة بالعراقِ،أدْرَك كثيراً منْ أتْباع التَّابِعين وروى الحديث منْ طريقهم، وكانتْ وفاتُهُ في العام السّادس عَشَرَ بعدَ المائَة الثّانية من الهجرةِ يرحمُه الله.

رواية حجاج بن منهال للحديث:

لقد كان الحجّاجُ بنُ مِنْهال منْ أعلام المحدِّثينَ منْ زمنِ تبع أتْباع التّابعينَ، وقدْ رَوى الحديث من طريق كثيرٍ من المحدثين من أمثال: شُعبةُ بن الحجّاج العتكيِّ وجريرِ بنِ حازمٍ الأزديِّ وهُشيمِ بنِ بشيرٍ وعبد الله بن عُمرَ النُّميريِّ وهمَّامِ بنِ يحيى بن دينارٍ وعبد العزيز بن الماجِشونَ وأبي عَوانةَ اليَشكريِّ ومُعتمر بن سليمانَ وسفيانَ بنِ عُيينةَ وجُويريَّةَ بنِ أسماء وحمّادِ بن سلمةَ ومهديِّ بنِ ميمونٍ وحمّادِ بن زيدٍ وقرَّةَ بنِ خالدٍ وغيرِهم يرحمهم الله.
أمّا من روى الحديثَ من طريقِ حجَّاج بن مِنهالٍ فمنهم: الإمام البخاريُّ والإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ النَّيْسابوريُّ والإمامُ أبو داوودَ السَّجِسْتانيُّ والإمام النَّسائيُّ والإمام التّرمذيُّ والإمامُ ابنً ماجةَ القزوينيُّ والإمامُ الدَّارميُّ وإسحاقُ بنُ إبراهيم ومحمد بن يحيى الذُّهليُّ وعبدُ بن حميدٍ وأحمدُ بن الفراتِ وغيرُهم يرحمهم الله جميعاً.

من رواية حجاج بن منهال للحديث:

ممَّا جاءَ منْ روايةِ الحديث من طريقِ حجَّاجِ بنِ مِنهالٍ ما أورده الإمامُ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ الزَّكاةِ: ((حدَّثنا حجّاجُ بنُ مِنهالٍ، حدَّثنا شُعبةُ، عن أبي إسحاقَ، سَمعتُ عمرَو بنَ ميمونٍ، يقول: شَهدتُ عُمرَ رضيَ الله عنه صلَّى بجمع الصُبحِ ثم وقفَ فقالَ: إنَّ المشركين كانوا لا يُفيضونَ حتَّى تَطلعَ الشَّمسُ، ويقولون أشرق ثَبيرُ، وأن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ خالَفَهم، ثمَّ أفاض قبلَ أن تطْلعَ الشمسُ)). رقم الحديث 1684.


شارك المقالة: