عبد الرحمن الأوزاعي والرواية

اقرأ في هذا المقال



لقدْ كانَ لأتباعِ التَّابعينَ منَ المحدِّثينَ الرُّواةِ للحديثِ النَّبويِّ دورٌ مٌهِمٌ في نقلِ حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وقدْ كانَ فضْلُهمْ واضِحُ بملازمَةِ التّابعينَ مِمَّن أدْرَكوا جيلَ الصَّحابَةِ رُضوانُ اللهِ عليْهِم، وقدْ انتّشر المحدِّثونَ منْهم في مناطِقَ كثيرَةٍَ فوصلتِ الروايةُ وتعلُّمُ الحديثِ إلى الشأمِ والعِراقِ ومدُنِ فارِسَ وغيرِها، وهانحْنُ في رِحْلَتِنا في البحثِ عنِ الرُّواة نسافِرُ معَكْم إلى بلادِ الشَّام لِنَصِلَ إلى الرَّاوي المُحدِّث عبدُ الرَّحمنِ الأوزاعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ ، فتعالوا معنا نُبْحرُ في بحورِ عِلمِه ونقرأُ عنْ سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن عبد الرحمن الأوزاعي:

هوَ: الإمامُ الحافِظُ، أبو عَمْرُو، عبدُ الرَّحمنِ بنُ عمْرُو الأوْزاعِيُّ، من رواةِ الحديثِ النَّبويِّ من جيلِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ الشَّامِ، ولدَ في مدينَةِ بعَلْبكَ في العامِ الثَّامِنِ والثَّمانينَ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ، والأوزاعِيُّ نِسْبَة إلى قبيلةِ الأوزاعِ اليَمَنِيَّةِ، طلبَ العِلْمَ صغيراً وكانَ مِمَّنْ شَهِدَ لهُ عُلَماءُ عَصْرِهِ بالنُّبوغِ والذكاء، ورحلَ في طلبِ العلْمِ والحديثِ إلى المدينَةِ المُنَوَّرَةِ وإلى البَصْرَةِ وغيرِها منَ المُدُنِ الَّتِي احتَضَنَتْ كبارَ المحدِّثينَ منَ التَابعينَ الأخيارِ، وقدْ عاش الإمامُ الفقيهُ المُحَدِّثِ بين طلبِ العِلمِ والتَّعْليمِ حتَّى تَوفَّاهُ اللهُ في العامِ السَّابِعِ والخَمْسينَ بعْدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ يرحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ الإمامُ عبدُ الرَّحمنِ الأوْزاعيُّ من المُحدِّثين الرُّواةِ من أتباعِ التَّابعينَ، وقدْ روى الحديثَ عنْ كثيرٍ من التَّابعينَ مِمَّن تعَلَّمَ عندَهم منْ امْثالِ: عطاءِ بنِ أبي رباحٍ وعمرِو بنِ شُعَيْبٍ وقتادَةِ بنِ دِعامَةَ وابنِ شِهابٍ الزُّهْرِيِّ ويَحْيَى بنِ أبي كثيرٍ وعطاءٍ الخُرَاسانِيِّ وميمونِ بنِ مَهْرانَ وعلقْمةِ بنِ مَرثَدٍ وسُليمانُ بنُ مَهْرانَ الأعْمَشِ وغيرِهِمْ من التَّابعينَ رَحِمَهُمُ الله.

أمَّا منْ رَوى الحديثَ عنْ عبدِ الرَّحمنِ الأوْزاعِيُّ فَمِنْهُمْ: الزُّهْرِيُّ ابنُ شهابٍ ويحيى بنُ أبي كثيرٍ ممَّنْ طلبَ الحديثَ منْهُم، كما روى عنْه شُعْبَةُ بنث الحَجَّاجِ وسُفيانُ الثَّوْرِيُّ والإمامٌ مالِكُ بنُ أنَسٍ والوَليدُ بنُ مُسْلِمٍ ويحْيَى القَطَّانُ وإسْماعيلُ بنُ عَيَّاشٍ وغيرِهِم رَحِمَهُمُ اللهُ.

من رواية عبد الرحمن الأوزاعي للحديث:

ممَّا ورَدَ منْ رِوايَةِ الإمامِ عبدِ الرَّحمنِ الأوزاعِيِّ للحديثِ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الوَُضُوءِ: ((حدَّثَنا عبْدانُ، قالَ: أخْبَرنا عبدُ اللهِ، قالَ: أخْبَرنَا الأوْزاعِيُّ، عنْ يَحْيَى، عنْ أَبِي سَلَمَةَ، عنْ جَعْفَرِ بنِ عَمْرٍو، عنْ أَبِيهِ، قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ. )) رَقَمُ الحديثِ205.


شارك المقالة: