كان ضابطاً عسكرياً وسياسياً شغل منصب رئيس إندونيسيا الثاني والأطول خدمة واعتبره المراقبون الدوليون على نطاق واسع ديكتاتوراً، حيث كان رئيساً لمدة 31 سنة من سقوط أحمد سوكارنو في سنة 1967 حتى استقالته ولا يزال إرث حكمه، بالإضافة إلى صافي ثروته البالغة 38 مليار دولار محل نقاش في الداخل والخارج.
لمحة عن محمد سوهارتو رئيس إندونيسيا
نظّم سوهارتو إدارته التي اتبعت ما عرف بالنظام الجديد في شكل حكومة مركزية يهيمن عليها الجيش، حيث حصل سوهارتو على دعم اقتصادي ودبلوماسي غربي خلال الحرب الباردة بسبب قدرته على الحفاظ على الاستقرار في بلد يتسم باتساع نطاقه وتنوعه فضلاً عن موقفه الصريح المناهض للشيوعية.
خلال معظم فترة رئاسته فقد شهدت إندونيسيا توسعا صناعياً ونمواً اقتصادياً كبيراً وتحسيناً في مستويات التحصيل العلمي، حيث تدرس الحكومة الإندونيسية خططاً لجعله بطلاً قومياً وقد أثار ذلك جدلاً محتدماً في البلاد.
مع ذلك كان الاستبداد والفساد المستشري في ظل النظام الجديد مصدر استياء شعبي بحلول التسعينيات مما أدى إلى اضطرابات واسعة النطاق في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية التي أدت إلى استقالته، حيث اعتبر سوهارتو أكثر القادة فساداً في التاريخ الحديث وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية تراوحت المبالغ التي اختلسها خلال فترة حكمه بين 15 و 35 مليار دولار.
عرف سوهارتو باهتمامه بالجانب الأمني لإندونيسيا وزاد تركيزه عليه بعد توليه الرئاسة، حيث في سنة 1975 فقد أرسل القوات الإندونيسية لتضم تيمور الشرقية في إندونيسيا بعد خروجها من الاستعمار البرتغالي.
لقد حاول إلى إعادة العلاقات السياسية مع الدول الغربية وإرجاع عضوية إندونيسيا في الأمم المتحدة بعد أن كانت قد خرجت منها في زمن الرئيس سوكارنو بسبب اختيار ماليزيا لعضوية إحدى مؤسسات الأمم المتحدة، كما أشهر سوهارتو احترام إندونيسيا لماليزيا وفي أوائل توليه العرش عمل على توقيف العلاقات مع الصين.
عزز سوهارتو موقف بلاده الإقليمي لذا قادت إندونيسيا منظمة شعوب جنوب شرق آسيا وشاركت في محاولات السلام في كمبوديا وسوهارتو إلى تطبيع العلاقات مع الصين مرة أخرى، حيث خلال فترة حكمه ازدهر الاقتصاد الوطني واستثمر المستثمرون الدوليون في إندونيسيا.
تقدمت الحركة الصناعية وكان الازدهار الاقتصادي للمجتمع الإندونيسي غير مرئي من قبل، كما اهتم سوهارتو بالهيكل الاجتماعي ووجبة فطور التعليم وحقق قدراً كبيراً من التأمين الصحي.