هشام الدستوائي والرواية

اقرأ في هذا المقال


لم نَزَلْ نَجوبُ دِيارَهم العامرة بالعلْمِ والرِّوايةِ لحديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمُ، ننْتَقِلُ منْ مدينَتِهِ الشَّريفَةِ إلى العراقِ وبلادِ الشَّامِ، نقرأُ في سيرِهمْ ونأخُذُ منْها طريقِْةً لطَلبَةِ العلمِ ومنْهجاً في نَشْرِه، خاضُوا رِحلَةَ الرِّوايَةِ بمسْؤوليَّةٍ كبيرةِ ليوصِلوا ما أخذوهُ منَ الحديثِ لكلِّ الأجْيالِ منْ بَعْدِهمْ، وتدرَّجَ نقلُ علمْهمْ منَ الصَّحابَةِ إلى التَّابعينَ إلى أتْباعِهمْ، وهاهيَ رِحْلَتُنا تتَوَقَّفُ عنْد الأتْباعِ وفي البَصْرَةِ تحديداً، لنبْحَثَ عنْ رواتِها، ونَصِلُ إلى الرَّاوِي المُحَدِّثِ هِشامٍ الدَّسْتُوائِيُّ، فتعالوا نقْراُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ.

نبذة عنْ هشام الدستوائي:

هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو بكْرٍ البَصْرِيُّ، هِشامُ بنُ أبي عبدِ اللهِ الدَّسْتُوائِيُّ الرِّبْعِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ عُلماءِ البَصْرَةِ بالعِراقِ، ولِدَ في العامِ السَّادِسِ والسَّبْعينَ منَ الهِجْرَةِ، وأدْرَكِ بولادَتِهِ أخِرَ الصَّحابَةِ منْ صِغارِهمْ، كما أدْرَكَ جَمْعاً منَ التَّابعينَ وأخَذَ منْ طريقِهِمِ الحديثَ، ولَهُ منَ الأبْناءِ المُحدِّثينَ مُعاذٍ وعبدِ اللهِ وكانتْ وفاتُهُ في العامِ الرَّابِعِ والخَمْسينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ المُحَدِّثُ هِشامُ الدَّسْتُوائِيُّ منْ أعلامِ أتْباعِ التَّابعينَ في رِوايَةِ الحديثِ، وقدْ رَوَى الحديثَ منْ طريق كثيرٍ منَ الرُّواةِ منْ أمْثالِ: قَتادَةَ بنِ دِعامَةَ ويَحْيَى بنِ أبي كَثيرٍ ومُحَمَّدِ بنِ مسْلِمٍ أبي الزُّبيِر المَكِّيِّ وأبي عِصامٍ المُزْنِيِّ وبدُيْلِ بنِ مَيْسَرَةَ العُقَيْلِيِّ وحمَّادِ بنِ أبي سُلَيْمانَ الأشْعَرِيِّ والقاسِمِ بنِ عوْفٍ الشَّيْبانِيِّ وعاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ وغيرِهم يرْحَمُهُمُ اللهُ.

أمّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ هِشامٍ الدَّسْتُوائِيِّ فمشنْهُمْ: ولَدُهُ مُهاذُ بنُ هِشامٍ وكَثيرُ بنُ هِشامٍ الكِلابيِّ ووكيعُ بنُ الجَرَّاحِ وإسْماعيلُ بنُ عُلَيَّةَ ويزيدُ بنُ هارونَ وشَّاذُ بنُ فَيَّاضٍ ومُسْلِمُ بنُ إبْراهيمَ الأسَدِيُّ وأبو داوودَ الطَّيالِسيُّ وأبوعمْرُو السُّلَمِيُّ وإسْحاقُ بنُ يوسُفَ الأزْرَقُ وعبدُ الصَّمَدِ بنُ عبْدِ الوارِثِ ويحيى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ وعبْدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ ووغيرِهم يرْحَمُهمُ اللهُ.

من رواية هشام الدستوائي للحديث:

مِمَّا ورَدَ منْ رِوايَةِ الحديثِ منْ طَريقِ هِشامٍ الدَّسْتُوائِيُّ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ يرْحَمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ المَسَاجدِ ومواضِعِ الصَّلاةِ: ((حدَّثَنا أبو بَكْرِ بنِ أبي شَيْبَةَ، حدَّثَنا كثيرُ بنُ هِشامٍ، عنْ هِشامٍ الدَّسْتُوائِيُّ، عنْ أَبي الزُّبَيْرِ، عنْ جابِرٍ، قالَ: نَهَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ عنْ أَكْلِ البَصَلِ والكُرَّاثِ، فَغَلَبَتْنا الحاجَةُ، فأَكَلْنَا منْها، فقالَ: (منْ أَكَلَ منْ هذِهِ الشَّجَرَةِ المُنْتِنَةِ فَلا يَقرَبَنَّ مَسْجِدَنا، فإنَّ المَلائِكَةَ تتأذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى منْهُ الإنْسُ). رقمُ الحديثِ 564/72)).


شارك المقالة: