عاصم الأحول والرّواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان للحديث النّبويّ الشريفِ مسيرةٌ طويلةٌ تككلت بالنّجاحِ وأدّت إلى اتصال سند الأمَّةِ في رواية حديث النّبيّ صلّى وقد بدأت بصحابة رسول الله ّصلّى الله عليه وسلّم الّذين أوصلوا ما شَهدوه من الوحيِ الشّريف بحديث نبيّهم المصطفى ولقد نقلَ عنهم التّابعون الحديث إلى الأجيال منْ بعدِهم، وهانحن مستمرون في البحث عن سِيَرِهم وروايتهم للحديث عبر الحديث والسّنة ونتوقف قليلاً عند محطّة التّابعين لنتحدّث عن راوٍ منهم، إنَّه عاصمٌ الأحْوَلِ فتعالوا نقرأ عن سيرته بالحديث والرّواية.

نبذة عن عاصم الأحول

هو التّابعيُّ الجليلُ، أبو عبدِ الرّحمنِ، عاصِمُ بنُ سُليمانَ الأَحوَلِ، من رواة الحديثِ النّبويِّ، هو مولى بني تميمٍ، كانَ يسكن البصرة بالعراقِ وكانَ يُعرف بعلمه بالفقهِ، وتسلّم القضاء في زمن المنصورِ أبي جَعفَر على المدائنِ ـ إحدى مدنِ العراقِ قديماً ـ وكانت وفاتُهُ رَحِمَهُ الله في العامِ الحادي والأربعينَ بعدَ المائةِ من الهجرة النّبويّة.

روايته للحديث

كانَ عاصمُ بنُ سليمانَ الأحوَلِ من رواة الحديث النّبويّ عنِ الصّحابة والتّابعينَ وممّن روى عنهم من الصّحابة: أنسِ بنِ مالكَ رَضي الله عنه، كما روى عن جملةٍ من التَابعينَ من أمثالِ: الحسَنِ البصريِّ وأبي العاليةَ وأبي قِلابة الجَرْمِيِّ وعكرمةَ مولى ابنِ عبّاسٍ وأبي عثمانَ النَّهديِّ ومحمّدِ بنِ سيرينَ وحمّادِ بنِ أبي سُليمانَ ومُوَرَّقِ العِجْلِيِّ وغيرهم يرحمهم الله، كما روى الحديث من طريقِه كثيرٌ من الرّواةِ من أمثالِ: إسماعيلَ بنِ عُلَيَّةَ وحَفصِ بنِ غِياثٍ والسّفيانانِ الثّوريِّ وابنِ عُيَيْنَةَ وشُعبَةَ بنِ الحجّاجِ وقَتَادَةَ بنِ دِعامَةَ وسُليمانَ التّيْمِيِّ وخالدٍ الحذّاءِ وعبداللهِ بنِ المبارَكِ وغيرهم يرحمهم الله وكان من الثّقاتِ وله من الحديث ما يزيد عن مائةٍ وخمسين حديثاً كما قال الإمامٌ المّزِيُّ رحمه الله.

من رواية عاصم الأحول للحديث

ممّا ورَدَ من روايةِ الحديثِ عن عاصِمِ الأحْوَلِ ما أورَدَهُ الإمامُ مسلم في صحيحه: (( وحدّثَنا يحيى بنُ يحيى، أخْبَرَنا أبو خَيْثَمَةَ عنْ عاصِمٍ الأَحوَلِ عنْ مُعاذَةَ عنْ عائِشَةَ قالت: كُنْتُ أغْتَسِلُ أَنا وَرسولُ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلَّمَ منْ إنَاءٍ ـ بيْنِي وبَيْنَهُ ـ واحِدٍ فَيُبَادِرُنِي حَتَّى أَقول: دَعْ لِي دَعْ لِي . قالَتْ وَهُما جُنُبَانِ )) من كتاب الحيْضِ، رقم الحديث321/46.


شارك المقالة: