الإدغام واحد من أحكام التجويد التي وضعها علماء التجويد، وأوجبوا الالتزام به في بعض المواضع، وأجازوه في بعضها، ومنعوه في مواضع أخرى، ويكون تطبيق حكم الإدغام بصورتين، وهما الإدغام الكامل والإدغام الناقص.
الإدغام الكامل
الإدغام الكامل هو إسقاط الحرف كاملاً دون ترك أي أثر له، ليُنطق الحرفين على أنهما حرفاً واحداً مضعفاً تضعيفاً كاملاً، فعندما نُدغم حرف التاء في حرف الطاء في قوله تعالى: “فآمنتْ طائفة”، فلا نترك لحرف التاء أي أثر بعد إدغامه في حرف الطاء.
ومثلها إدغام حرف الدال الساكن في التاء المتحركة في: “وإن أردْتُم”، حيث أدغمت الدال في التاء وكأنّ القارئ لفظ تاء مشددة تشديد كامل، وأطلق العلماء اسم الإدغام الكامل على هذا النوع من الإدغام بسبب اكتمال تشديد الحرف المُدغم فيه.
الإدغام الناقص
الإدغام الناقص هو إسقاط ذات الحرف المدغم دون صفته عند إدغامه في الحرف الذي يليه (الحرف المدغم فيه)، ويكون نطق الحرفين بصورة حرفاً واحدا مضعفاً تضعيفاً ناقصا، وتبقى صفة الحرف المدغم ظاهرة، ويظهر الإدغام الناقص على الأغلب في الحروف المتقاربة، وسمي الإدغام الناقص بهذا الاسم؛ لأنه يعتمد على التشديد غير التام للحرف المدغم فيه، وإظهار صفة الحرف المدغم.
مثل إدغام حرف الطاء الساكن في حرف التاء المتحرك بعدها، في: “أَحَطْتُ”، ومثلها في: “بَسَطْتَ”، ويكون الإدغام هنا بعدم إظهار صفة القلقلة لحرف الطاء، وإبقاء السكون، لتثبيت حكم الإطباق عليها، وتفريقها عن حرف التاء المدغم فيه، لأنّ حرفي الطاء والتاء من الحروف المتجانسة في المخرج، وهذا النوع من الإدغام لا يمكن ضبط تطبيقه إلّا بسماعه من القراء والشيوخ مباشرة.
ومن الأمثلة على الإدغام الناقص إدغام التنوين أو النون الساكنة في حرفي الواو والياء، مثل : “مِنْ وَلِيٍّ وَلا نصير”، فتمّ هنا إدغام ذات حرف النون في حرف الواو، مع البقاء على إظهار صفة الغنة.
وعن إدغام النون الساكنة والتنوين في حرف اللام مثل: “من لدني”، وفي حرف الراء مثل: “من رزق الله” فهنا يمكن قراءتها على نوعي الإدغام الكامل أو الناقص، فإن تمّ إسقاط ذات الحرف وصفته معاً يكون الإدغام كاملاً، أما إن تمت قراءتها مع ترك صفة الغنة ظاهرة، فيكون الإدغام هنا إدغاماً ناقصاً، وقرأها بعض الأئمة على شكل إدغاماً ناقصاً عن طريق إظهار صفة الغنة.